"فاطمة" قتلت زوجها مرتين.. ماذا حدث في شقة المنشية ثالث أيام رمضان؟

كتب - محمد شعبان:

السابعة صباح الأحد قبل الماضي - ثالث أيام الشهر الكريم- استيقظت "نور" -اسم مستعار- على صوت صراخ قطع حالة الصمت بشارع المنية بمنطقة الطوابق التابعة لحي الهرم. أسرعت السيدة إلى الشرفة لتفطن إلى ماهية الأمر بفضل حاستي الشم والبصر، رائحة الدخان تسود الأجواء، ألسنة النيران تلتهم شقة في العقار المواجه لها لتنتهي الاحداث المتتالية باكتشاف جريمة قتل ضحيتها رجل خمسيني، والقاتل أقرب الناس إليه.

3 سيارات إطفاء توقفت أمام عقار بشارع المنشية خلفة مدرسة النور، انقسم رجال الدفاع المدني إلى فرق عمل مصغرة، ما بين فرد خراطيم المياه وتجهيز طفايات الحريق اليدوية لتنفيذ عملية الإخماد من الداخل مدعومين بأسطوانات أكسجين للتنفس.

كسر رجال الإطفاء باب الشقة بالطابق الثاني على مساحة 100 متر، ليباشروا مهمتهم التي بدأت بالصالة والمطبخ -مصدر الحريق- تلاها إخماد النيران في الغرف خاصة "النوم" التي كان بابها محكم الغلق فجرى كسره فكانوا على موعد مع مفاجأة غير سارة.

"يا فندم في جثة".. أبلغ قائد مجموعة الإطفاء مديره بتطورات الموقف، فاستدعى رجال المباحث لوجود شبهة جنائية في الوفاة لاسيما آثار "ريم" من فم الضحية ما يرجح إصابته بحالة تسمم.

وصل المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، مسرح الأحداث على رأس قوة من فرقة الهرم. المعاينة كشفت عن شبه تفحم جثة المتوفى الذي يبلغ من العمر 55 سنة، التهمت النار محتويات الشقة حديثة التشطيب إلا أن ثمة شيء كان محل دهشة "زوجة الراجل ده فين؟".

شكوك راودت رجال المباحث منذ الوهلة الأولى، اكتشاف الزوجة شكل لغزا، ليوجه المقدم محمد الصغير معاونه الرائد إسلام السيد بجمع التحريات حول علاقة الزوجين وسماع أقوال الجيران وحارس العقار الذين تجمعوا لحظة نقل رجال الإسعاف الجثة لإيداعها المشرحة تحت تصرف الطب الشرعي.

تزوج الخمسيني من فتاة تدعى "فاطمة" تبلغ من العمر 22 سنة، وهي الزوجة الرابعة له، واستأجر لها تلك الشقة منذ نحو عام بعيدا عن مسقط رأسه بمحافظة سوهاج.

ثمة لقطة رصدتها كاميرا مراقبة للزوجة أثناء مغادرتها العقار في توقيت متزامن لنشوب الحريق لتتجه أصابع الاتهام إليها، الأمر نفسه أكده حارس العقار "كانت معاها شنطة هدوم".

بالعودة إلى قسم الهرم، يتابع العميد طارق حمزة رئيس قطاع الغرب، مستجدات البلاغ ليوجه أفراد فريق البحث بسرعة ضبط وإحضار المشتبه بها تنسيقا مع قطاع الأمن العام برئاسة العميد أيمن الحمزاوي.

واستهدف ضباط مباحث الهرم الزوجة في الأماكن التي تترد عليها تنسيقا مع مديرية أمن الفيوم "محل إقامتها" حتى أمكن ضبطها واقتيادها إلى ديوان القسم المتاخم للأهرامات.

أمام العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بدت بنت الـ22 ربيعا متماسكة محاولة مراوغة رجال التحقيق لإبعاد الشبهة عنها "كنت عند قرايبي.. معرفش إزاي ده حصل".

تجاوز رجال المباحث مرحلة المناقشة، ألقى المقدم محمد الصغير بأوراقه الرابحة على أرض الميدان (تفريغ الكاميرات - أقوال الحارس -التحريات) لتنهار الزوجة حينها وتدلي باعترافات تفصيلية لما اقترفته يداها تلك الأمسية.

خلافات متكررة بين الزوجين آخرها رفضه منحها الفرصة لزيارة بلدته والاستقرار فيها دفعت "فاطمة" للتفكير في التخلص من "بعلها".

دست العشرينية السم للزوج في إحدى مشتملات وجبة السحور، جمعت متعلقاتها في حقيبة سفر ثم قطعت خرطوم أسطوانة البوتاجاز بالمطبخ، وأشعلت النار في "كنبة" بالصالة، غادرت بعدها الشقة ليبدو الحادث قضاء وقدر.

اصطحبت قوة المتهمة إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التمثيلية تحت إشراف العقيد محمد نبيل مأمور قسم الهرم، بعدما أمرت النيابة العامة بحبسها تمهيدا لإحالتها للمحاكمة الجنائية.