"لو مت خلي بالك من إخواتك".. حربي قتل زوجته وانتحر قفزًا من الطابق الـ10
كتب- سامح غيث وصابر المحلاوي:
صباح الاثنين الماضي، قطع صوت ارتطام مدوٍّ، السكون الذي يسود شارع الخمسين بحي السلام، انطلق الأهالي نحو الصوت، فإذا بجثة جارهم "حارس العقار" ملقاة على الأرض؛ أسرع الأهالي لإخبار زوجته، ففوجئوا بمقتلها داخل منزلها.
قبل 12 سنة تزوج "حربي" 46 سنة، "فتحية" ربة منزل- تصغره بخمس سنوات، وسط حياة أسرية هادئة مستقرة، يقول "وائل. ا" جار المجني عليها.
بحثًا عن فرصة عمل أفضل، انتقل حربي بزوجته من محافظة المنيا إلى القاهرة منذ أكثر من عشر سنوات، متنقلًا بين أحيائها حتى استقر بشارع الخمسين في حي السلام.
رُزق الزوجان بخمسة أطفال، وأقاموا في شقة مستأجرة بالمنطقة؛ كانت حياتهم تسير على وتيرة واحدة لا تتبدل، ولا تتغير، الزوج يعمل في الأسواق بجانب عمله حارس عقار بالمنطقة، بينما زوجته تعمل في المنازل، بجانب رعاية الأبناء.
بمرور الوقت اجتمع الزوج بأصدقاء السوء، أدمن المخدرات، وأهمل بيته وعمله، فانقلبت حياة الأسرة الهادئة، رأسًا على عقب، وعرفت المشاكل طريق الأسرة المستقرة، واعتاد الأهالي سماع صوت شجار الزوجين، وفق ما قال أحد جيرانهما لـ"مصراوي".
التزمت الزوجة بالأعباء المنزلية، وحدها دون زوجها؛ لتوفير احتياجات الأسرة، وشراء شقة سكنية بدلاً من المُستأجرة، يوضح أحد الجيران: بعد معاناة سنوات تمكنت من توفير ثمن الشقة التي طالما حلمت بها، لكن زوجها أصر أن يكتبها باسمه، فانصاعت الزوجة لرغبته، أملاً في أن ينصلح حاله.
منذ نحو سنة، أصيب ابنهما الأكبر "أيمن" بفشل كلوي، فحاولت الزوجة إقناع زوجها بالتخلي عن رفقاء السوء والانتظام في العمل كي يتمكنا سويا من توفير احتياجات الأسرة وتكلفة علاج الابن، دون جدوى.
تحملت الزوجة أحمالاً ثِقالاً، فبجانب رعاية الأبناء كانت تعمل ليل نهار في المنازل، لكن ذلك لم يشفع لها عند زوجها وكان يسيء إليها ويهينها بألفاظ جارحة، واعتاد ضربها، عندما ترفض إعطاءه أموالا، بحسب قول "صابر.أ" أحد الجيران.
رفضت الزوجة نصائح المقربين منها بالانفصال عن زوجها وتحملت على مضض العيش معه حتى لا ينشأ أطفالهما في غياب والدهم "لو اطلقت هيطردنا والعيال هيتربوا بعيد عن أبوهم".
الثامنة والنصف، صباح الاثنين الماضي، بينما الزوجة وأطفالها نائمون، أيقظ حربي زوجته، طالبها بإعطائه أموالاً فرفضت "الفلوس اللي معايا يا دوب تكفي البيت وعلاج أيمن"، وطالبته بضرورة البحث عن عمل، فاحتد النقاش بينهما، وانقض عليها وخنقها بيده حتى فارقت الحياة.
بعدما تأكد حربي من وفاة زوجته، أيقظ ابنتهما نرمين وأوصاها برعاية أشقائها: "لو مت خلي بالك من إخواتك"، لم تنتبه الابنة لكلمات والدها، ولم تعيرها اهتمامًا، وأكملت نومها.
ترك حربي جثة زوجته داخل غرفتهما، وصعد للطابق العاشر، وانتحر قفزًا في الشارع.
هرول الجيران لمسكن حربي لإخبار أسرته بانتحاره، طرقوا الباب، فتحت الابنة نرمين، فبادر أحدهم: "إلحقي أبوكي انتحر"، ركضت نرمين لغرفة والديها المجاورة لغرفتها، لإخبار والدتها، فتحت الباب وبعد خطوة بالغرفة تسمرت قدماها، صرخت في ذهول "الأم جثة هامدة في أرضية الحجرة".
أحد الحضور سارع بإبلاغ الشرطة، فانتقلت على الفور قوة أمنية لمكان الحادث، وبمناظرة جثة الزوجة تبين أن المتهم خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ثم انتحر.
وصرحت النيابة بتشريح جثتي المتوفى وزوجته القتيلة؛ لبيان أسباب الحادث وملابساته، والتصريح بالدفن.
فيديو قد يعجبك: