إعلان

جريمة عابرة للحدود.. 10 مشاهد في قضية "الأيام السبعة" بالحي الراقي

03:10 م الأحد 19 يوليو 2020

قسم شرطة الدقي

محمد شعبان:

حادث سرقة معقد دارت أحداثه داخل أحد أرقي أحياء محافظة الجيزة، العقل المدبر خارج البلاد، والمنفذ سبق وحلف اليمين الدستوري، والضحية يحمل جنسية دولة عربية.

غير أن حنكة رجال المباحث واستفادتهم من التقنيات الحديثة كانتا مفتاح حل لغز قضية "الأيام السبعة".

المشهد الأول

الزمان: أواخر شهر يونيو الماضي

المكان: نوبتجية قسم شرطة الدقي في الطابق الأرضي داخل المقر العتيق وطرازه المعماري الفريد

يدخل أحد الأشخاص مجهم الوجه يسأل بصوت مبحوح "رئيس المباحث فين؟". ويصطحبه أحد أفراد الشرطة إلى مكتب المأمور العقيد محمد الطويل في الطابق الأول.

المشهد الثاني

الزمان: اليوم ذاته

المكان: مكتب المأمور

بالكاد يلتقط الشخص صاحب اللهجة البدوية أنفاسه من هول ما تعرض له في مسكنه بشارع عمان شارحا "ناس دخلوا عليا قالوا إنهم بوليس.. قعدوا يفتشوا البيت ومشيوا".

يتذكر صاحب الجنسية الليبية لحظة اكتشافه الطامة الكبرى لدى شروعه في إصلاح ما أفسدته عملية التفتيش الوهمية "سرقوا 47 ألف دولار وألفين يورو وتليفوناتي" ليهدئ الرتبة الأعلى في القسم من روعه "متقلقش حقك هيرجع لك".

المشهد الثالث

الزمان: مساء نفس اليوم

المكان: وحدة مباحث قسم الدقي

داخل مكتبه الذي يطل على فندق شهير وتفصله أمتار عن مجرى "شريان الحياة" المار أسفل كوبري الجلاء، يفحص المقدم هاني الحسيني رئيس المباحث قضية قيد التحقيق، يقطع تركيزه صوت طرق الباب، يظهر شرطي إلى جوار الشخص الليبي ليخبره الأول "المأمور قالي ابعته لحضرتك".

فور انتهاءه من سماع روايته، طلب منه استرجاع أوصاف عناصر "الشرطة المزيفة" وذكر أي خلافات بينه وبين آخرين ترقى لسرقته.

المشهد الرابع

المكان: شارع عمان بحي الدقي

وصل الرائد حسام العباسي معاون أول مباحث قسم الدقي الشقة محل الواقعة على رأس قوة أمنية تنفيذا لتوجيهات العقيد عمرو البرعي مفتش فرقة الوسط بمعاينة مسرح الأحداث بدقة، ومراجعة كاميرات المراقبة وفحص خطوط السير والهروب المحتملة للجناة وسماع أقوال شهود العيان.

بالانتقال إلى مقر قيادة قطاع الشمال، يتابع العميد عمرو طلعت تطورات القضية مشددا على ضرورة العثور على طرف خيط يقودهم لحل اللغز.

لم يختلف الحال داخل ديوان عام مديرية أمن الجيزة، وتحديدا مكتب مدير المباحث اللواء محمود السبيلي الذي يولي اهتماها كبيرا للواقعة مؤكدا على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة.

المشهد الخامس

المكان: قسم شرطة الدقي

على مدار 3 أيام، عكف فريق البحث الذي ترأسه اللواء مدحت فارس على فحص علاقات مقدم البلاغ، ثمة يقين بأن الأمر متعلق بخلاف بينه وبين آخرين حاول الطرف الثاني إنهاءه بتلك الطريقة لاسيما شروع المنفذين في انتحال صفة رجال شرطة.

مجهود شاق وتفريغ ساعات طويلة لمحتوى كاميرات المراقبة المثُبتة بمحيط العقار محل الواقعة وفحص سجل مكالمات الشاكي قاد رجال المباحث إلى رقم السيارة التي استقلها المتهمون ومن ثم تحديد أحدهم فكان طرف الخيط للإيقاع بالمنفذين.

المشهد السادس

الزمان: اليوم الرابع

المكان: مقر انعقاد فريق البحث

كشف رجال المباحث هوية المنفذ، وتبين أنه ضابط سابق عمل لفترة في محافظة الإسماعيلية، خطط لتلك العملية بتحريض من شخص ليبي "خارج البلاد" على خلاف مع الشاكي مقابل الحصول على مبلغ مالي، واستعان بـ6 آخرين.

لم يحترم الضابط السابق اليمين الذي أداه في حفل تخرجه، جُل همه الذي بات لا يفارق تفكيره كيفية إنجاز المهمة الموكلة إليه.

المشهد السابع

الزمان: يوم الحسم

بدت الصورة واضحة أمام رجال المباحث، اجتماع مغلق عقده العقيد عمرو البرعي مع المقدم هاني الحسيني والرائد حسام العباسي؛ لمراجعة اللمسات الأخيرة للمأموريات التي ستكتب الفصل الأخير تلك الرواية غريبة الأطوار.

مع تلقيهم الضوء الأخضر -إذن النيابة العامة- انطلق ضباط الشرطة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام في مجموعات، استهدفت كل منها المتهمين السبعة كل في محل إقامته.

المشهد الثامن

الزمان: مساء اليوم السابع

المكان: قسم الدقي

"تمام يا فندم.. قبضنا على المتهمين ورجعنا المسروقات".. بهذه الكلمات زف قائد فريق البحث الخبر السار لمدير إدارة البحث الجنائي الذي نقل لهم تحية وشكر مساعد الوزير لقطاع الجيزة اللواء طارق مرزوق لسرعة تحركهم وإجادتهم في حل القضية.

وتمكنت القوات من ضبط المتهمين وبحوزتهم المبلغ المستولى عليه وطبنجة صوت استخدمها الضابط السابق في تنفيذ خطته الشيطانية.

المشهد التاسع

المكان: قسم الدقي

وصل الشاكي ديوان القسم بعد تلقيه اتصال انتظره بفارغ الصبر يطلب منه المتصل سرعة الحضور "قبضنا على الجناة.. وحاجتك رجعت".

فرحة عارمة علت وجنتي ذاك الشخص مشيدا ببراعة وحنكة جهاز الشرطة المصري مقدما الشكر لضباط وحبدة مباحث الدقي على استجابتهم لبلاغه "مصر أم الدنيا".

المشهد الأخير

المكان: سيارة ترحيلات قاصدة سرايا النيابة العامة

اقتادت قوة أمنية المتهمين للعرض على النيابة والتحقيق معهم ومواجهتهم بالأدلة والمضبوطات ومناقشتهم فيما جاء في تحريات المباحث. وانتهى الأمر بحبسهم على ذمة التحقيق وإعادتهم إلى محبسهم في انتظار إحالتهم للمحاكمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان