لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"انتحر بنفس طريقة والده".. سائق فشل في إعادة طفله لحضانته فأشعل النيران في نفسه​

12:48 م الجمعة 24 يوليه 2020

أرشيفية

كتب-سامح غيث:

في الثامنة والنصف، مساء الأربعاء الماضي، فوجئ المارة بإحدى قرى محافظة الشرقية، بشخص يقف أمام منزله والنار تندلع في جسده وملابسه، وأخذ يتخبط في الأرض من شدة الألم.

مشهد الرجل وهو يحترق كان صادما للجميع، أسرع بعضهم لإخماد النيران التي بدأت تنهش جسده، بينما تسمّرت أقدام آخرين في مواضعها غير قادرين على الحركة من هول المشهد.

علا صراخ وعويل والدة وشقيق الرجل المحترق، المشهد مزق قلوب الجميع؛ وبعد محاولات فاشلة لإخماد النيران، أحضر شاب "بطانية" لف بها جسده حتى انطفأت النيران.

فوق سرير بمستشفى "ههيا" للحروق، تمدد جسد "السيد.ع" 29 سنة، سائق "توك توك"، مُقيم بإحدى قرى مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية؛ غائبًا عن الوعي، تغطيه الأربطة البيضاء، هكذا قضى ساعاته الأخيرة قبل أن يفارق الحياة نتيجة إصابته بحروق من الدرجات الثلاث.

قبل 6 سنوات، تقدم المجني عليه، لخطبة "س" جارته، التي تصغره بـ 5 سنوات، لم يتردد والدها ووافق، وبعد فترة خطوبة تزوجا، وانتقلا للعيش في مسكن أسرة الزوج، ورُزقا بطفل- لم يكمل عامه الخامس، بحسب أحد الأهالي لـ"مصراوي".

في البداية كانت حياة الأسرة هادئة، تسير على وتيرة واحدة، الزوج يعمل سائق "توك توك"، وزوجته ترعى شئون بيتها وطفلها.

بمرور الوقت، عرفت المشاكل طريق الأسرة المستقرة، بعدما تعرف الزوج على رفقاء السوء، وأدمن المخدرات، يقول أحد الأهالي: أصبح الزوج دائم الاعتداء بالسب والضرب على زوجته، اعتاد الأهالي سماع أصوات شجار الزوجين.

قبل نحو عام، وبعد فشل محاولات تهدئة الأمور بين الزوجين، انفصلا، وانتقلت الزوجة وطفلها للعيش في مسكن والدها، وعادت الزوجة للعمل في مصنع بالعاشر من رمضان، حيث كانت تعمل قبل زواجها، حسبما أوضح أحد المقربين من الأسرة.

لم يكد يمر ثلاثة أشهر على انفصال الزوجين، حتى تقدم شاب من قرية مجاورة لقريتهما، لخطبة "س"، وبعد فترة خطوبة قصيرة، تزوجت "س" "العريس الجديد" يقول أحد المقربين من أسرة المجني عليه: بعد أيام من الزواج أصبح الطفل يتردد بين منزل والدته "الجديد" ومنزل "جده لوالدته".

بمرور الوقت اشتاق الأب لرؤية طفله، لكن أسرة طليقته رفضت، حاول البعض التدخل لإقناع الأسرة بأن له الحق في رؤية طفله، ولكن فشلت تلك المساعي دون جدوى.

ويقول الأهالي: في تلك الفترة كانت والدة الشاب المحترق تلح عليه حتى يعيد الطفل لحضانته "طليقتك اتجوزت، لازم تجيب ابنك يعيش معانا".

ظلت تلك الكلمات تتردد في رأسه ليتوجه مساء الأربعاء الماضي، لمنزل أسرة طليقته لرؤية الطفل، لكن الأسرة رفضت، فعاد منكسرا لمنزله ليجد والدته تسأله نفس السؤال :" فين ابنك مجبتوش معاك ليه"، فاحتد النقاش بينهما "هولع في نفسي عشان ترتاحي"، بحسب قول أحد الجيران.

لم يجد الأخير مفر من إلحاح والدته بإعادة ابنه لحضانته بعد زواج طليقته، ورفض أسرة الأخيرة لذلك سوى الانتحار.

أحضر بنزين وسكب كميه على نفسه ثم أشعل النيران فيها، ليلقى مصرعه في اليوم التالي.

يتذكر أحد الجيران قبل نحو 20 سنة، عندما أنهى والد المتوفى حياته بإشعال النيران في نفسه بسبب خلافات مع والدته- جدة المتوفي، "مات بنفس طريقة ابنه".

وعن واقعة انتحار والد "السيد"، يقول الجار: في يوما ما توفى أحد أقاربه، وبعد أيام كان موعد زفاف شاب من العائلة، ومن المتعارف عليه في قريتهم أن عادتهم وتقاليدهم تمنعهم من اقامة حفل زفاف الا بعد مرور فترة طويلة جدا على الوفاة.

محاولات مضنيه من والد "السيد" لإقناع الشاب المُقبل على الزواج بتأجيل حفل الزفاف فترة، أو إلغاء مراسم الحفل تماماً والذهاب بهدوء دون فعاليات لمنزل الزوجية، لكن جميعها باءت بالفشل، وأصر العريس على إقامة حفل زفاف في موعده المحدد.

ومع تمسك العريس الجديد بإقامة حفل زفاف، وإلحاح والدة الرجل- جدة السيد، على عدم الاحتفال "ازاي يعمل فرح وإحنا عندنا حالة وفاة" أنهى الرجل حياته بإشعال النيران في نفسه، وبعد مرور نحو 20 عاما أنهى ابنه حياته بنفس الطريقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان