إعلان

"غض بصرك عن أهل بيتي".. إسلام "ابن الدقهلية" قتل دفاعا عن شقيقته

12:54 م الأحد 26 يوليو 2020

المجني عليه

كتب - محمود السعيد:

ظنت عائلة "سعد السيد" أن مشادة ابنهم "إسلام" مع أحد جيرانهم وأصدقائه بعد معاتبتهم على معاكسة شقيقته انتهت بجلسة صلح عقدت وقتذاك، لكنهم فوجئوا بعد يومين بتعرض ابنهم للحصار حتى الموت في أحد شوارع قرية الستاموني التابعة لمركز بلقاس بالدقهلية.

عصر الأحد الماضي، لاحظ إسلام ابن الواحد والعشرين سنة، طالب بالفرقة الثانية بكلية الحقوق، قيام جارهم في المنزل المقابل و3 من أصدقائه بمعاكسة شقيقته أثناء تواجده على السطح، فعاتبه "غض بصرك عن أهل بيتي، فرد عليه أحدهم "أعاكس اللي يعجبني واعمل اللي يعجبني"، يحكي والد المجني عليه لمصراوي.

"أنت ضيف تقعد باحترامك، وإلا مش هدخلك هنا المنطقة تاني" جاء رد الشاب العشريني على الجار وأصدقائه، فغادروا السطح للتشاجر معه، فحاول النزول لكن والدته منعته عنهم. يشير الأب إلى أنه تم التراضي بين نجله والآخرين. وقتها.

مر اليوم الثاني (الإثنين) بسلام رغم قدوم الجار وأصدقائه مرة أخرى قرب منزل إسلام، لكن لم يكن متواجدا؛ يساعد "أخو البنات" - ولد وثلاث بنات - والده في محل أحذية يملكه قرب القرية أثناء إجازة العام الجامعي، حسبما حكت الابنة لوالديها.

مساء الثلاثاء (يوم الواقعة) كان الشاب العشريني في محل والده الذي وصل في الثامنة والربع ليساعده في الإغلاق مع اقتراب التاسعة -موعد إغلاق المحال الحرفية في ظل أزمة كورونا - فطلب الابن المغادرة إلى المنزل لقضاء حاجته "اديته مفتاح الموتوسيكل عشان يرجع بسرعة" يقول الأب.

ظلام دامس، وقلة من المارة في الشارع، جعلت طريق عودة "إسلام" مكانا مثاليا لاصطياده كفريسة من قبل المتهمين، كمنوا له بجوار أحد المساجد الذي أطفأ أنواره فور انتهاء صلاة العشاء، وناداه أحدهم ليتوقف، حيث حاصره الأربعة وسط العتمة وتركوه جثة هامدة.

قال أحد شهود العيان للأب وفي تحقيقات النيابة، إن أول المتهمين ضربه على رأسه من الخلف بجنزير ليمنعه من المقاومة، ثم سدد إليه ثان طعنتين نافذتين في الصدر، واستمر الآخرين في ضربه بالأسلحة البيضاء "كتر ومطواة قرن غزال" فسقط غارقا في دمائه.

نقل الأهالي المجني عليه إلى أحد المستشفيات القريبة لإسعافه مقام في مواجهة محل والده "جالي واحد، الحق ابنك مصاب"، ظن الأب أنه حادث تصادم لكنه فوجئ بالطعنات في جسد نجله وسوء حالته، فانتقل لمكان الحادث حيث أبلغ الشرطة وطالبهم بتفريغ كاميرات المراقبة لمعرفة مرتكب الحادث.

يقول المحامي محمد رمضان، محامي المجني عليه، إن عدم قدرة مستشفى بلقاس المركزي على التعامل مع الحالة، دفعهم لنقله لمستشفى جامعة المنصورة، حيث أجريت له عملية جراحية وبعد وضعه في الرعاية المركزة لفظ أنفاسه الأخيرة.

بعد استصدار تصريح الدفن، شيع المئات من أهالي قرية الستاموني جثمان المجني عليه "يتذكرون حسن خلقه واجتهاده في الدراسة ومساعدته لوالده خلال إجازته".

وقرر قاضي المعارضات اليوم السبت في ال١قية رقم 931 لسنة 2020 حصر تحقيق، تجديد حبس المتهمين إسلام إسماعيل شدو، وأحمد صبري الصاوي، وعبدالرحمن طارق العشري، ورجب عبده فاضل شتا، بحسب محامي المجني عليه.

وكشفت النيابة العامة في بيان أمس الجمعة أن المتهمين البالغين من العمر 16 سنة اعترفوا بارتكاب الواقعة.

وسيحاكم المتهمون في القضية أمام محكمة الطفل - أقل من 18 سنة - وأقصى عقوبة قد تصدر ضدهم هي السجن 15 عاما، يعلق الأب "دا قانون أعور بيحمي عيال فشلة.. غدروا بابني".

ووفق المادة 111 من قانون الطفل 126 لسنة 2008، فإنه "لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبد ولا بالسجن المشدد على المتهم الذي لم يجاوز سنة الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة".

وأشارت المادة إلى أنه مع عدم الإخلال بالمادة 17 عقوبات - الخاصة بتخفيف العقوبة - فإنه إذا ارتكب الطفل الذي تجاوزت سنه 15 سنة جريمة عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد يحكم عليه بالسجن (يصل لـ15 سنة).

مع مرور أربعة أيام على الحادث الأليم الذي هز أرجاء القرية الهادئة، ما زالت والدة "إسلام" وشقيقاته يعانين فراق ابن والأخ الوحيد، فيما عرض الأب منزله ومحله للبيع "مقدرش اقعد وشي في وش اللي قتلوا ابني".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان