إعلان

المرأة والساطور.. أسرار جديدة في جريمة "جزار الهرم"

07:03 م الخميس 27 أغسطس 2020

أرشيفية

كتب - محمد شعبان:

شك في السلوك، اتهام بالخيانة، انتقام للشرف، كلمات جاءت على لسان جزار أمام جهات التحقيق؛ لتبرير اتهامه بقتل وتقطيع زوجته ووضعها داخل "ديب فريرز" بحي الهرم. اتهامات الزوج وخوضه في شرف أم طفليه ليست بالأمر اليسير في قصة بدأت عام 2008.

داخل إحدى قرى محافظة الفيوم، تقدم "محمود.ش" لخطبة "أ" رغم أنها قاصر لم تبلغ السن القانونية. كما هو الحال في القرى، لجأت أسرة الفتاة إلى "تسنينها" ومن ثم إتمام زواجها.

استقر الزوجان في منزل بمسقط رأس الجزار؛ لتتكبد الزوجة وطفلاها مشقة السفر من وإلى الجيزة لزيارة أسرتها؛ لتطالبه بتوفير مسكن قريب من عائلتها.

الحالة المادية لرب البيت آنذاك لم تكن في أفضل حال، فاضطرت شريكة حياته لبيع مصوغاتها الذهبية "الشبكة" ليتسنى لهما شراء مسكن في منطقة السيسي بالهرم.

لم تتوقف تضحيات الزوجة عند هذا الحد، بل التحقت بطاقم التدريس بدار حضانة؛ لتسهم في مصروفات المنزل فجاء رد الجميل من بعلها بشكل غير متوقع.

اعتاد "محمود" الاعتداء بالضرب على زوجته حتى وصل الأمر لتركها عش الزوجية الجديد والإقامة لدى أسرتها بل ورفع دعوى تمكين من المسكن فضلا عن تركيب إحدى وسائل منع الحمل.

حاول الزوج إثناء شريكته عن موقفها -خاصة بعد تهديدها بالانتحار- مقدما ضمانات ملموسة بألا يعود إلى أفعاله غير المبررة والمقبولة مرة أخرى.

مطلع شهر أغسطس الجاري، كُللت مساعي الجزار بالنجاح بإقناع زوجته بالعودة للعيش سويا وتركت طفليها لدى والديها بدعوى التوجه إلى المصيف "شهر عسل جديد" وأخبرها بتواصله مع سمسار لتسهيل بيع الشقة واقتسام ثمنها؛ لسداد الالتزامات المالية المستحقة عليهما.

تدهورت الحالة الصحية لصاحبة الـ28 سنة إثر إصابتها بنزيف داخلي في الحرم، اضطرت مع آلامه إلى مراجعة الطبيب الذي أوصى بعدم إقامة أي علاقة جنيسة بينها وبين زوجها وحصولها على حقنة لإيقاف النزيف، كانت تحصل عليها بمرافقة الزوج.

بدون مقدمات، فقدت أسرة "أ." الاتصال بها طوال 72 ساعة -صباح الخميس حتى السبت- هاتفها وجوال زوجها غير متاح فظن الأهل أنهما فضلا الاستمتاع بالمصيف بعيدا عن إزعاج الهواتف حتى توجه الجد لإحضار بعض متعلقات حفيديه ليكتشف الطامة الكبرى.

عثر الستيني على أشلاء ابنته داخل 4 أكياس وضعت في ثلاجة "ديب فريرز"؛ ليبلغ الشرطة التي انتشرت كخلية نحل لكشف ملابسات الواقعة.

على مدار أيام عدة، تتبع رجال المباحث خط سير هروب الجاني، وجاء آخر ظهور له بمحيط محطة مترو أنفاق الدقي وسط المحافظة؛ ليغيب بعدها عن الأنظار إلا أن رحلة مطاردته من الشرطة لم تتوقف.

جهود البحث والتحري للمقدم محمد الصغير مفتش فرقة الهرم، والرائد هاني عجلان معاون مباحث الهرم، توصلت إلى مكان اختباء المتهم بجزيرة الوارق شمال المحافظة بفضل كاميرات المراقبة، وأمكن ضبطه ليلا "ماشي زي التايه في الشارع".

بثبات وهدوء يحسد عليهما، وقف المتهم يدلي باعترافات تفصيلية لجريمته البشعة، مشيرًا إلى أن شكه في سلوك زوجته كان المحرك الأساسي لما جرى تلك الليلة، خاصة تكرار طلب زوجته الطلاق.

وقال المتهم الأربعيني "رجعت من الشغل وطلبت منها حقي الشرعي.. لكنها رفضت" ووقعت مشادة كلامية حادة بينهما، وجهت الزوجة حديثها له "أنا ألف راجل يتمناني" -حسب قوله- ما أثار حفيظته.

وفجر المتهم مفاجأة بالتأكيد على "أنا كنت مبيت النية لقتلها لو رفضت تمارس الجنس معايا" موضحا أنه سدد لها طعنات بالبطن، ولدى محاولتها الاستغاثة أجهز عليها بفصل رأسها عن جسدها وتقطيع جثتها باستخدام ساطور إلى أجزاء ووضعها داخل أكياس بالثلاجة "ديب فريزر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان