"نفسه صعبت عليه".. قسوة أب تدفع شابا للرحيل عن الحياة بـ"رصاصة" في أوسيم

كتب - محمد شعبان:

طوال عام وشهرين، عانى صاحب الـ24 سنة مرارة فراق زوجته التي تركت منزل عائلة بعلها بعدما سئمت أحوالها المعيشية. لم يكد يهنأ العشريني بعودة زوجته حتى اصطدم بقسوة قلب أبيه ورفضه إقامتهما بنفس العقار ملكه ليكتب الشاب الفضل الأخير من حياته منتحرا.

مساء أمس الأربعاء، قطع صوت سارينة سيارات الشرطة سكون شارع صيدلية مكاوي المتفرع من الحرية بقرية بشتيل، التابعة لمركز أوسيم، شمال محافظة الجيزة، لتتوقف أمام أحد العقارات.

ترجل رجال الشرطة ودلفوا إلى المنزل محل البلاغ الذي تلقاه مسؤول غرفة عمليات شرطة النجدة بإطلاق نار ووجود جثة.

داخل شقة بالطابق الأرضي، عُثر على جثة قهوجي يبلغ من العمر 24 سنة، بها آثار طلقة خرطوش، يرتدي ملابسه كاملة، وبحوزته متعلقاته الشخصية كاملة.

لم يستغرق الأمر طويلا، تفاصيل ما احتضنته تلك الجدران جاء على لسان أهل المنزل "محدش عمله حاجة.. ضرب نفسه بالنار" لتطابق روية ذويه المعاينة لفريق الأدلة الجنائية والنيابة العامة.

فريق بحث ترأسه العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع الشمال، وقاده العقيد أحمد الوليلي عكفوا على جمع المعلومات والإجابة على السؤال الأبرز "لماذا انتحر صاحب الـ24 ربيعا؟".

جهود البحث والتحري للرائد محمد مجدي رئيس مباحث أوسيم، توصلت إلى أن الشاب المنتحر على خلاف متكرر مع أبيه، لاسيما ترك زوجته المنزل منذ عام وشهرين، وانتقاله للإقامة معها بعيدا عن بيت العائلة في ظل رفض الأب إقامة نجله وزوجته للعيش معه رغم امتلاكه لعقار كامل.

تحريات الرائد وليد كمال والنقيبين أحمد عادل وإبراهيم فاروق كشفت عن كواليس تلك الأمسسية الحزينة في الشارع الضيق متراص العقارات.

حضر الابن إلى المنزل الذي نشأ وكبر فيه لمعاينة منقولات زوجته تمهيدا لنقلها إلى مسكنهما الجديد. فوجئ القهوجي بسوء حالة المنقولات وتعرض بعضها للتلف فما كان منه إلا معاتبة والده الذي لم يتغير موقفه القديم.

ضاقت الأرض على الشاب بما رحبت، أمسك سلاح ناري "خرطوش" واختار الرحيل عن الدنيا منتحرا على مرأى ومسمع أبيه لتنتهي تلك الرواية بجثة ابن الـ24 سنة داخل سيارة إسعاف نقلته إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيق.