"ملحقتش أعمل حاجة".. قصة 5 أيام "بحث" أوقعت "إمبراطور الكيف" في إمبابة

كتب - محمد شعبان:

مطلع الشهر الماضي، وصل "عاطف" حي إمبابة هاربا من ملاحقة الأجهزة الأمنية بمحل إقامته بمنطقة باب الشعرية؛ بسبب نشاطه غير المشروع في الاتجار بالمواد المخدرة ليبدو الأمر "بداية جديدة".

ظن المقربون من صاحب الـ37 سنة أنه سيمزق دفاتره القديمة ويبدأ رحلة البحث عن رزق حلال يحصل معه على استقرار وأمان افتقدهما منذ اتجاره في المخدرات.

خابت ظنون الجميع، لم يكد يستقر الثلاثيني في شقة مستأجرة حتى اتخذها وشقيقه مصنعا لإعداد السموم التي يهدد بها ثروة البلاد الحقيقية "الشباب" متخذين الحي مرتفع الكثافة السكانية مسرحا لتجارتهما الآثمة.

في غضون فترة وجيزة ذاع صيت "عاطف" وسط حالة من السخط سيطرت على الأهالي خوفا على حياة أبنائهم فضلا عن حالة عدم الرضا عن المنظر العام مناشدين قوات الأمن بحمايتهم من تجار المخدرات.

بالانتقال إلى قسم شرطة إمبابة المطل على مجرى نهر النيل، يفحص الرائد مؤمن فرج رئيس وحدة المباحث قضية قيد التحقيق، ويقطع انهماكه اتصالا عبر أحد مصادره السريه يطلعه على نشاط أحد مروجي المخدرات وتحديدا التخليقية "الاستروكس - الشادو".

توجيهات سريعة من رئيس المباحث لمعاونيه بتكثيف التحريات حول المشكو في حقه، وتشديد المراقبة على بؤرته الإجرامية مع التحلي بالحذر خشية ملاحظته للأمر.

5 أيام من العمل المتواصل عكف خلالها ضباط المباحث على جمع خيوط القضية والوقوف على كل صغيرة وكبيرة حول نشاط "عاطف.أ.، 37 سنة، عاطل.

تقرير واف وضعه الضباط على مكتب العميد عمرو طلعت رئيس قطاع الشمال، الذي وجه العقيد أحمد الوليلي مفتش القطاع، بإعداد مأمورية لضبطه متلبسا.

عقب تقنين الإجراءات، استهفدت مأمورية تنسيقا مع قطاع الأمن العام منزل المتهم، وتمكن الرائد علاء غنام والنقيب محمد طارق معاوني مباحث إمبابة، من ضبطه بفضل عنصر المفاجأة فجاء رد فعل المتهم "ملحقتش أعمل حاجة".

وعُثر بالشقة على 18 كجم من مخدر الإستروكس، و5 كجم من مخدر الشادو، 3 كجم تبغ سجائر والأدوات المستخدمة في عملية التصنيع (جركن تنر، أكياس لتعبئة المخدرات، كوب وطبق بلاستيك، ميزان حساس) ومبلغ 96 ألفا و400 جنيه وهاتف محمول.

وتم التحفظ على المضبوطات، وتحرير محضر بالواقعة، وأحاله اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.