كواليس المشهد الأخير في انتحار "العريس الشاب" بأطفيح
كتب - محمد شعبان:
كعادته كل ظهيرة، عاد الشاب العشريني للمنزل بعد عناء يوم طويل عانى خلاله مشقة العمل وحرارة الجو. لم يتحدث حديث العهد مع الزواج مع رفيقة دربه أو يلقي نظرة على رضيعته وأسرع إلى غرفته وأغلق بابها لتكون شاهدة على الفصل الأخير من حياته.
مرتان أقدم خلالها "أ.ر." على التخلص من حياته بعدما سئم سوء ظروفه المادية وزيادة عثراته في رحلة سداد ديونه التي تكالبت عليه بعد زواجه وتراجع دخله الشهري مع تعثر أصحاب مصانع الطوب ولجوئه إلى العمل باليومية.
بمرور الأيام ازدادت الأوضاع سوءا، ليضطر صاحب الـ23 ربيعا على ترك شقة الزوجية عائدا إلى منزل العائلة بقرية منيل السلطان التابعة لمركز أطفيح جنوب الجيزة.
لاحظ أفراد العائلة تبدل أحوال "العريس الجديد" رغم أنه رُزق بطفلة، وحاول الأهل احتضانه والحيلولة دون تكرار ما فعله مرتين لكن القدر كان له كلمة أخرى.
أمس السبت، دلفت زوجة الشاب إلى غرفته للاطمئنان عليه وسؤاله عن رغبته في تناول وجبة الغداء حينها لكنها كانت على موعد مع الموقف الأصعب طيلة حياتها.
عُثر على جثة العشريني متدلية من السقف بحبل وأسفلها كرسي ليتجمع الجيران على صوت صراخ الزوجة ولحق بهم رجال الشرطة بقيادة الرائد أحمد يسري رئيس المباحث ومعاونه النقيب هشام موسى.
بالعودة إلى قسم شرطة أطفيح، يتابع العقيد محمد مختار مفتش فرقة شرق الجيزة، تطورات البلاغ لحظة بلحظة، موجها ضباط البحث الجنائي بمعاينة الجثة والغرفة بدقة للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.
في غضون دقائق، بدت الصورة واضحة أن المتوفى أقدم على الانتحار شنقا لمروره بأزمة نفسية مؤخرا، الرواية التي جاءت على لسان ذويه وأكدتها التحريات التي أشرف عليها العميد أحمد الوتيدي رئيس قطاع الجنوب.
وجرى نقل الجثة إلى المشرحة وتحرير محضر بلواقعة، أحاله اللواء علي شلش حكمدار الجيزة، إلى النيابة العامة للتصريح بالدفن.
فيديو قد يعجبك: