لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"بتصحوه ليه.. سيبوه نايم".. كواليس جديدة في احتفاظ أختين بجثة أبيهما لأكثر من 10 أيام

03:47 م الأربعاء 13 يناير 2021

صورة جثة أرشيفية

كتب- محمد شعبان:

كشف مصدر أمني مسؤول عن انتظار جهات التحقيق نتيجة التحليل الكيميائي لعينة تم أخذها من ورثة مسن احتفظ ابنتاه بجثته لأكثر من 10 أيام داخل المنزل ببولاق الدكرور.

وقال المصدر إن نتيجة الفحص الظاهري للطبيب الشرعي لم تثبت وجود أي إصابات ظاهرية، مشيرًا إلى أنه تم أخذ عينة ستظهر نتيجتها بعد أسبوعين تقريبًا، لبيان وجود شبهة جنائية في الوفاة (حقنه بمادة بالخطأ - تم تسميمه) من عدمه.

في سياق متصل، كشفت تحريات إدارة البحث الجنائي عن كواليس دخول رجال الشرطة إلى شقة المُسن.

فور دخول رجال الشرطة الشقة حاولوا معاينة الجثة فحاولت إحدى الأختين منعهم قائلة: "بتصحوه ليه سيبوه يصحى لوحده.. إحنا جايين معاكم".

حالة من الذهول والصدمة أصابت الحضور من كلمات الابنة في الوقت الذي التزمت شقيقتها الصمت مجيبة عن الأسئلة بكلمة واحدة لا تتبدل "آه".

مع فشل محاولة الطبيب الشرعي معاينة الجثة طلب من الشرطة "المكان هنا مش هيسمح بالفحص.. الجثة هتضرب لو حد لمسها" مطالبا بنقلها إلى مشرحة زينهم.

حالة من الغضب انتابت إحدى الأختين لدى نقل جثة أبيها فصاحت "أنا عاملة كل دا علشان لما يصحى يبقى جسمه كويس". ليتم بعدها اصطحابها وشقيقتها إلى ديوان القسم، ومن بعدها إلى مستشفى الأمراض العقلية.

مساء إحدى ليالي شهر ديسمبر الماضي، دخلت إحدى الأختين غرفة الأب فوجدته ملقى على الأرض بجوار السرير.

للوهلة الأولى ظنت الابنة "افتكرت إنه تعب ووقع؛ لأن عنده الضغط والسكر". أحضرت الابنة زيت زيتون ودقيقًا فاخرًا "من أبو 10 جنيه" -حسب اعترافاتها- فضلا عن شاش وقطن طبي من صيدلية قريبة.

لاحظت الأختان "الهدوم ضيقة على بابا"، فأحضرتا مقصا في محاولة لتبديل ملابسه لكن دون جدوى "كانت ضيقة برده".

أحضرت الأختان الزيت والدقيق ودهنتا جسد أبيهما بالكامل ثم قامتا بلفه "7 طبقات بالشاش والقطن".

نقلت الأختان الجثمان إلى الصالة حتى استقر به الحال ملقى على ظهره بالأرضية كما لو أنه على قد الحياة.

اكتشاف الواقعة

نهاية الأسبوع الماضي حضرت طليقة الرجل المسن لزيارته لكن ابنته الكبرى "جهاد" أخبرتها من وراء الباب "بابا مش موجود.. سافر البلد يحضر واجب عزاء".

بعدها حضر ابن شقيق الرجل بطلب من أبيه للاطمئنان على عمه لكن الرد لم يختلف "بابا قافل الباب".

شكوك راودت الأخ، لا سيما أنه كلما حاول مشاهدة شقيقه زعمت الأختان "بابا نايم يا عمو".

مكالمة هاتفية جمعت الأخ وطليقة شقيقه دفعته للتوجه إلى مسكنه بعد اتهامها لهما: "هو مات وأنتم مخبيين عني؟".

رد فعل الأختين لم يتغير، رفضتا فتح الباب والسماح بدخول العم. رائحة كريهة صادرة من الشقة دفعت العم لاستخدام حيلة مكنته من الدخول؛ ليبدأ رحلة البحث عن أخيه حتى اكتشف الطامة الكبرى.

عثر على جثة شقيقه في حالة تعفن ملفوفًا في "شاش وقطن طبي" فأخطر شرطة النجدة التي أبلغت قسم بولاق الدكرور.

الشرطة

حضرت قوة بقيادة المقدم مصطفى مخلوف، وكيل فرقة الغرب، والرائد أحمد صبري بمشاركة النقيبين أحمد مندور وأحمد أبورحمة، معاوني مباحث بولاق الدكرور.

واستمع الضباط لأقوال الشقيقتين: "بابا تعب فجأة ولونه بدأ يتغير فلفيناه بالشاش والقطن"، وقالت الكبرى "أنا كفنته زي الميت".

التحريات

التحريات التي أشرف عليها اللواء محمود السبيلي، مدير المباحث، أشارت إلى أن المتوفى "محمد. ش" رقيب سابق بالقوات المسلحة تمت ترقيته إلى ضابط قبل خروجه على المعاش.

التحق الضابط السابق بعدها للعمل بإحدى الشركات قبل أن يستقر به الحال في منطقة بولاق الدكرور رفقة ابنتيه بعد انفصاله عن زوجته.

ابنة المتوفى الكبرى حاصلة على ليسانس حقوق، انفصلت عن زوجها مؤخرًا بسبب خلافات متكررة. أما أختها الصغرى طالبة في الفرقة الثانية (تعليم مفتوح).

يوم 22 ديسمبر الماضي، رصدت كاميرات المراقبة توجه إحدى الأختين إلى صيدلية قريبة أفاد المسؤول عن إدارتها: "طلبت مني قطن وشاش طبي". وتبين لاحقا استخدامه في لف جثة الأب بعد وفاته.

تاريخ الوفاة

تحريات المباحث بقيادة اللواء عاصم أبوالخير، مدير المباحث الجنائية، والعميد طارق حمزة، رئيس قطاع الغرب، رجحت أن تاريخ الوفاة يرجع إلى اليوم السابق لشراء الابنة بعض المستلزمات من الصيدلية.

حسب رواية الجيران، حضرت قوات الشرطة يوم الأحد الماضي -بعد مرور أكثر من 10 أيام على الوفاة- بناء على بلاغ من شقيق المتوفى لدى اكتشافه الواقعة.

أقوال الأختين

كشفت الأختان عن نص الحوار الأخير الذي دار بين الثلاثة قبل الوفاة.

"طلبنا من بابا ميروحش يصلي في الجامع علشان تعب قبلها". وقالت الأختان إنهما تحدثتا إلى والدهما: "قلنا لك متروحش أديك تعبت".

حينها لاحظت الأختان تغير لون الأب، تتذكر إحداهما: "لقيت تحت عينه مسود شوية"، فاستخدمت أحد الزيوت لتدليك تلك المنطقة ظنا منها أن ذلك سيكون له مفعول السحر.

طوال 10 أيام مكثت الأختان بجوار جثة الأب كما لو أنهما رافضتان تصديق رحيله عن عالمهما من ناحية، وأن يواري جسده التراب من أخرى بسبب شدة تعلقهما به.

واصطحبت الشرطة الأختين إلى ديوان القسم، تمهيدًا لعرضهما على مستشفى للأمراض النفسية والعصبية لبيان سلامة قواهما العقلية من عدمها. وجرى نقل الجثة المتيبسة إلى المشرحة؛ تمهيدًا لتشريحها ودفنها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان