"بابا ظابط".. تفاصيل ضبط "القنصل " أخطر نصابي الجيزة بعد 30 سنة "تزوير"
كتب ـ محمد الصاوي:
في واقعة تعد من أغرب جرائم النصب والتزوير في الآونة الأخيرة تمكن "عاطل" من خداع جميع من حوله وإقناعهم بكونه ضابطا، حتى جاوز الـ60 من عمره، عاش خلالها فترة شبابه بين الجيران على أنه ضابط عامل، ولم تقتصر عملية الخداع على جيرانه وأصدقائه ، بل بلغ به الحد إلى أنه تقدم لخطبة فتاة وتزوجها وأنجب منها 3 أبناء وعاش معها أكثر من 30 عاما على أنه ضابط إلى درجة أنه أتقن كذبته واحتفل بخروجه على المعاش رفقة أسرته.
بداية الواقعة كانت عندما تمكن ضباط الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة من ضبط أحد المتهمين خلال تردده على السجل المدني بالجيزة وبحوزته شهادات مزورة، وباقتياده إلى ديوان القسم وسماع أقواله أفاد بتعاونه في تزوير هذه الأوراق مع رجل يعمل ضابطا ويقيم في الجيزة.
خلال إجراء التحريات ومراجعة بعض الشهادات الجامعية التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية بنطاق محل الضبط تبين أن "الضابط المزور" وراء العديد من عمليات التزوير بمحافظة الجيزة، وبإجراء التحريات وسؤال المتهمين أمكن التوصل إلى هوية المتهم.
حاول "الباشا الفشنك" التماسك أمام أسرته عندما داهمت القوة الأمنية بيته، محاولا خداع ضباط المباحث، بل إنه من فرط ثقته بنفسه أخرج الكارنيه المزور بصفة عميد لرجال الأمن في محاولة أخيرة للإفلات من قبضتهم، لكنها باءت بالفشل، إلا أن الصدمة الكبرى كانت لأفراد أسرته عندما أخبرهم ضباط المباحث بأن رب الأسرة ما هو إلا نصاب، ليصاب الجميع بحالة من الذهول والصمت قطعها صوت أحد الأبناء "ازاي كده!!.. ده بابا ضابط"، ليكون صمت الأب أكثر دلالة على جريمته، وبعدها تم تفتيش مقر سكن المتهم، وتم العثور على عدد من البدل الميري والكتافتات التي تحمل "الرتب"، بالإضافة إلى عدد من الكارنيهات برتب متفاوتة وشهادت دراسية مزورة.
اقتاد الأمن "النصاب العجوز" إلى "بوكس" الشرطة، في حالة من ترقب جيران المتهم والمارة في الشارع، من بيته إلى قسم شرطة الجيزة، ليتم مواجهته بالتهم الموجهة إليه، حيث تبين أنه ارتكب عددا كبيرا من جرائم تزوير عقود الملكية الخاصة بالأراضي والشهادات الخاصة بالمؤهلات الدراسية، وخاصة الجامعية.
واعترف المتهم بانتحال صفة ضابط على مدار ما يقرب من 30 عاما، تمكن خلالها من تزوير عشرات المستندات الرسمية، لأشخاص كثيرين، معظمهم شباب كانوا يطلبون منه عن طريق وسطاء تزوير شهادات دراسية تمكنهم من السفر إلى الخارج.
وبعدما شارف المتهم على بلوغ سن الـ 60 استكمل مسلسل الكذب وأعلن بلوغه المعاش منذ عدة أشهر، لتقوم أسرته المكونة من زوجة و3 أبناء بالاحتفال بتلك المناسبة، إلا أن "العجوز" لم يكتف بما فعله طيلة ما يقرب من 30 عاما انتحل فيها صفة ضابط، بل أكمل خطته وانتحل صفة أستاذ جامعي كي يتمكن من السيطرة على ضحاياه.
ونجحت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة برئاسة اللواء عاصم الداهش في الإيقاع بذلك المسن المنتحل صفة ضابط بإحدى الجهات، مارس من خلالها أعمال النصب والتزوير.
التحريات التي جرت تحت إشراف اللواء ضياء فاروق، نائب مدير الإدارة، توصلت إلى أن المتهم احترف تزوير المحررات الرسمية والشهادات الجامعية مستخدما أختاما مقلدة مقابل الحصول على مبالغ مالية.
لم يكتف المتهم بالنصب على المواطنين بل أقرب الناس إليه، إذ تظاهر بعمله كضابط بخلاف الحقيقة مستغلا حنكته في التزوير بطباعة صور له بزي عسكري.
منذ أسبوع، تمكنت مأمورية من ضبط المتهم في مسكنه بدائرة قسم الجيزة وبحوزته الأدوات المستخدمة في عملية التزوير، وذلك عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة.
وتم اقتياده إلى مقر التحقيق للوقوف على نشاطه قبل عرضه على النيابة وحبسه على ذمة التحقيقات التي تجرى معه.
فيديو قد يعجبك: