لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اللواء درويش حسين.. رحيل "مدرسة المباحث" (بروفايل)

02:51 م السبت 02 يناير 2021

اللواء درويش حسين

كتب- محمد شعبان:

"اللواء درويش حسين في ذمة الله".. بهذه الكلمات اتشحت صفحات عدد كبير من ضباط الشرطة عبر "فيسبوك" بالسواد حزنا على رحيل الضابط والأخ والمعلم الذي وافته المنية متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

سارع كل منهم يروي مواقف جمعته بالضابط الخلوق ابن مركز قويسنا محافظة المنوفية، فيما عمد أخرون لنشر صور جمعتهما به خلال مسيرته الطويلة بجهاز القبضة الحديدية.

التحق درويش حسين بكلية الشرطة عام 1982. ليلتحق بالعمل الميداني عام 1986 وتحديدا بعاصمة الصعيد "أسيوط" التي شهد ميلاد ضابط ينتظره مستقبل باهر، حسب شهادة رؤساءه.

المحطة التالية لقطار الضابط الطموح كانت في القليوبية قبل أن يُنقل للعمل في مديرية أمن الجيزة التي تعد أحد أهم وأكبر مدارس البحث الجنائي على مستوى الجمهورية لما تضمه من خبرات.

سطع نجم "حسين" في سماء إدارة البحث الجنائي بالجيزة متدرجا بين العديد المناصب أبرزها مفتش قطاع الشمال (أوسيم - الوراق - إمبابة - الدقي - العجوزة) واستطاع خلال تلك الفترة حل المساهمة في حل العديد من الجرائم والإيقاع بعتاة الإجرام.

تحدٍ أصعب كان في انتظار الضابط المجتهد لدى توليه منصب رئيس المباحث الجنائية لقطاع الغرب (الهرم - العمرانية - الطالبية - بولاق - الجيزة) بالتزامن مع وقوع حوادث إرهابية واستهداف رجال الشرطة وحرق المركبات أيضا عام 2015.

في غضون فترة وجيزة سطر "حسين" ملحمة بطولية رفقة ضباط أكفاء ضمهم القطاع. أسقط رجال المباحث عددا من العناصر الإرهابية وألقي القبض على عناصر إجرامية شديدة الخطورة كونوا تشكيلات عصابية تخصصت في ارتكاب حوادث السطح المسلح واستهداف محال المصوغات الذهبية.

في فبراير 2017، أصدر اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة -آنذاك- حركة تنقلات محدودة شهدت تولي العميد درويش حسين مدير إدارة تنفيذ الأحكام قبل تصعيده ليتولى منصب مدير مباحث مطروح في يوليو من نفس العام.

لم يمكث درويش حسين في ذلك المنصب طويلا، حصل على فرقة إدارية عليا من قِبل وزارة الداخلية ليشغل بعدها منصب مساعد مدير أمن الفيوم.

عام 2019، تم ترقية اللواء درويش حسين ليتولى منصب حكمدار الفيوم (نائب مدير الأمن) تقديرا لجهوده في فض المنازعات بين العائلات من خلال جلسات الصلح والتخلص من العصبية القبلية وإنهاء خلافات ثأرية كان لها مردود إيجابي في الشارع الفيومي.

رغم حبه الشديد للعمل إلا أنه كان حريصا على ممارسة الرياضة والحفاظ على مظهره العام "كان بيقول ديما الضابط يكون قدوة وواجهة مشرفة لجهة عمله" يقول أحد الضباط الذي عمله تحت قيادته إن اللواء درويش كان غير مدخن ومحبا لكرة القدم "ديما بيجمع الضباط ويلعبوا في النادي الأهلي".

يوم 12 ديسمبر الماضي احتفى اللواء درويش بحفل زفاف نجله ملازم أول أحمد درويش في أحد الفنادق الشهيرة.

كعادته حرص "حسين" على حضور الأهل والأقارب حتى أنه أرسل "كرتونة" تحوي دعوات الفرح إلى أقاربه ومعارفه في صعيد مصر.

لم يكد الضابط الكبير يفرح بزواج نجله، حتى داهمه فيروس كورونا ليعلن إصابته به يوم 18 ديسمبر، مطالبا الجميع بالدعاء له.

خضع اللواء درويش حسين للعزل الصحي وفق البروتوكول المعتمد من وزارة الصحة حرص خلالها على مشاركة محبيه تفاصيل حالته الصحية "ادعولي الفيروس صعب" يتذكر أحد الضباط الذي لازمه في كلية الشرطة آخر اتصال جمعهما قبل أن يتلقى الخبر المشؤوم صباح الأحد "مصدقتش نفسي.. كان أملنا كبير أنه يخف ويرجع ينور مكتبه تاني.. ربنا يرحمه".

حزن ممزوج بصدمة انتاب الجميع. اتشحت صفحات الضباط بالسواد. تداول غالبيتهم مواقف وصور جمعتهم بـ"مدرسة المباحث" -كما وصفوه- داعين الله أن يتغمده برحمته وأن يكون نجله "خير خلف لخير سلف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان