3 أيام وسط 8 أطنان من القمامة.. رحلة البحث عن أشلاء جثة "عريس المرج"
كتب - محمد شعبان:
72 ساعة كانت هي الأصعب على ضباط مباحث الهرم. رغم فك طلاسم اختفاء تاجر دواجن بمنطقة الطوابق والقبض على فرارجي خنقه وأمسك سكينا وقطع جثته نصفين وضعها داخل جوالين تخلص منها بكوم قمامة بشارع فيصل.
مساء الأحد الماضي ألقي القبض على المتهم "عبده.ح." 34 سنة، متزوج وله 3 أبناء واقتياده إلى ديوان القسم.
كشف المتهم عن ملابسات جرمته مستغلا عدم تواجد أفراد أسرته بالمنزل مشيرا إلى أنه ألقى الجوالين أعلى كوم قمامة بالجزيرة الوسطى لشارع فيصل الرئيسي مساء السبت -قبل يوم واحد من ضبطه-.
غليان وغضب شديدين سيطرا على أسرة المجني عليه "مصطفى عز" 34 سنة تاجر دواجن، تزوج في عيد الأضحى الماضي. الجميع على قلب رجل واحد "عايزين جثة ابننا علشان ندفنه".
خطة بحث أعدها العقيد محمد الصغير مفتش الهرم والرائد أحمد عصام رئيس المباحث اعتمدت على تتبع خط سير نقل القمامة.
انطلق الرائدان هاني عجلان ومحمد سعودي معاوني مباحث الهرم إلى محل تخلص المتهم من الجوالين فجاءت اولى العقبات أن سيارات هيئة النظافة تنقل القمامة على مدار الساعة إلى محطة المناولة بمنطقة المريوطية.
بسؤال العمال عما لاحظوا جوالين تنبعث منهما رائحة كريهة عشية السبت "مش فاكرين لأننا كل يوم بنرمي خرفان وكلاب نافقة".
انتقل رجال المباحث إلى الخطوة التالية. لوادر كبيرة تنقل القمامة من المحطة إلى مدفن شبرامنت (مقر تجميع قمامة محافظة الجيزة).
3 أيام من البحث وسط 8 أطنان من القمامة حاول من خلالها رجال الشرطة العثور على جثة القتيل لكنها باءت بالفشل.
البداية
"تعالي البيت علشان قفلت وروحت".. اتصال هاتفي جمع صاحب محل دواجن مع تاجر يعمل في توزيع الدواجن على أصحاب المحلات. وعد قطعه الأول على نفسه بسداد قيمة دواجن أحضرها له الثاني. وعد ظاهره الرحمة وفي باطنه الغدر.
السادسة والنصف مساء الخميس الماضي توجه "مصطفى.ع." إلى منزل فرارجي يدعى "عبده.ح." بشارع الشهيد في منطقة الطوابق بحي الهرم.
ظن الثلاثيني أنه سيحصل على أمواله المستحقة بعدما أخبره الفرارجي في صباح نفس اليوم "بالليل عدي عليا هجهز لك فلوسك".
استقل "مصطفى" دراجته النارية التي يستخدمها في عمله قاصدًا مسكن صاحب المحل أملا في إنهاء المهمة سريعًا واللحاق بجلسة أشقائه في منطقة المرج لا سيما أنه حديث العهد مع الزواج، فقد تزوج عقب عيد الأضحى المبارك الماضي -منذ 5 أشهر-.
بعد دخوله الشقة، استأذنه صاحب البيت بإحضار مشروب يتناولانه سويا. لحظات باغت معها "عبده" ضيفه من الخلف. استغل "كوفية" يرتديها لخنقه حتى فارق الحياة.
للحظات، جلس "عبده" بجوار الجثة بحثا عن السبيل للتخلص من جريمته دون كشف أمره. قرر كسب مزيدٍ من الوقت.
نقل الفرارجي جثة الضحية إلى شقة تحت التشطيب بالطابق الأرضي. كسر الباب ووضع الجثة بالداخل فضلا عن إخفاء دراجة نارية ملك الضحية؛ لإبعاد الشبهة عنه.
3 أيام حاول الفرارجي تكرار ما يفعله صبيحة كل يوم دون إثارة للشك أو الريبة لكن رائحة الجثة التي بدأت في التحلل عجلت بالخطوة التالية من الجريمة.
أحضر الجاني سكينا وقطع الجثة نصفين واضعًا كل منها في جوال ثم حملها على "برويطة" في المساء. تخلص "عبده" من الجوالين في مقلب قمامة بالجزيرة الوسطى لشارع فيصل الرئيسي ظنا أن فعلته لن تنكشف خباياها مهما حصل.
في أقل من 48 ساعة تمكن رجال المباحث من ضبط المتهم الذي حاول مراوغة رجال التحقيق في بادئ الأمر إلا أنه بتطوير مناقشته أقر بجريمته وأرشد عن دراجة الضحية معلللا السبب "الدنيا مزنقة معايا وكنت محتاج فلوس".
وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء رجب عبدالعال، مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
فيديو قد يعجبك: