جيرة قاتلة وسر الأبواب السبعة.. جريمة التاجر الثري وزوجته العجوز في الواحات
كتب- محمد شعبان:
علاقة جيرة و7 أبواب ومليون جنيه داخل خزينة حديدية، خطوط سير اقتفى أثرها ضباط مباحث الواحات البحرية طوال 35 يومًا قادتهم لحل لغز مقتل تاجر وزوجته داخل مسكنهما مطلع ديسمبر الماضي.
البداية تعود إلى بلاغ تلقاه اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، من شرطة النجدة بالعثور على جثتي مُسن وزوجته العجوز بمسكنهما.
وجه اللواء مدحت فارس نائب مدير المباحث بسرعة انتقال قوة إلى محل البلاغ تحت إشراف العميد علاء فتحي رئيس قطاع أكتوبر.
أول من اكتشف الجريمة كانت الحفيدة. عُثر على جثة الزوج "تاجر تمور" مُسجى على أرضية غرفة النوم أسفل "كوم" من الملابس لذلك لم تلحظه الحفيدة. بينما تقبع جثة الزوجة على بعد أمتار قليلة ترتدي ملابسها كاملة.
المعاينة أثبتت مقتل الزوج بآلة حادة بمنطقة الرأس وخنق الزوجة، ووجود بعثرة في محتويات المنزل ما يشير إلى أن السرقة هي الدافع لارتكاب الجريمة.
بدوره، شكل اللواء عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية فريق بحث ترأسه العقيد يحيى زغلول مفتش الواحات البحرية تنسيقا مع قطاع الأمن العام.
منذ الوهلة الأولى لوصوله مسرح الجريمة، أيقن المقدم هيثم سكر رئيس مباحث الواحات، أن الجناة ليسوا غرباء لا سيما سلامة النوافذ والأبواب ما يشير إلى تسلل المتهمين إلى الداخل عبر تسلق السور.
ثاني الملاحظات تتعلق بأبواب المنزل السبعة. جميعا موصدة باستثناء الخاص بغرفة نوم الزوجين، ليزداد يقين الضباط بأن المتهمين سبق لهم دخول المنزل مرات حتى تعرفوا على تفاصيله الدقيقة.
تقرير مفتش الصحة ومعاينة الأدلة الجنائية رجحا ارتكاب الجريمة قبل الفجر، إذ استغل الجناة استغراق القتيلين في النوم آنذاك.
استولى المتهمون على مشغولات ذهبية قُدرت بـ50 ألف جنيه إلا أن المفاجأة كانت تركهم خزينة حديدية بداخلها مبلغ مالي يقترب من المليون جنيه؛ نظرًا لفشلهم في فتحها مع ضيق الوقت.
35 يوما لم يتسرب خلالها اليأس إلى المقدم هيثم سكر ومعاونيه النقيب طارق جودة وملازم أول محمد البدران. كانوا على يقين بأنه مهما طالت المدة سيتم الإيقاع بالمتهمين وإعادة المسروقات مستندين إلى مبدأ شرطي راسخ "لا توجد جريمة كاملة".
جهود البحث والتحري التي قادها العقيد يحى زغلول توصلت إلى أن وراء ارتكاب الواقعة تاجرًا ومزارع في الثلاثينات لهما معلومات جنائية، بالاشتراك مع مزارع.
مفاجأة حملتها التحريات بأن الأول والثاني "العقل المدبر" تربطهما علاقة جيرة بالمجني عليهما، وأنهما خططا لسرقة التاجر نظرا لعملهما بثرائه واحتفاظه بمبالغ مالية بالمنزل فضلا عن إقامته وزوجته بمفردهما.
عقب تقنين الإجراءات تمكن المقدم هيثم سكر ومعاونيه من ضبطهم، وأقر الأول والثاني باتفاقهما على قتل وسرقة التاجر وزوجته واستعانا بالثالث. توجه الثلاثة إلى مسرح الجريمة مستقلين دراجة نارية وبحوزتهم سلاح ناري.
تسلل الأول والثاني إلى داخل المنزل عبر السور. ولدي مشاهدتهما للتاجر باغته الأول بالضرب بجسم السلاح على رأسه فأودى بحياته.
لدى محاولة المجني عليها الاستغاثة كتم الثاني أنفاسها حتى أودى بحياتها واستولوا على المسروقات وهربوا.
لم ينتظر الجناة طويلا وعمدوا إلى بيع الذهب واقتسام المبلغ فيما بينهم. وتم بإرشادهم ضبط المسروقات والسلاح الناري والدراجة النارية المستخدمين في ارتكاب الواقعة.
35 يومًا كانت عمر رحلة رجال المباحث لفك طلاسم "الجريمة اللغز" ليسدل الستار بعرض المتهمين على النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
فيديو قد يعجبك: