"كفنت بابا زي الميت".. لماذا احتفظت شقيقتان بجثة أبيهما 10 أيام داخل المنزل؟
كتب- محمد شعبان:
رحيل الأب دائما يلقي بظلاله على الأسرة. تأثير سلبي يتركه رحيل رب الأسرة لدى أفرادها، لكن تلك المرة ضربت شقيقتان بالحقيقة الكونية الوحيدة "الوفاة" عرض الحائط.
على مدار 3 عقود تعلقت شقيقتان بوالدهما "محمد. ش" بعد انفصاله عن والدتهما. حاز الأب قلب وعقل ابنتيه فبات القائم بكل الأدوار حتى حصلتا على ليسانس كلية الحقوق.
تعلق الأب بابنتيه، وبدا جليا عدم استمرار زيجة كل منهما. فشلت الزيجتان لأسباب عدة لكن القاسم المشترك بين كل منها رغبة الأب في ضمهما إلى حضنه والعيش في كنفه مجددا.
منذ فترة ليست بالبعيدة حضر طليق الأخت الصغرى أملا في إعادتها لعصمته، لكنه اصطدم برد فعل غريب من قبل حماه "الموضوع خلص.. وأنا مش هرجعهالك".
لازمت الأختان والدهما المسن حال خروجه لقضاء احتياجات المنزل. أما عندما يغادر بمفرده- في الغالب للصلاة بمسجد قريب- كان يغلق باب الشقة الكائنة بالطابق الثاني بإحكام. وذات مرة تسلقت الابنة الصغرى الجدران وصولا إلى السطح؛ بسبب غلق أبيها الباب، حسب الجيران.
الأسبوع الماضي لاحظ الجيران اختفاء صاحب الشخصية المتحكمة في تحركات المحيطين به- وفق ما يتراءى له- فظنوا أنه يمر بوعكة صحية دون التفكير في السؤال عنه كونه محبا للانطواء.
نهاية الأسبوع حضرت طليقة الرجل المسن لزيارته، لكن ابنته الكبرى "جهاد" أخبرتها من وراء الباب "بابا مش موجود.. سافر البلد يحضر واجب عزاء". وفي اليوم التالي حضر ابن شقيق الرجل للاطمئنان على عمه، لكن الرد لم يختلف "بابا قافل الباب".
شكوك راودت الأخ لا سيما أنه كلما حاول مشاهدة شقيقه زعمت الأختان "بابا نايم يا عمو".
مكالمة هاتفية جمعت الأخ وطليقة شقيقه دفعته للتوجه إلى مسكنه بعد اتهامها لهم "هو مات وأنتم مخبيين عني".
رد فعل الأختين لم يتغير، رفضتا فتح الباب والسماح بدخول العم. رائحة كريهة صادرة من الشقة دفعت العم لاستخدام حيلة مكنته من الدخول ليبدأ رحلة البحث عن أخيه حتى اكتشف الطامة الكبرى.
عثر على جثة شقيقه في حالة تعفن ملفوفا في "شاش وقطن طبي" فأخطر شرطة النجدة التي أبلغت قسم بولاق الدكرور.
حضرت قوة بقيادة المقدم محمد الجوهري ومعاونيه النقيبين أحمد مندور وأحمد أبورحمة.
استمع الضباط لأقوال الشقيقتين: "بابا تعب فجأة ولونه بدأ يتغير فلفيناه بالشاش والقطن" وقالت الكبرى "أنا كفنته زي الميت".
طوال 10 أيام مكثت الأختان بجوار جثة الأب كما لو أنهما رافضتان تصديق رحيله عن عالمهما من ناحية، وأن يوارى جسده التراب من ناحية أخرى.
واصطحبت الشرطة الأختين إلى ديوان القسم لاستكمال مناقشتهما ونقل الجثة المتيبسة إلى المشرحة تمهيدًا لتشريحها ودفنها.
فيديو قد يعجبك: