"شوه سمعة والدتي وشقيقاتي".. اعترافات شاب هشم رأس والده في أوسيم
11:10 م
الثلاثاء 21 ديسمبر 2021
كتب - محمد شعبان:
داخل قاعة التحقيق، التقط المتهم الشاب أنفاسه بعد فشله في مراوغة رجال الشرطة الذين ارتسمت البسمة على وجوههم. جلس العامل بمحل الكشري يروي مأساة عانى ويلاتها طوال 8 سنوات دفعته لقتل أبيه.
بصوت خافت ودموع غالبت عيناه قال ابن الـ19 سنة إن والده اعتاد معاملته وإخوته بل ووالدته بشكل سيء. أوضح الفتى أن الموظف بالوحدة المحلية للكوم الأحمر رفض الإنفاق عليهم طوال السنوات الماضية ليس هذا فحسب بل راح يشوه سمعة زوجه وفتياته الأربع متهما إياهن بالسلوك المشين على خلاف الحقيقة.
ما زاد الطين بلة رفض الموظف ميسور الحال مساعدة نجله ماليا "سايبني شغال بمحل كشري ومش عايز يفتح لي محل ولا يخطب لي حتى..الفلوس دي هيوديها فين".
عن يوم الجريمة، انتظر ذو الـ19 عامًا خلود والده للنوم ثم أحضر شاكوشًا ليهشم رأسه مضيفا "شطفت الشاكوش من الدم لكن مخدتش بالي من الشعر اللي لزق فيه".
جثة مسن مهشمة الرأس مُسجاة على سرير غرفة النوم، مداخل ومخارج الشقة سليمة دون وجود بعثرة في محتوياتها، معطيات جريمة قتل عكف رجال مباحث أوسيم على فك طلاسمها في أقل من 24 ساعة لإثبات أنه ما من جريمة كاملة.
داخل وحدة مباحث أوسيم عقد الرائد أحمد فرحات اجتماعا مصغرا ناقش خلاله معاونيه في خطة البحث المقرر تنفيذ بنودها؛ وصولا إلى حل الجريمة.
استندت الخطة على فحص علاقات الضحية ومراجعة كاميرات المراقبة وسؤال شهود عيان من قاطني المنطقة محل الواقعة فضلا عن إرسال شاكوش مدمم عثر عليه أعلى الثلاجة.
سلامة منافذ الشقة وعدم بعثرة محتوياتها لفت انتباه رجال الشرطة إلى أن القاتل ليس غريبا بل دخل بطريقة شرعية. اتجهت أصابع الاتهام إلى المقربين من المجني عليه "أحمد" لاسيما هجره أسرته "زوجته - أبناؤه الثمانية" وإقامته بمفرده بشقة مستأجرة في منطقة الكوم الأحمر.
انطلق النقيب إبراهيم فاروق رئيس مباحث نقطة بشتيل يجمع تحرياته ويستقي معلوماته من مصادره السرية جنبا إلى الجيران وذوي الصلة بالقتيل وآخر من شوهد رفقته.
أمسك الضابط الشاب بطرف الخيط لدى مناقشة صديق الأب "ابنه كان بيقول هروح أبات مع أبويا" لتتجه أصابع الاتهام إلى الابن "عامل بمحل كشري".
أمام العقيد مروان مشرف مفتش الفرقة، نفى صاحب الـ19 ربيعا علمه بموقع مسكن أبيه الجديد "معرفش الشقة بتاعت أبويا فين ولا جيت له قبل كده".
تضارب في الأقوال ارتفعت معه نسبة شكوك المباحث في ضلوع الشاب بقتل والده. بات الفيصل في الأمر الحصول على دليل مادي يقطع الشك باليقين الأمر الذي ترجمه الرائد وليد كمال معاون أول القسم على أرض الواقع. رصدت كاميرات المراقبة المشتبه به لحظة دخوله المنزل "مسرح الجريمة".
بالعودة إلى ديوان القسم، واجه العميد هاني شعراوي رئيس قطاع الشمال، المتهم بما توصلت إليه التحريات لكن مراوغة الفتى لم تتوقف "عمري ما دخلت البيت دا".
هنا قرر عناصر فريق البحث إسدال الستار على الجريمة. اكتملت الصورة دون حاجة لدليل أو برهان إضافي "شوف كده اللقطة دي" قالها أحد الضباط بصوت مفعم بالثقة لدى عرضه مقطع يرصد لحظة دخول الابن لمسرح جريمته ليتخلى أخيرا عن مماطلته "ايوه قتلت أبويا لأنه يستاهل.. بيعاملني أنا وإخواتي وأمي وحش".
التقط المتهم أنفاسه بعد فشله في مراوغة رجال الشرطة الذين ارتسمت البسمة على وجوههم. قال العامل بمحل الكشري إنه انتظر خلود والده المسن للنوم ثم أحضر شاكوشًا ليهشم رأسه مضيفا "شطفت الشاكوش من الدم لكن مخدتش بالي من الشعر اللي لزق فيه".
في أقل من 24 ساعة نجح ضباط وحدة مباحث أوسيم تحت إشراف اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة في فك طلاسم الجريمة والقبض على المتهم وعرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه تمهيدًا لإحالته للمحاكمة.
اقرأ أيضأ:
انتظر خلوده للنوم فهشم رأسه بشاكوش.. شاب يقتل والده المسن في أوسيم
"قتلت أبويا لأنه يستاهل".. كيف كشفت مباحث أوسيم جريمة الابن والشاكوش؟