جريمة بشعة كشفتها طفلة.. لماذا قتل "أحمد" زوجته ليلة الفلانتين؟

كتب - محمد شعبان:

طيلة 9 سنوات، لم تهنأ "بسمة" بحياة زوجية هادئة. ظنت أن تركها مسقط رأسها بقرية "طموه" جنوب الجيزة، والانتقال للعيش في كنف بعلها سيمنحها قبلة الحياة لكنها أضغاث أحلام. توتر دائم وخلافات متكررة كانت لسان حال الزوجين انتهاء بجريمة قتل مؤسفة ليلة الاحتفال بـ"عيد الحب".

مع غروب شمس أمس الأحد، شهدت حركة السيارات بموقف السهران مركز الحوامدية نشاطًا ملحوظًا لاسيما احتفاء البعض بـ"الفلانتين" الذي يوافق الـ14 من فبراير من كل عام إلا أن صرخات متتالية حازت انتباه قاطني المنطقة.

هرع الأهالي لاكتشاف الأمر فجاء الرد الصادم "بسمة مبتنطقش". أسرع الجيران بنقلها إلى المركز الطبي أملاً في إنقاذ حياتها لكنها وصلت جثة هامدة ليخبرهم طبيب الاستقبال "البقاء لله.. دي جاية قاطعة النفس".

ثمة ملاحظة لفتت انتباه الطبيب بوجود كسر في عظام الرقبة، ما أثار شكوكه بأن الوفاة ليست طبيعية. أبلغ النجدة التي أخطرت بدورها العميد أحمد الشرقاوي مأمور مركز الحوامدية.

في غضون دقائق، انتشر رجال المباحث بقيادة العقيد أحمد نجم مفتش فرقة الجنوب، بمحيط منزل "بسمة" القريب من إحدى الصيدليات مع فرض كردون أمني ومنع حركة الدخول والخروج.

بكاء وعويل أسرة الضحية انخلعت له قلوب الحاضرين. مشهد احتضان طفلي بسمة في محاولة لاحتوائهما كان الأصعب، فأكبرهما "سما" كانت شاهدة على المشهد الأخير في حياة أمها.

فور وصوله، عمد الرائد عمرو فاروق رئيس مباحث الحوامدية، إلى سماع أقوال الجيران الذين أكدوا "سمعنا صوت خناقة بينهم بس هما كده على طول" قبل أن تفجر الطفلة ذات الـ8 سنوات مفاجأة من العيار الثقيل "بابا قتل ماما".

حاول الضابط الشاب أن يهدئ من روع الطفلة، موجها لها عدة أسئلة لتتكشف حقيقة ما جرى وشهدته جدران المنزل. بجسد يرتعش وصوت بالكاد يُسمع قالت الطفلة "بابا اتخانق مع ماما علشان أخويا الصغير وقع زيت على الأرض".

تدخل الطفلة في نوبة بكاء قبل أن تستكمل روايتها للمشهد الأكثر قسوة "مسكها من رقبتها وعمل حركة زي الأفلام.. وسابها على الأرض ومشي".

توجيهات سريعة من العقيد أحمد نجم لضباط المباحث بتضييق الخناق على الزوج باعتباره المتهم الرئيسي. أعد النقيبان أحمد بدوي وفاروق عبد القادر معاوني مباحث الحوامدية، عدة أكمنة أسفرت إحداه عن ضبطه.

أمام اللواء عصام أبو الخير مدير المباحث الجنائية وفي حضور العميد أحمد الوتيدي رئيس قطاع الجنوب، حاول صاحب الـ32 سنة مراوغة رجال التحقيق "معرفش حاجة.. مراتي ماتت بشكل طبيعي".

قرر رجال التحقيق إنهاء ذلك الفصل من خلال مواجهة المتهم بأقوال طفلته فما كان منه إلا الإدلاء باعترافات تفصيلية لجريمته مع ارتفاع صوت نبضات قلبه المسموعة بوضوح للحضور.

وقال "أحمد" إنه وبخ زوجته على إهمالها وعدم عنايتها بشؤون المنزل "الواد الصغير وسخ الأرض بالزيت" قبل أن يحتد النقاش بينهما فأمسك برقبتها بكلتا يديه "مكنش قصدي أقتلها دي أم عيالي.. بس رقبتها اتكسرت في إيدي".

في أقل من 6 ساعات، أسدل رجال المباحث الستار على الجريمة، بالكشف عن هوية الجاني الذي أحاله اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث إلى النيابة العامة تمهيدا لإحالته للمحاكمة الجنائية.