سيجارة حشيش كشفت المستور.. حكاية جريمة الغدر والخيانة في الصف
كتب- محمد شعبان:
لم يكد يفرغ "رفعت" من جريمته النكراء بتخلصه من جريمة رفيق الدراسة وسط الهيش حتى استولى على هاتفه ابتاع بثمنه "سجارتين حشيش". أسرع لإخفاء "التوك توك" ملك القتيل بجراج صديقه بمنطقة حلوان بعد إزالة آثار الدماء.
توجه الشاب لاستقلال قطار من محطة مترو حلوان وبحوزته سيجارتين محشوتين بمخدر الحشيش ظنًا أنه على موعد مع أمسية جميلة لكن ثمة جديد طرأ على السيناريو المشبوه.
اشتبهت الخدمات الأمنية المعينة بمحطة مترو حلوان في ذاك الشاب لاسيما آثار السحجات بيده التي تسيل منها نقاط الدماء.
خضع الشاب لتفتيش دقيق انتهى بالتحفظ عليه ثم ترحيله إلى ديوان قسم شرطة حلوان؛ بتهمة حيازة مواد مخدرة.
في ذلك التوقيت كان رجال المباحث بقيادة العقيد محمد مختار مفتش فرقة الشرق، يعكفون على فحص بلاغ تغيب طالب أزهري يدعى "محمود" 18 سنة، تم تحريره يوم 11 فبراير الجاري.
خطة محكمة وضعها المقدم محمد العشري رئيس مباحث الصف، لكشف ملابسات الواقعة، تركزت على تتبع خط سير الشاب وحصر تحركاته من خلال المشاهدات وكاميرات المراقبة.
72 ساعة لم يذق فيها رجال المباحث طعم النوم حتى تجلت الحقيقة. جهود البحث والتحري للرائد أحمد ماهر معاون مباحث الصف، توصلت إلى أن شابا يدعى "رفعت" قتل رفيق الدراسة "محمود" بسكين الغدر وتخلص من جثته بمكان العثور عليها.
المتهم سقط في قبضة الشرطة بعد ارتكابه الجريمة بساعات، وتم ترحيله في مأمورية قادها النقيب محمود عبد العليم، معاون مباحث الصف.
بداية الحكاية تعود إلى نهاية شهر يناير الماضي، اشترى والد "محمود" مركبة "توك توك"، وأسند مهمة قيادتها إلى "رفعت" الذي جمعته علاقة زمالة بنجله في المعهد الديني بالمرحلة الابتدائية.
لم تمر سوى أيام معدودة على عمل "رفعت" حتى اقترض 150 جنيها من صديقه "محمود" على وعد بسداد المبلغ في أقرب فرصة لكن تعاطيه للمخدرات حال دون ذلك.
مع طلب صاحب الـ18 سنة من زميل الدراسة رد المبلغ وجد مماطلة وتهرب من الوفاء بوعده الذي قطعه على نفسه. قرر الشاب العشريني كتابة النهاية بشكل دموي.
مع وقت الظهيرة تناول "رفعت" أقراصا مخدرة فقد معها اتزانه. توجه إلى منزل عمه وحصل على سكين أخفاها بين طيات ملابسه في انتظار اللحظة التي رسم عقله الباطن تفاصيلها.
بعد مرور 3 أيام، اكتشف راعي أغنام جثة شاب بالصدفة داخل أرض مليئة بالهيش خلف أحد المستشفيات بقرية الشرفا.
على الفور أبلغ راعي الأغنام شرطة النجدة التي أخطرت بدورها مأمور قسم الصف الذي انتقل إلى محل البلاغ على رأس قوة مكبرة.
وكشفت المعاينة تحت إشراف العميد أحمد الوتيدي رئيس قطاع الجنوب، وتبين أن الجثة لشاب يدعى "م.أ." 18 سنة، بها آثار طعنات نافذة في الجسم، وأن تاريخ الوفاة يعود إلى 3 أيام تقريبًا.
وشكل اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، فريق بحث بقيادة العقيد محمد مختار مفتش فرقة الشرق، وبمشاركة الرائد محمد العشري رئيس مباحث الصف.
تحريات الرائد أحمد ماهر معاون مباحث الصف، توصلت إلى أن الضحية طالب المتهم برد مبلغ مالي أقرضه إياه في وقت سابق إلا أن الأخير اتخذ من المماطلة نهجا مستمرا.
لم تتوقف مطالبات الشاب للحصول على المبلغ فخطط الجاني للتخلص منه. طلب منه توصيله إلى إحدى المناطق وما أن وصل إلى منطقة زراعية باغته بطعنات نافذة فأرداه قتيلا.
تخلص المتهم من الجثة بأرض مليئة بالهيش خلف مستشفى بقرية الشرفا، واستولى على هاتف الضحية والتوك توك ولاذ بالفرار.
وتم استصدار إذن من النيابة لاستخراجه من محبسه. وأقر المتهم بجريمته، وأرشد عن التوك توك والهاتف المحمول فضلا عن الأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة.
وجرى نقل الجثة إلى المشرحة، وتحرير المحضر اللازم، وأحاله اللواء رجب عبد العال مدير أمن الجيزة، إل النيابة العامة تمهيدا لإحالته للمحاكمة الجنائية.
فيديو قد يعجبك: