إعلان

نجا ابنها من الذبح فقدمت صغيرتها لـ"الجن".. ليلة الرعب في مقتل "طفلة أوسيم"

03:35 م الخميس 15 أبريل 2021

تعبيرية

كتب– محمد شعبان:

3 أشهر كانت الأصعب على منزل "صباح". أزمة نفسية أشد وطأة من تلك الصحية التي ألمت بالسيدة الثلاثينية. سئمت الأم لـ4 أطفال الحياة مع سوء حالتها وتدهورها بمرور الأيام الأمر الذي انعكس بالسلب على أفراد الأسرة، لكن أحدًا لم يدر بعقله لبرهة أنهم سيستقبلون شهر رمضان المبارك بفاجعة باتت حديث أهالي مركز أوسيم شمال الجيزة.

على أطراف المركز القروي البسيط، اكتست البيوت بالسواد حزنًا على مقتل الطفلة ريتاج. ملاك بريء لم تتعد الثلاث سنوات من العمر، جُل ذنبها أن والدتها تعاني من مرض نفسي وبعض الهلاوس، انتهت بها ضحية لواقعة مؤسفة.

كعادته كل صباح، غادر رب الأسرة المنزل المكون من طابقين يقطن وأسرته في الطابق العلوي، ويقيم والداه في الأسفل. اصطحب الأب أطفاله الثلاثة "8، 12، 14 سنة" لمساعدته في أعمال الفلاحة بقطعة أرض يعمل بها تاركًا "آخر العنقود" رفقة والدتها "صباح 36 سنة".

"متنساش تجيب لي حلاوة يا بابا وأنت راجع"، كانت هذه آخر كلمات الصغيرة لأبيها. لم يدر الأب أنها لحظات الوداع. لم يدر بخلده أنها النظرة الأخيرة، وأنه لن يرى صغيرته مجددًا.

الثالثة عصرًا، وبينما تلهو الطفلة بالمنزل، إذ بوالدتها تعنفها مطالبة إياها بالتوقف عن اللعب. لحظات قليلة فصلت تحذير الأم عن إقدامها على قتل ابنتها خنقًا بواسطة إيشارب أثناء لهوها مستغلة تواجدها بمفردها بالمنزل في ظل توجه الزوج وأطفالهما الثلاثة إلى قطعة الأرض.

بهدوء تحسد عليه، وضعت الأم جثة طفلتها على سريرها؛ لتقضي ساعات الليل رفقة والدي زوجها بالطابق الأسفل لحين وصول الزوج من العمل.

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثامنة مساء، وصل الزوج بعد يوم شاق قضاه وأطفاله وسط الأراضي الزراعية.

لاحظ الأب حالة من الصمت تطبق على البيت على غير العادة فظن أن طفلته "ريتاج" نائمة. همَّ الأب لتناول الطعام وخلد بعدها إلى النوم على أمل الاستيقاظ مبكرًا، والاستعداد لصلاة الجمعة، لكن ثمة جديدًا طرأ على السيناريو المعد سلفًا.

في الصباح، أيقظت "صباح" زوجها لتخبره "قوم أنا موت البنت". ظن الزوج أنها محض مزحة فرد عليها "يا شيخة غوري نامي" لكن إصرارها على إيقاظه وتأكيدها على حدوث الأمر دفعه للتوجه إلى غرفة الطفلة؛ ليكتشف الطامة الكبرى. عثر على الطفلة جثة هامدة بعدما فارقت الحياة.

بالانتقال إلى قسم شرطة أوسيم، بدت الأجواء مألوفة قبل ورود بلاغ من غرفة النجدة بمصرع طفلة على يد والدتها، وبالفحص تبين وجود جثة طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، وبها آثار خنق حول الرقبة.

فريق بحث ترأسه العميد عمرو طلعت رئيس قطاع الشمال، وبمشاركة العقيد أحمد الوليلي مفتش القاع، عكف على فك طلاسم الواقعة تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة.

جهود البحث والتحري التي قادها الرائد حسام العباسي رئيس مباحث أوسيم، أجابت عن السؤال الأبرز "لماذا ارتكبت الأم تلك الجريمة؟". تبين أنها تعاني من مرض نفسي، وأنها تعالج منذ شهر ونصف الشهر لدى عدد من الأطباء.

تحريات النقيب عصام الشناوي معاون مباحث أوسيم، أشارت إلى أن المتهمة كانت تتردد مؤخرًا على بعض الشيوخ والمعالجين الروحانيين أملًا في الخروج من أزمتها النفسية.

لم تكن تلك الحادثة بالصدفة، فقد سبقتها أخرى في اليوم السابق لوقوع الجريمة كاد شقيق "ريتاج" أن يلقى نفس مصيرها لكن العناية الإلهية أنقذته.

"خد يا أمير سن لي السكينة دي علشان أدبح البطة" امتثل الطفل الذي لم يتعد الـ12 من العمر لطلب والدته "صباح". بدأ ينجز ما كلفته به الأم قبل أن يستدير لها؛ ليكتشف الطامة الكبرى.

وقعت أنظار الطفل على والدته ممسكة بسكين "تعالى هموتك" محدثة إصابته بجرح قطعي في الساق بطول 2 سم إلا أنه لاذ بالفرار قبل أن يلقى مصير "البطة".

أمام رجال المباحث بررت المتهمة فعلتها "ريحتها علشان متشوفش اللي أنا شوفته..أنا بتعالج عند مشايخ، وكنت بقعد لوحدى بالشقة عشان مقتلش حد" متذكرة وقت ارتكاب الجريمة "كنت متخيلاها جن قدامي".

اكتملت الصورة أمام رجال التحقيق. الأم وراء مقتل الطفلة بسبب أزمة نفسية باتت أسيرتها خلال الأسابيع الماضية، فجرى اصطحابها إلى ديوان القسم تمهيدًا لعرضها على مستشفى الأمراض العقلية، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان