تنبأ بوفاته قبل يومين.. اللواء مصطفى الخطيب أول شهداء "مذبحة كرداسة" (بروفايل)
كتب- محمد شعبان:
قبل يومين من فض اعتصام ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة، جلس اللواء مصطفى الخطيب مع ابنتيه أخبرهما خلالها بما يحدثه قلبه "حاسس إني هموت" مطالبا فلذتي كبده "خلي بالكم من والدتكم" وكأنه كان يرى مقعده في الجنة كأول شهيد في "مذبحة كرداسة".
وُلِدَ "الخطيب" عام 1956 بقرية "قريرة" بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية. التحق بكلية الشرطة لينضم بعد تخرجه إلى قوات الأمن المركزي بمسقط رأسه.
ثاني محطات "الضابط البشوش" كانت بانتقاله للعمل بقطاع الأمن العام وشغل بعدها منصب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة تلتها 3 سنوات في مديرية أمن أسيوط.
لسنوات طويلة عمل اللواء مصطفى الخطيب في شرطة السياحة قبل أن يعود إلى الأمن العام مجددا وتحديدا عام 2009 كمأمور لقسم شرطة أبو النمرس جنوب الجيزة.
استمر "الخطيب" في المركز ذا الطابع القروي حتى تم نقله إلى قسم شرطة كرداسة بعد أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 نظرًا لما يتمتع به من حنكة.
وقع اختيار القيادات الأمنية آنذاك على اللواء مصطفى الخطيب ليتولى مهمة شاقة وهي افتتاح مركز شرطة كرداسة في ظل رفض أنصار جماعة الإخوان -آنذاك- السماح بعودة الشرطة، تلك المهمة التي ذاع معها صيت "الخطيب" داخل أروقة وزارة الداخلية.
مكث الضابط كمأمور لمركز كرداسة حتى تم ترقيته إلى رتبة لواء ليشغل منصب مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع الشمال "الوراق - كرداسة - إمبابة - أوسيم - منشأة القناطر".
طوال فترة اعتصامي رباعة والنهضة، لم يسلم قسم كرداسة من هجمات مسلحين من أنصار جماعة الإخوان ليتصدر اللواء مصطفى الخطيب المشهد "بابا كان بيقدر يسيطر على الهجوم كل مرة بحكم أنه عارف الناس هناك" تقول "ناريمان" ابنة الشهيد في حديثها لمصراوي.
يوم 12 أغسطس من عام 2013 تبادل "الخطيب" الحديث مع ابنته المهندسة ناريمان وشقيقتها "نورهان" أخبرهما "حاسس إني هموت" لتتذكر الابنة "وصانا على بعض أنا وأختي ووصانا على ماما".
مساء يوم 13 أغسطس -عشية فض اعتصامي رابعة والنهضة- صدرت التعليمات للأجهزة الأمنية بالاستعداد لعملية طال انتظارها قرابة 45 يوما - فترة الاعتصامين-. في ذلك الوقت كان اللواء مصطفى الخطيب مسؤولا عن تأمين مدينة الإنتاج الإعلامي بأكتوبر فطلب من قياداته منحه الفرصة بالإشراف على عملية تأمين قسم كرداسة نظرا لوجود تهديدات بشن هجوم مسلح بالتزامن مع الفض.
لم يمنح القدر "ناريمان" الفرصة لوداع أبيها يوم 14 أغسطس جيدا "بابا نزل الصبح بدري بس أنا ماشفتهوش وهو نازل، والدتي هي اللي كانت معاه".
على مدار الساعة لم تنقطع الاتصالات بين "الخطيب" وزوجته حتى العاشرة صباحا "قالها في اشتباكات ومش هعرف أتكلم" تروي "ناريمان" كواليس تلك الساعات العصيبة التي مرت عليهم كسنين "لحد بليل كنا كل شوية نقرأ خبر استشهاد ضابط لحد ما جالنا تليفون بخبر استشهاد بابا من خالي".
وعن كواليس استشهاد مدير قطاع شمال الجيزة، تقول "ناريمان": "بابا أول واحد استشهد كان التجمهر قدام المركز، نزل عشان يتفاوض معاهم بس غدروا بيه برصاصتين من الخلف واستشهد ساعتها والناس نقلته داخل مسجد الشاعر المجاور للقسم".
وعن تناول مسلسل "الاختيار 2" لأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة واقتحام وحرق قسم كرداسة تصف ابنة الهيد "بصراحة مقدرتش أشوف الحلقة لأن نفسيا مش هقدر، غير إننا عشنا الأحداث دي وبحاول أتناسى اللي حصل".
فيديو قد يعجبك: