بائع شرائط لم يقرأ كتابًا.. من هو العقل المدبر لاغتيال العقيد محمد مبروك؟
كتب- محمد شعبان:
كشك صغير لبيع شرائط الكاسيت شكل مصدر دخل ذاك الشاب العشريني القاطن في حي مدينة نصر الراقي شرق القاهرة. انعطف الشاب انعطافة حادة ألقت به في الهاوية عبر طريق مهده له عناصر الإرهاب الأسود بحيلة النهاية السعيدة حيث الحور العين وجنات النعيم لكن "طبلية عشماوي" كانت ثمنًا لخيانة الوطن.
بأداء بسيط دون تكلف تقمص الفنان إسلام جمال -خلال مسلسل "الاختيار 2"- شخصية الإرهابي محمد بكري محمد هارون عبدالعزيز الذي شارك في اغتيال العقيد محمد مبروك الضابط بالأمن الوطني في حلقة اعتصرت معها قلوب المشاهدين ومن قبلهم أسرة الشهيد.
شقة بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر كانت محل إقامة شاب عمل في بيع شرائط الكاسيت. حياة بلا هدف كان يعيشها محمد بكري هارون لا سيما إدمانه لتعاطي المخدرات غير عابئ بما قد تؤول إليه الأمور فهو لم يقرأ كتابا طيلة حياته التي امتدت إلى ثلاثة عقود.
نقطة التحول الخطيرة في حياة "هارون" كانت باعتناقه الفكر التكفيري. انضم لتنظيم بيت المقدس الإرهابي تحت قيادة الإرهابي توفيق فريج زيادة الذي يعد واحدا من قيادات الصف الأول.
في مارس من عام 2012 حصل محمد بكري هارون على تدريبات عسكرية لمدة أسبوعين وبصحبته بعض المتهمين وتدربوا على استخدام الأسلحة الآلية.
بحصوله على ثقة قيادات الجماعة الإرهابية، كوَّن "هارون" -صاحب اسمين حركيين هما "طارق" و"زياد"- مجموعتين رئيسيتين من الخلايا العنقودية فى القاهرة، تولى مسئولية إحداهما المتهم محمد عفيفى.
خطط الإرهابي الشاب لاستهداف عدد من الفنادق والمنشآت السياحية والحيوية والمباني القضائية. كما شارك مع عناصر خلية عرب شركس في استهداف حافلة تقل جنودا في منطقة الأميرية، ما أسفر عن استشهاد مجند.
وعمد "هارون" ورفقاؤه إلى مهاجمة عدد من المواطنين الأقباط في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة والاستيلاء على ممتلكاتهم ليجمعه لقاء بالقيادي الإخواني خيرت الشاطر تلقى بعدها تكليفا نقله له الإرهابي محمد سيد منصور المُكنى بـ"أبوعبيدة"باغتيال العقيد محمد مبروك "هارد ديسك جماعة الإخوان".
في غضون شهر نوفمبر عام 2013 تولى صاحب الـ31 سنة مسؤولية إفادة عناصر الخلية بضباط الشرطة المتوافرة معلومات كافية عنهم بغية استهدافهم؛ فانتقل إلى محال إقامتهم للتأكد من وجودهم فيها ومنهم الرائد عبدالمنعم شريف والمقدم محمد مبروك، وتأكد من وجود الأخير بمسكنه مستعينا بالمعلومات التي أمده بها الضابط المفصول من المرور محمد عويس ومنها أرقام سيارته وصورته الشخصية.
بعد إعداد تقرير واف مدعوما بمعلومات ميدانية، اتفق الإرهابي محمد بكري هارون وفهمي عبدالرؤوف فهمي، ومحمد محسن علي على قتل "مبروك".
في 18 نوفمبر من عام 2013، طالت يد الإرهاب الأسود البطل في عملية نفذها 7 أشخاص ملثمين أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر متوجهًا إلى عمله، فأمطروه بالرصاص ليلقى ربه شهيدًا تاركًا سيرة عطرة لزوجته وأطفالهما الثلاثة "زينة ومايا وزياد".
الثأر لم يتأخر، تمكن قطاع الأمن الوطنى من تحديد هوية القائمين على التخطيط والتنفيذ فى واقعة اغتيال الشهيد، وتمكن من القضاء على عدد منهم بعدة أوكار، والقبض على آخرين بينهم محمد بكري هارون في أبريل 2014.
وخلال التحقيقات، كشفت اعترافات المتهمين التفصيلية عن مخطط كانوا بصدد تنفيذه لاستهداف مدينة الإنتاج الإعلامي بالصواريخ، إلا أن العملية لم تتم.
مثُل "هارون" أمام المحكمة العسكرية مع 5 آخرين من متهمي "خلية عرب شركس"، فيما نسب لهم من اتهامات بقتل مجند في الأميرية، وقتل ضابطين من الهيئة الهندسية، وأصدرت حكما حضوريا بإعدامهم.
صباح يوم 17 مايو 2015، نُفذ فيه حكم الإعدام شنقا، مع 5 إرهابيين آخرين، داخل سجن استئناف القاهرة، قبل أن تصدر محكمة جنايات أمن الدولة العليا مطلع السنة الماضية حكما بانقضاء الدعوى الجنائية المقامة ضد الإرهابي محمد بكري هارون لوفاته.
فيديو قد يعجبك: