الاختيار 2 | همام عطية.. مسيرة تاجر دواجن أسس تنظيم "أجناد مصر"
كتب - محمود سعيد:
لم يكن تأسيس تنظيم "أجناد مصر" تجربة الإرهابي همام عطية الأولى ضمن صفوف المتطرفين، فبعد انتقاله من سويسرا محل ميلاده إلى السعودية عام 2002، حيث تزوج ابنة خالته بسمة مصطفى عام 2004، وعمل بتجارة الدواجن، ثم سافر إلى العراق عام 2007 لمدة شهرين، وعند عودته أخبرها "كنت بجاهد ضد الأمريكان واتدربت على استخدام الأسلحة".
الإرهابي همام عطية وكنيته "مجد الدين المصري" الذي سلَّط مسلسل "الاختيار 2" الضوء على هجماته الإرهابية في مصر، عقب سقوط حُكم الإخوان، وأبرزها اغتياله الشهيد العميد طارق المرجاوي، عاد بصحبة زوجته وأبنائه التسعة إلى مصر نهاية عام 2011.
تنقَّل "عطية" من شقة بالإيجار في منطقة الطالبية إلى العريش، حيث قاتل في صفوف تنظيم "أنصار بيت المقدس" وانشق عنهم لاحقًا، ثم عاد مرة أخرى إلى شقة بشارع الصفا والمروة بمنطقة الطوابق - فيصل في محافظة الجيزة بنهاية عام 2013، حسبما قالت الزوجة بسمة مصطفى، في تحقيقات القضية رقم 11877 لسنة 2014 جنايات قسم الجيزة: إن "همام" بدأ التفكير في تأسيس تنظيم إرهابي وأطلق عليه "أجناد مصر"، وضم إليه صديقه بلال فرحات (المتهم الثاني).
وكشفت التحقيقات أن المتهمين أنشأوا وأسسوا وأداروا جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، وأن الجماعة تدعو إلى تكفير الحاكم وتبيح الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، وأنهم متهمون بتنفيذ 13 تفجيرًا في نطاق محافظة الجيزة ومحطات مترو الأنفاق.
أبرز تلك التفجيرات كانت في 2 أبريل 2014م، حينما أعد الإرهابي همام عطية 3 عبوات ناسفة شديدة الانفجار متصلة بدوائر إلكترونية لتفجيرها عن بُعد، قاموا بإخفائها بالقرب من أماكن تمركز قوات الشرطة بمحيط جامعة القاهرة، وعند وصولهم فجروها باستخدام هاتف محمول متصل بها، قاصدين إزهاق أرواحهم.
وأسفر الانفجار عن استشهاد العميد طارق المرجاوي، مفتش مباحث غرب الجيزة، واللواء عبدالرؤوف فوزي حامد الصيرفي، نائب مدير أمن الجيزة لقطاع الغرب، (توفي في ديسمبر جراء الإصابة) بالإضافة لإصابة، رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، أحمد إبراهيم الدسوقي، وعددًا من المجندين.
كما استهدف تنظيم "أجناد مصر" بعبوات ناسفة قسم شرطة الطالبية ومحطة مترو البحوث ومعسكر الأمن المركزي بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، بالإضافة لاستهداف قوة أمنية أعلى كوبري الجيزة، واغتيال أمين شرطة بقسم شرطة الشيخ زايد بطلقات نارية في 24 مارس 2014.
وفي مايو 2014، هرب همام عطية برفقة زوجته وأولاده من شقة الصفا والمروة، عقب القبض على شريكيه بلال صبحي وجمال زكي، واصطحبها إلى شقة جديدة بشارع المنشية في فيصل دون أن يغادرها إلا قليلًا، حسبما تقول الزوجة في التحقيقات "مكنش بينزل كتير.. خايف الشرطة تمسكوا".
بعد مرور سنة استقبل همام شخصًا يدعى "مالك"، أحضر له كاميرا استخدمها في تصوير فيديو أثناء صناعة المتفجرات، وتحدث فيه عن قتل ضباط الشرطة ثم نشره على الإنترنت.
وقبل 3 أسابيع من مقتله في 5 أبريل 2015، صنع مؤسس تنظيم "أجناد مصر" عبوة ناسفة وسلَّمها إلى أحد شركائه، وبعد عودته في الحادية عشرة والنصف مساءً اقتحمت قوة أمنية منزله وقتل في تبادل لإطلاق النار.
وقال، المتحدث باسم وزارة الداخلية آنذاك، اللواء هاني عبداللطيف: إنه توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني تتضمن اتخاذ الإرهابي الهارب همام عطية من إحدى الشقق السكنية بمنطقة الطوابق في الهرم بمحافظة الجيزة وكرا للاختباء به والتخطيط والإعداد لتنفيذ مخططاته العدائية التي استهدفت في مجملها رجال الأمن، وأسفرت عن استشهاد العديد منهم على مدار الفترة الماضية.
وأضاف أن المتهم بادر بإطلاق النار على قوات الأمن فبادلته ما أسفر عن مقتله وبحوزته بندقية آلية و4 عبوات ناسفة معدة للتفجير، بالإضافة لـ18 عبوة غير مكتملة التجهيز، وكمية كبيرة من الأدوات ومستلزمات تصنيع العبوات المتفجرة، ثم ألقت القبض على عدد من المنضمين للتنظيم الإرهابي.
وفي 7 مايو 2019، أيدت محكمة النقض الحُكم الصادر بإعدام 13 متهمًا والمؤبد لـ17 متهمًا والمشدد 15 سنة لمتهمين اثنين والسجن 5 سنوات لـ7 متهمين وانقضاء الدعوى الجنائية بالوفاة للمتهم همام عطية، لتسدل الستار نهائيًا على قضية "أجناد مصر1".
فيديو قد يعجبك: