"النار التهمت قاعات الصلاة والمذبح".. حكاية 90 دقيقة في مجابهة نيران "كنيسة العمرانية"

كتب- محمد شعبان:

التاسعة و48 دقيقة كانت غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة على موعد مع بلاغ شاق بات حديث الساعة متصدرا محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية.

حريق هائل اندلع في مبنى كنيسة مارمينا بشارع مجمع المدارس بحي العمرانية غرب محافظة الجيزة.

لم يكد يفرغ متلقي البلاغ من استقبال الإشارة العاجلة حتى تبدلت الأجواء داخل مقر الإدارة العامة للحماية المدنية ببين السرايات.

سارينة معهودة انطلق معها كل فرد صوب سيارته المحددة للانتقال إلى محل الحريق في وقت قياسي كما هو العهد برجال الإطفاء.

دفع اللواء هشام صادق، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بـ10 سيارات إطفاء- بينها 2 خزان مياه استراتيجيان- إضافة إلى سلم هيدروليكي.

طوال الطريق من مقر الإدارة إلى العمرانية، يتابع اللواء صادق تطورات البلاغ عبر جهاز اللاسلكي موجها طاقم السيارة الأولى التي وصلت في غضون دقيقتين بإبلاغه عن آخر المستجدات.

لم يحتج قادة سيارات الإطفاء مرشدا لموقع الحريق، فألسنة النيرا المرتفعة وتصاعد الأدخنة الكثيفة شكلت سحابة سوداء غطت سماء العمرانية وكانت خير دليل.

كنيسة مكونة من 3 طوابق، ترتفع ألسنة النيران من الطابقين الأول والثاني بعد الأرضي مع ضيق عرض الشارع الذي يصعب مهمة دخول كل عربات الإطفاء.

فور وصوله، عاين مدير الإدارة مسرح العمليات تلاه اجتماع سريع مع مساعديه اللواء هاني السعيد واللواء هاني محمد؛ بحث ثلاثتهم خطة العمل المقرر اعتمادها لإنجاز المهمة بسلام.

أولى الخطوات كانت فصل موقع الحريق عن المنازل المجاورة خشية امتداد النيران إليها فتتفاقم الأمور. أسندت المهمة إلى مجموعة بقيادة المقدم أحمد عيسى الذي حسم الموقف سريعا.

بالتوازي مع ذلك، تم مد السلم الهيدروليكي لمجابهة النيران المتصاعدة بالطابقين الثاني والثالث تمهيدا ادخول فرق الإطفاء سيرا على الأقدام مدعومين بأسطوانات الأكسجين.

على مدار 60 دقيقة، جابه رجال الحماية المدنية بالجيزة جحيم النيران والأدخنة المتصاعدة بكثافة، فأحكموا السيطرة على الحريق دون وقوع إصابات.

رويدا رويدا، عاد الهدوء إلى الشارع الضيق المتراص العقارات، والذي اكتظ بالأهالي الذين جاءوا من كل حدب وصوب من جهة، وقيادات الشرطة بقيادة اللواء رجب عبد العال، مدير أمن الجيزة، واللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث من جهة أخرى.

تبين بالفحص المبدئي تفحم محتويات الطابقين الثاني والثالث بالكامل على مساحة 800 متر، والتهمت النيران محتويات الطابقين الخشبية.

الطابقان عبارة عن قاعات مخصصة للصلاة فضلا عن تخصيص مكان لـ"المذبح" الذي تفحم بالكامل بسبب عدم وجود فاصل بينهما.

مع توافد الأجهزة المعنية، وصل فريق من النيابة العامة وآخر من الأدلة الجنائية للمعاينة والوقوف على ملابسات الحريق، في الوقت الذي رجحت فيه المعاينة الأولية نشوب الحريق بسبب ماس كهربائي.

لمدة 30 دقيقة نفذ رجال الدفاع المدني عملية التبريد بخمس سيارات إطفاء؛ للحيلولة دون تجدد اشتعال النيران مرة أخرى بينما التقط الجميع أنفاسه بعد 90 دقيقة عاصفة انخلعت منها القلوب.