لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جلس المعزون على كراسي المهنئين.. تفاصيل وفاة عروسين قبل ‏زفافهما بساعات

12:03 م الأحد 16 مايو 2021

جثة أرشيفية

كتب- سامح غيث‎:‎
بفارغ الصبر كانت "سماح" تنتظر عريسها "إسلام" لاصطحابها إلى ‏الكوافير؛ استعدادا للاحتفال بزفافهما، وبينما هما في طريقهما للكوافير ‏بمدينة الزقازيق، انقلبت السيارة التي تقلهما، فلقيا مصرعهما في ‏الحال، وأصيب قائد السيارة "صديق العريس".‏

أثارت الواقعة ردود فعل واسعة، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي ‏إلى دفتر عزاء لنعي العروسين، وتحولت الأفراح في منزل العروسين ‏بقرية شبرا العنب بمحافظة الشرقية إلى مأتم بسبب رحيلهما قبل ‏ساعات من زفافها.‏

في شهر مارس 2020 تقدم (إسلام 25 سنة، صاحب ورشة نجارة) ‏لخطبة سماح- تصغرة بسنتين، بعد قصة حُب جمعتهما، على أن يكون ‏زواجهما بعد سنة حتى يتمكن من تدبير متطلبات ذلك الزواج، لكن ‏وفاة أحد أقارب الشاب، تسببت في تأجيل الزواج لمدة شهرين، وتحدد ‏ثاني أيام عيد الفطر موعدا لزفافهما‎.‎

أول أيام عيد الفطر، وبعد احتفاء العروسين بليلة الحناء، في جو بهيج، ‏جمع الأصدقاء والأقارب وبعض أهالي القرية غادرالمهنئون منزل ‏العروس، بينما إسلام وسماح وأصدقاؤهما يخططون لحفل الزفاف، ‏العروس تحدث صديقتها عن سيارة الزفاف المُجهزة بالورود وهي ‏تسير بهما في شوارع القرية متجهة لـ"عش الزوجية" وسط فرحة ‏الأهالى، بينما العريس يشدد على صديقه صاحب سيارة الزفاف أن ‏يأتي في موعده، وانصرفوا جميعا‎.‎

فرغ المصلون من أداء صلاة الجمعة، ثاني أيام عيد الفطر، فسارعت ‏أسرتا العروسين لاستقبال المهنئين، فيما هاتفت العروس عريسها ‏تستعجله لاصطحابها للكوافير‎.‎
قبيل انطلاق السيارة التي تقلهما للكوافير، حرص العروسان على تحية ‏أقاربهما وأصدقائهما، وكأنها وداع "بحسب صديقة العروس".‏

في الثانية ظهرا ثاني أيام العيد، همّ العروسان بالتوجه إلى الكوافير، ‏سلكا طريق "بنها- الزقازيق"، بالقرب من قرية الزنكلون، وعلى بعد ‏كيلومتر من الكوافير، انقلب السيارة إثر اصطدامها بسيارة مُسرعة من ‏الخلف، ما أدى إلى وفاتهما في الحال، بينما صديق العريس "قائد ‏السيارة" يصارع الموت داخل مستشفى بالزقازيق‎.‎

على الفور انتقلت سيارات الإسعاف وتمكن المسعفون من انتشال ‏جثتي العروسين، وتم التحفظ عليهما في المستشفى‎.‎

في قرية شبرا العنب، مسقط رأس العروسين، كان أهل العروسين ‏كخلايا نحل، الجميع يرتب ويتأهب استعدادا لقدومهما، حتى علموا ‏بالحادث. ‏
وقع الخبر على أهل القرية كالصاعقة، انقلب الفرح والزغاريد لمأتم.‏

بعد إنهاء الإجراءات اللازمة، صرحت النيابة العامة بالزقازيق بدفن ‏الجثتين، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث‎.‎

قرب منتصف ليل الجمعة، خرجت القرية كافة لتوديع العروسين، ‏وسط حالة حزن، حولت القرية إلى سرداقات عزاء صغيرة‎.‎

في منزل العريس بقرية شبراالعنب التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة ‏الشرقية، جلس المعزون على الكراسي التي تم تأجيرها لاستقبال ‏المهنئين، وداخل المنزل جلست والدة العريس تتوسط نسوة متشحات ‏بالسواد لا تقوى على التحدث، تتمتم بكلمات تملؤها الحزن‎.‎

وتحولت صفحات المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر ‏عزاء ينعون فيه الفقيدين، ويدعون الله- تعالى- أن يتغمدهما بواسع ‏رحمته‎.‎
عم العريس أكد أنهم راضون بقضاء الله، ولم يكن قادرا على التحدث ‏للصحفيين قائلا: الكلام هيفيد بايه؟!‏

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان