"شلته ميت"..أسرة "رشدي" تحكي كواليس مقتله على يد مسجل وشقيقه بالحوامدية
كتب- رمضان يونس:
لم يدر "رشدي"، 23 عامًا، أن تدخّله لفض مشادة بين ابن خالته "أشرف" وآخرين ستكتب الفصل الأخير في حياته.
"رشدي" شاب جُمعت فيه صفات الرجولة والأخلاق، يتقبله الصغير قبل الكبير في المنطقة، درس بالثانوية التجارية وتخرج فيها، ثم التحق بمعهد المدينة للعلوم الإدارية، وخرج منه لمساعدة والده الستيني على تحمل أعباء الحياة.
شهر مايو الماضي؛ قدم "رشدي" أوراقه لمنطقة تجنيد الجيزة؛ رغم أنه الابن الوحيد لـ"عبد الفضيل"، من الزوجة الثانية، وتم قبوله، فقضي الشاب خدمته بحسن سلوك وانتظام، فلم يخلف يومًا ميعاد رجوعه إلى خدمته رغم كل الصعوبات التي كانت تواجهه، لكنه قتل غدراً قبل تسلم شهادة نهاية خدمته.
مساء الاثنين الماضي أجرى "رشدي" اتصالاً هاتفياً بوالده للاطمئنان عليه؛ كونه لم يذهب للشغل منذ ثلاثة أيام بسبب تدهور حالته الصحية؛ قبل الثانية عشرة مساءً من ذلك اليوم، دق هاتفه مرة أخرى ليخبره أحد الأشخاص بقتل ابنه على يد مسجل خطر وشقيقه على شريط السكة الحديد "أنا كنت نايم لقيت تلفوني بيرن برد عليه قال لي تعالي يا حاج المركز الطبي لشركة السكر عشان ابنك رشدي اتقتل".
جُملة مؤلمة سمعها الأب خلال اتصال هاتفي لم يتجاوز ثواني معدودة فهرول صاحب الـ60 عامًا في الشارع فلربما يلحق ابنه وينقذه من الموت.
يقول الأب في حديثه لمصراوي: "معرفتش أروح بابني فين شلته من المركز الطبي ميت، وكنت بكمل علشان يمكن يعيش، ودخلته غرفة الجراحة والدكتور قال لي شد حيلك يا حاج ابنك مات".
لم يتحمل الوالد تلك الكلمات التى سمعها من الطبيب فانهار من البكاء على فراق نجله الوحيد، ثمٌ حمله إلى مشرحة المستشفى وبعد يومين تم دفنه في مقابر العائلة في الحوامدية.
يكمل الأب بصوت حزين: "ابني قبل ما يموت كان متصل بيا وكان بيقولي إيه يا معلم مش ناوي تنزل الشغل ولا إيه"، يردد الأب المكلوم وهو جالس في منزله يستقبل أقاربه "كان ضهري اللي بتسند عليه أنا مش مصدق إنه اتقتل".
داخل الشقة تجلس الأم بملابسها السوداء تحتضن صورة ابنها "رشدي" والدموع لا تفارق جفنيها تردد كلمات مؤلمة أمام ابنتيها: "كان بيقولي يا أمي مش عايزك في يوم زعلانة.. أنا كان نفسي أفرح بيه وأشوفه عريس، حضرت جنازته قبل فرحه.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كسر قلبي على ضنايا".
يقطع الأب كلام زوجته: "لو ابنى بيشرب مخدرات أو بيمشي مع ناس مش كويسه أنا مش عايز حقه ولا دمه، كان بيتكفل بالغلابة وبيفطر الصائمين في رمضان، أنا عايز أعرف ابني اتقتل ليه؟!" مكرراً "أنا مش هاخد عزاء غير لما القضاء يجيب حقه، إحنا ناس في حالنا ومش بنحب المشاكل".
يقول "حامد. ع"، شقيق الضحية من والده، يوم الواقعة كان أشرف ابن خالته الضحية يقف على طريق ينتظر وسيلة مواصلات تنقله لمكان ما، فوجد دراجة نارية "توك توك" وبها أحد الركاب، أثناء سير قائد المركبة حدثت مشادة بين أشرف والمسجل خطر على توصيله قبل الراكب الآخر، وانتهى الأمر على ذلك.
وأضاف أن السائق وقف أمام بنزينة ونشبت مشادة كلامية أخرى بينهما تدخل "رشدي"، لفض المشادة بين الطرفين وانتهى بالتصالح، وقبل مغادرة المسجل خطر من أمام الجراج -محل الواقعةـ تحول الأمر لمشاجرة دموية على أثرها اتصل "محمد" بشقيقه أحمد: "تعالي أنا بتخانق عند المغسلة" بعد دقائق حضر المتهم وفي جيبه مطواة، وطعن شقيقي بـ3 طعنات أودت بحياته في الحال".
وطالبت الأسرة بتطبيق العدالة القضائية والقصاص "إحنا ناس مش بناخد تارنا وراضيين بالقضاء، ابننا وحيد ولسه مفرحناش بيه".
تلقى رئيس مباحث قسم شرطة الحوامدية، بالجيزة، بلاغا يفيد بمقتل شاب على يد سائق وشقيقه بنطاق المركز، وبانتقال قوة أمنية إلى مكان الواقعة محل البلاغ والفحص تبين مقتل "رشدي عبد الفضيل" ٢٣ عامًا، فتم نقله إلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بدفن الجثمان بعد توقيع كشف الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة وإعداد تقرير مفصل حول الجثة.
ضبط رجال المباحث الجانيين بعد تحديد هويتيهما، وعثر بحوزتهما على السلاح المستخدم في الجريمة مكان اختبائهما، واعترفا بالجريمة.
وأفادت تحريات رجال المباحث الأولية بنشوب مشاجرة بين ابن خالة الضحية ومسجل خطر وشقيقه، على إثرها تدخل المجنى عليه لفض المشاجرة فقتل غدراً بـ"مطواة"، على يد شقيق السائق. وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية وتباشر النيابة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: