انفجارات ونيران في دار السلام.. الناجي الوحيد من عمال مخبز السلام يروي تفاصيل ما حدث
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتب- رمضان يونس:
مع دقات السادسة صباح يوم الاثنين الماضي، استيقظ محمد جابر "عامل فرن"، ارتدى ملابس العمل الرثة الذي اعتاد عليها، ومع لحظة وصوله بدأ الشاب عمله بالوقوف أمام سير الفرن كروتين عمله المعتاد، ثم العودة إلى منزله بالمساء، ألا أنه في ذلك اليوم حدث ما لم يكن متوقع، تسربت النيران من مكابس أنابيب الغاز بالمخبز، ما أدى إلى انفجارها في اللحظة ليفارق 4 عمال في طرفة عين الحياة فيما نجا محمد وحيدا.
"في لحظة ماتوا قدامي ومعرفتش أنقذ منهم حد"، يقولها محمد جابر، الناجي الوحيد من عمال المخبز الـ 5، لا تفارق ذاكرته المشاهد المأساوية التي رآها لحظة اندلاع الحريق ومحاولاتهم الفاشلة هو وزملاؤه للبحث عن أي الحلول للنجاة من الموت والهروب من ألسنة النيران التي كانت أشبه بالجحيم: "كنا نصرخ بأعلى صوت للناس اللي بره يمكن حد يساعدنا"، لكن دون فائدة، ليلفظ كل زملاؤه أنفاسهم الأخيرة بعد صراع مع الموت: "أصعب حاجة في الدنيا لما حد يموت قدام عينيك"، يقولها الشاب، بلهجة حزينة.
"فجأة لقينا النار محاوطة كل المكان"، يستكمل محمد صاحب الـ 30عاما، والذي يعمل في مهنة "فران"، منذ صغره لمساعدة والده في المصاريف اليومية، يسرد تفاصيل ما حدث، مع الساعات الأولى انشغل العاملين بالمخبز كلا منهم في مهامه، بعضهم في تجهيز العجين وآخرون يتابعون تقطيع الخبز ووضعه على طاولة خشبية ثم وضعه على سير الفرن، ومع عملهم يتبادلون الأحاديث المعتادة بينهم "كان واحد مننا هيجوز بنته على العيد"، ليتغير الحال في لحظة من الزمن، عقب تسرب النيران "أول ما الأنبوبة انفجرت فضلنا نجري من مكان لمكان".
أمام المخبز الذي اندلع به الحريق، الكائن بمنتصف شارع لاشين بمنطقة دار السلام، كان الهدوء هو سيد الموقف، إلا من برك مياه الحريق السوداء، و بقايا أخشاب متناثرة في أماكن متفرقة، أسقف متشقق وجدران متهالكة يطغوا عليها السواد، هذه آخر ما تبقى من آثار انفجار 3 أسطوانات غاز.
"كنت نايم وصحيت على صوت الصراخ في كل مكان"، يقول عمرو اللبان، الذي يقيم في إحدى الشوارع القريبة للمخبز، في الوقت الذي كانت فيه السنة النيران تتصاعد، كان الشاب غارقا في نومه بعد يوم عمل شاق طويل، ليستيقظ على أصوات صراخ واستغاثات من بعض الجيران المحيطين له "طلعوا الناس اللي جوه المخبز"، لم يدري الشاب ماذا يفعل حينها، هرول مسرعا صوب الحريق "لما نزلت لقيت النار طالعة من كل مكان ومفيش أي صوت للعمال.
"لسه شغال في الفرن من أيام"، يقول محمد، الذي بدأ عمله في ليلة الخامس من شهر رمضان بعدما اتفق مع "أيمن"، صاحب المخبز الذي نشب به الحريق على العمل، وذلك عقب خلاف بينه وبين صاحب إحدى المخابز الأخرى "في المخبز التأني اختلفنا على اليومية رحت مشيت"، ليبدأ العمل مع "أيمن"، ولم تمر أيام حتى حدث الحريق.
"الحمد لله أن ابني نجا من الموت"، تقولها والدة محمد الناجي الوحيد من العمال، تصف احساسها عندما أسرعت إليها حفيدتها عقب صوت الانفجار الذي هز أرجاء الشارع لتخبرها بما حدث: "جات تجري ليا تقولي يا ستي عمي مات في المخبز"، نزل الخبر عليها كالصاعقة، تصف الأوقات الصعبة التي مرت بها عندما كان ابنها داخل المخبز وألسنة النار تشتد من وقت إلى آخر "الناس كلها تصرخ ومحدش عارف يدخل"، لترد إليها روحها عندما علمت بأن ابنها هو الناجي الوحيد "لما شوفته حي سجدت لربنا".
روى عدد من السكان بشارع لاشين مصطفى اللبان بدار السلام، تفاصيل حريق مخبز ما أسفر عن مصرع 4 عمال بداخله.
وقالت "ر. ل"، إنها كانت بمنزلها الذي يقع في المنزل المقابل للمخبز، وقت الحريق، حيث فوجئت بسماع صوت عدد من الانفجارات المتتالية، وعرفت بعدها إن هذه الانفجارات ناجمة عن انفجار أنابيب الغاز المتواجدة بالفرن، الذي يفتقد لكل إجراءات الأمن الصناعي.
وتابعت، أن عدد العمال الذين تواجدوا لحظة اشتعال الحريق، كانوا خمسة بالإضافة إلى صاحب المخبز، حيث كان العمال الـ 4 داخل المخبز، وعندما انفجرت الأنابيب واشتعلت النيران، اندفعوا إلى الحمام للاختباء من النيران، حيث لم يستطيعوا الفرار للخارج بسبب ارتفاع ألسنة اللهب.
وأضاف، "م.ع"، شاهد عيان، أنه تم انقاذ العامل الخامس لأنه كان بالقرب من باب المخبز، كما نجا صاحب المخبز من الحريق،
وكشف شاهد العيان عن أقسى لحظات الحادث، حيث قال أن عندما تم الانتهاء من إطفاء الحريق، قمنا بالبحث عن العمال المتواجدين في الداخل فعثرنا عليهم مختبئين داخل الحمام وقد لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
واستكمل:"المنظر الأبشع والأصعب علينا كلنا لما دخلنا لقينا 2 عمال كانوا حاضنين بعض من الرعب من النيران، وماتوا في حضن بعض وتفحمت جثثهم".
أمرت نيابة دار السلام، بانتداب المعمل الجنائي؛ لمعاينة موقع حريق مخبز بدار السلام، لبيان أسباب الحريق.
واستدعت النيابة عددا من شهود العيان لسماع أقوالهم، واستعلمت من حي دار السلام عن حصول مالكه على ترخيص من عدمه.
وكانت الحماية المدنية بالقاهرة سيطرت على حريق اندلع الاثنين الماضي، في مخبز سياحي ما أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة عامل.
فيديو قد يعجبك: