رسالة وزراء الداخلية العرب بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات: فرصة لاستذكار شهداء الواجب
كتب- علاء عمران:
أصدرت الأمانة العامة لمجلس الداخلية العرب، اليوم السبت، رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
وأضافت الأمانة في بيان لها: "يحتفل العالم العربي، إلى جانب الأسرة الدّولية، في السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام، باليوم العالمي لمكافحة مشكلة المخدرات".
ويمثل الاحتفالُ بهذه المناسبة، فرصةً لاستذكار شهداء الواجب، الذين قضوا في مواجهات مع عصابات الإجرام الشريرة التي تسعى جاهدةً لإفساد المجتمعات وتدميرها من خلال الترويج لسمومها الفتّاكة.
ويقفُ رجالٌ عاهدوا الله، وعاهدوا أوطانهم وأمّتهم، على أن يكونوا سدّاً منيعاً أمام هذه المخدرات ومكافحتها، يقفون بشموخٍ وإباء، ويبذلون الغالي والنّفيس، لدرء أخطار المخدرات عن أوطانهم، فالرحمةُ لمن قضى نحبَه منهم، وكلُّ الدعم والتأييد والمساندة لمن ما زال منهم يحرس الثغور بقلبه وضميره وسواعده.
ويمثل الاحتفالُ بهذا اليوم أيضاً، مناسبةً لنقف وقفة تأمّل بما آلت إليه الأمور في هذه الحرب الضّروس، ونستقي منها العبر والدروس، فنعرف أين أصبنا، فنزيد العزم والإصرار على المواجهة، ونعرف أين ينبغي بذل المزيد من الجهد، لنعزّز الإنجازات ونتبادل فُضلى الممارسات، وأهم التجارب والنجاحات.
وللأسف فإن المخدرات باتت تُشكّل إحدى أخطر وأعقد المشكلات التي يشهدها العالم المعاصر، بالنظر لآثارها السلبية العديدة، وما يرتبط بها من انعكاسات على الصحة العامة للواقعين في براثنها، وما تفرضه على ذويهم من مآسٍ ومشكلات جمّة، فضلاً عن تأثيراتها السّلبية الأخرى على مجمل الواقع الاقتصادي والاجتماعي في الدول، والنّيل من جهودها في السير قُدُماً نحو الرّفاه والاستقرار.
والأشد والأنكى أن يترافق انتشارُ هذه الظاهرة وتزايدها، مع ما شهدته المنطقة العربية، والعالم بأسره، من تفشٍ لجائحة كورونا (فيروس كوفيد-19) الذي شلّ الحياة العامة، لبعض الوقت، في معظم أرجاء العالم، ولم تكد تسلم من نتائجه أيُّ دولةٍ أو إقليمٍ على الإطلاق. ففي الوقت الذي كانت الدول والمجتمعات تبذل كلّ ما في وسعها، لتجاوز المحنة، والحدّ من تفشّيها، والتقليل من آثارها على الفرد والمجتمع، كانت عصابات الإجرام المنظم، تبذل قُصارى جهدها لاستغلال الظروف القائمة في الترويج لبضاعتها القاتلة، بشتّى الأساليب والطرق، لا سيّما عبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت).
ثم إن استمرار بعض الاضطرابات والصراعات السياسية والاجتماعية، في بعض بقاع العالم، برغم تفشّي الجائحة، وانشغال الأجهزة الأمنية في مواجهتها، عزّز من توافر الأرض الخصبة لنشاط العصابات الإجرامية المنظمة المختلفة، وتغلغلها، مستغلةً الأوضاع السائدة لصالحها في توسيع وزيادة أنشطتها غير المشروعة، وخاصةً عمليات المتاجرة بالمخدرات، التي توفر أموالاً طائلةً يتم توظيفها لتمويل نشاطاتها الإجرامية المختلفة الأخرى، في حلقةٍ متصلةٍ من الشرّ والشيطانية، يُضاف إلى ذلك ما طرأ على الساحة الدولية من مستجداتٍ في مجالات المخدرات بجوانبها المختلفة، زراعةً وإنتاجاً وتهريباً، والتي لها تأثيراتها المباشرة على الساحة العربية برمّتها.
فيديو قد يعجبك: