جريمة الحي الشعبي".. القصة الكاملة لمعركة نص الليل الدامية بالمرج (فيديو وصور)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- رمضان يونس:
الثانية عشرة منتصف ليل الأربعاء، كانت منطقة المرج على غير العادة؛ إذ شهدت جريمة مأساوية أصبحت حديث الأهالي في شوارع الحي الشعبي وهشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب مشاجرة حدثت بين عائلة صعيدية وإحدى الأسر، تدخل على أثرها "حسين السميطي"، كبير المنطقة لفض المشاجرة لتهدأ الأمور. ولكنه نال جزاء ما عمله بعيار ناري أطلقه أحد المتهمين سقط قتيلا وسط أسرته، فيما أصيب نجله "أسامة"، وشقيقه "صلاح" بذات السلاح وهما يصارعان الموت داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الدمرداش.
"الناس كلها كانت بتجري وضرْب النار مش عارفين جاي من أي مكان"، يقولها "م. ح"، شاهد على الواقعة، ويسرد تفاصيل الفاجعة التي وقعت أمام أعين الجميع منتصف ليل الأربعاء الماضي. معقباً أن بدايتها مشادة بين أحد العاملين بمحل عصير قصب يتبع لـعائلة صعيدية، وأسرة بالمنطقة بسبب معاكسة ابنتهم من قبل أحد العاملين بمحل العصير، فتصاعدت الأمور بين الطرفين، ونشبت بينهما مشاجرة، تعدى كل منهما على الآخر بالألفاظ النابية والضرب.
في نشاط وهمة تدخل "حسين السميطي" ليحل المشكلة وطلب منهما أن يعقدوا جلسة صلح، بعدما استمع للطرفين وعلى أثرها أخطأ أصحاب المحل، وطلب إليهم الاعتذار لأسرة الفتاة كونه جار المتهمين ومعروفا بين سكان المنطقة بأنه مصلح اجتماعي "كان بيحل أي مشكلة ومكانش بيقبل الغلط على اي حد في المنطقة".
قبل أصحاب المحل والأسرة أن يعقدوا جلسة صلح عرفية، وأثناء جلسة حضر عدد من أقارب المشكلة ونشبت مشادة أخرى رفض "حسين السميطي" تدخل أهله كونهم طرفا مصلحا وليس لهم طرف في الخلافات: "لقيت ناس نازلين من المترو ومعاهم سلاح وببص كده لقيت ضرب النار اشتغل وطلقة عدت من فوق راسي".. هذه الكلمات يكملها الشاهد في حديثه لمصراوي.
يتابع جار الضحية حديثه: "واحد كان لابس عمه طلع الطبنجة من الجلابية وضرب حسين بالرصاص قدامي"، وبعد أن أطلق النيران على المجني عليه، أصاب نجله وشقيقه بطلقات أخرى. ذهب الجاني للمحل المجاور لمحل الضحية وأخذ شنطة بلاستيك لكي يخفي بها سلاح الجريمة: "أخوه كان بيدافع عنه وهما كانوا بيضربوا فيه بعد ما قتلوه".
" كنت نايمة وصحيت على صوت ضرب النار".. بهذه الكلمات بدأت جارة الضحية تروي تفاصيل ما حدث أمام باب مترو المرج، "نزلت الشارع لقيت الناس كلها بتصرخ ولقيت جاري حسين غرقان في دمه"، تتابع السيدة أن المجني عليه كان حسن السمعة في المنطقة ولدية شعبية كبيرة "باني جامع في المرج وكان بيراضي الفقراء والأيتام".
يكمل الجار حديثه لمصراوي: "اتصلت بالشرطة والإسعاف، وصورتهم بتليفوني هما وبيتقتلوا غدر"، مستكملاً أن الضحية ليس طرفا في المشاجرة " كان عايز يصلحهم على بعض راحوا ضربوا بالنار وش لوش".
بوجه حزين ودموع لم تتوقف ظلت شقيقة المجني عليه تصرخ وتردد كلمات مؤلمة وسط حشد كبير من الأهالي أمام منزل الضحية: "كان رايح يصلحهم ضربوه بالنار هو وابنه وأخويا التاني بين الحيا والموت"، تتذكر السيدة الخمسينية مواقف حدثت مع شقيقها "كان بيدبح جمال وبيوزع على الغلابة إزاي أخويا يموت بالشكل ده".
"لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله"، وسط هتافات مؤثرة شيع الآلاف من الأهالي جنازة "حسين السميطي"، بمسجد البقلي بالمرج الشرقية، وتم دفن الجثمان بمقابر العائلة بذات الناحية.
الأحزان والهموم كست وجوه أسرة السميطي بالمرج، وانطفأت أنوار الفرحة في قلوبهم، يتألمون لفراق الضحية في أحضان الأسى والاكتئاب، ويعيشون لحظات صعبة في صدمة وبكاء، جميعهم يطالبون بالقصاص من الجناة.
تعود أحداث الواقعة عندما تلقي رئيس مباحث قسم شرطة المرج بالقاهرة، بلاغا من الأهالي يفيد بوجود مشاجرة بين الأهالي ووجود قتيل ومصابين، وانتقلت قوات الأمن لمكان الواقعة محل البلاغ وتم نقل الجثمان والمصابين إلى المستشفى وفرض رجال الأمن كردوناً أمنيا بمحيط الجريمة منعاً لتجدد المشاجرة مرة أخرى.
وبتفريغ كاميرات المراقبة تمكن رجال الأمن من ضبط متهمين من طرفي المشاجرة، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة لتفريغها وتحديد هوية باقي المتهمين لضبطهم.
ونفى مصدر أمني بوزارة الداخلية في بيان رسمي ما تم تداوله "فيس بوك"، بشأن وفاة 6 أشخاص، وإصابة 3 آخرين خلال مشاجرة بين عائلتين بمنطقة المرج بالقاهرة، وعدم تواجد الأمن بالمنطقة محل الواقعة، وأن أحد أطراف المشاجرة تم التعدي عليه ووفاته في وجود الأمن عارٍ تماماً من الصحة، وقد أمكن تحديد القائمة على الحساب المشار إليه وضبطها، وبمواجهتها أقرت بنقلها الأخبار المتداولة في المنطقة محل سكنها دون العلم بصحتها من عدمها.
فيما جدد قاضي المعارضات بمحكمة جنح المرج حبس 6 أشخاص في "معركة المرج"، 15 يومًا على ذمة التحقيقات في الواقعة التي أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة 5 آخرين.
وتوصلت التحقيقات، وفق بيان صادر رسمي عن النيابة العامة، إلى أن سبب وقوع الشجار هو معاتبة واحد من العائلتين شخصًا من الأخرى لتعرضه لسيدة من ذويه، وإخفاق محاولات الصُّلح بين الطائفتين، فقامتْ إحداهما بإعداد الأسلحة النارية والبيضاء للتعدي على الأخرى وقتل مَن فيها.
فيديو قد يعجبك: