إعلان

الموت بالدور.. ماذا حدث في فاجعة "غلاية الزيت" بأبو رواش؟

10:19 م الأحد 15 أغسطس 2021

غلاية الزيت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

أحمد أزهري، شاب سوداني لم يكمل عقده الثالث بعد. حضر إلى أرض المحروسة فارا من ويلات الانقسام الذي ضرب بلاده، بحثًا عن فرصة تعمل تعينه على متطلبات الحياة. ساقه القدر إلى مصنع بات مصدر رزقه وملاذه للنوم في المساء لكنه لم يدر بأنه سيكون شاهدا على المشهد الأخير في حياته بطريقة مأساوية.

قبل أن تنسدل أشعة الشمس خلف الغيوم معلنة قدوم المساء كانت منطقة أبو رواش الكائنة بمركز كرداسة شمال الجيزة على موعد مع حدث جلل تصدر محركات البحث، أمس السبت.

صرخات استغاثة تحولت معها القطعة 24 بالكيلو 128 إلى مقصد رجال الشرطة والحماية المدنية وتحديدا مصنع لإعادة تكرير الزيوت وتصنيع الشحوم.

داخل مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة دوت سارينة الإنذار معلنة تحدٍ جديد. الكل ارتدى بدلته ذات اللون الكحلي قاصدين محل بلاغ ورد للتو عبر جهاز اللاسلكي وشرطة النجدة بسقوط عمال مصنع داخل "غلاية زيت".

في توقيت متزامن انطلق العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة شمال أكتوبر، والرائد معتصم رزق رئيس مباحث كرداسة، صوب المكان لجمع التحريات والوقوف على ماهية الحادث.

منذ الوهلة الأولى بدت الصورة واضحة أمام قيادات الأمن. دقائق قليلة كانت كفيلة بوقوع كارثة أودت بحياة 5 أشخاص تباعا. عمال جُل ذنبهم العمل داخل منشأة بدون ترخيص -تعمل منذ عامين- فدفعوا حياتهم الثمن.

مع ارتفاع درجات الحرارة حدث عطل في أحد المواسير داخل خزان الزيت. عمد أحمد أزهري صاحب الـ28 عاما إلى إصلاحه إلا أنه اختل توازنه بفعل الزيت ليسقط في "غلاية" ارتفاعها 5 أمتار.

لم يكد يطلق الشاب صرخات استغاثة حتى حاول زملاؤه مد يد العون له لتزداد الأمور سوءا. سقط العمال واحدا تلو الآخر. فارق 3 عمال وشريك بالمصنع ونجل آخر الحياة غرقا بعد فشل محاولات إنقاذهم.

بعد معاينة سريعة للمصنع الواقع على مساحة 2000 متر ويضم 18 عاملاً، وجه اللواء جابر بهاء مدير الحماية المدنية بالجيزة، فرق الإنقاذ بالتأكد من فصل "الغلاية" ومن ثم استخدام الحبال لاستخراج الجثامين ليخبره كبير العمال "ربنا رحيم بيهم ان الغلاية مكنتش شغالة كان زمان جثثهم اتحرقت".

وتبين مصرع كل من عمر محمد 31 سنة سوداني الجنسية، سعيد عبد التواب 43 سنة شريك بالمصنع مقيم الفيوم، أحمد أزهري 28 سنة سوداني الجنسية، محمد بكر 25 سنة مقيم المنيب ومحمد عابد 53 سنة نجل أحد شركاء المصنع سعودي الجنسية.

مع انتهاء الفصل الأهم في القضية ونقل الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، ألقى ضباط المباحث بقيادة العقيد علي عبد الكريم وبمشاركة الرائد أحمد فايز معاون مباحث كرداسة، القبض على "عابد. ف.ا." 73 سنة شريك بالمصنع مقيم أكتوبر (سعودي الجنسية) و"أحمد. م.ر." 38 سنة شريك بالمصنع مقيم الفيوم.

حالة وجوم سادت وجوه الحضور، صمت ممزوج بحسرة أطبق على المشهد. صب العمال غضبهم على ملاك المصنع على تهاونهم في تطبيق معاير السلامة والأمن الصناعي "استهتروا بأرواحنا وفي الآخر زملائنا دفعوا التمن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان