"ليلة ذبح الحاجة سلمى وحفيدتها".. طليقة المتهم تروي تفاصيل مذبحة بولاق الدكرور
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- رمضان يونس:
لم تكد تمر 7 ليالٍ على انفصال "نعيمة مجدي" ذات العشرين عامًا عن زوجها "محمد وليد"، بعدما رزقهما الله بطفلتين لم يكملا عامهما الثالث. هاتف ذو الـ25 عامًا حماته "سلمى. م"، لرؤية طفلته الرضيعة "فريدة"، وسداد دفعة من القرض الذي اقترضته له السيدة من أحد البنوك لمساعدته على تأجير مسكن وإقامة مشروع يوفر قوت طفلتيه وزوجته قبل طلاقه ابنتها منه.
انقض الشاب عليها غدرًا بسكين أنهى حياتها وألقى رضيعته في المياه بعدما قتلها هي الأخرى، ثم تركهما جثتين بترعة الرشاح في الطريق الأبيض ببولاق الدكرور: "أمي وبنتي اتدبحوا علشان 165 جنيه!".
المجني عليها "سلمي. م"، عُرفت وسط جيرانها بالطيبة والاحترام، لكنها نالت جزاء ما عملت لطليق ابنتها، إذ قتلها غدرًا رفقة حفيدتها في طريق مُظلم بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة: "كان عايش في شقتها سنتين هو ومراته.. أول ما اتسجن كانت هي بتصرف على عياله.. في الآخر يعمل فيها كده المجرم ده؟"، تقولها جارة الضحية.
بحسن نية خرجت السيدة الخمسينية بعد صلاة العشاء من منزلها القاطن بمنطقة القصيرين بالقاهرة الثلاثاء الماضي، متجهة لمدينة بولاق الدكرور بالجيزة، بعدما طلب محمد والد الرضيعة رؤية طفلتيه "سجدة وفريدة"، ولكنها لم تأخذ سوى "فريدة" ابنة الـ7 أشهر؛ ليسدد لها مبلغًا ماليًا قدره 165 جنيهًا دفعة قرض: "هو كان عايزني أروح أقابله علشان يقتلني أنا وبناتي".. تقولها نعيمة طليقة المتهم.
بعد ساعة من خروج الحاجة "سلمي" وحفيدتها فريدة أغلق هاتفها حتى منتصف الليل، الأمر الذي دفع نجلها الوحيد "أسامة"؛ للبحث عنها بعدما أخبرته شقيقته أن والدته لم تعد حتى الآن من منزل محمد طليق شقيقتها نعيمة. هاتفت الأسرة والد الأطفال للاطمئنان على الجدة والرضيعة، لكنه لم يعطهم قولًا صحيحًا حول اختفائهما فجأة: رد علينا.. قال: "مش عارف هما راحوا فين.. اسألوا عليهم ممكن يكونوا تاهوه".
لم تتوقف رحلة البحث عن "الجدة وحفيدتها الرضيعة"، في المستشفيات حتى الثامنة صباح الأربعاء، "آخر مرة كلمتني قالت لي إنها رايحة مع محمد البيت أجيب منه فلوس القرض"، تضيف طليقة المتهم.. أثناء بحث الأسرة عن السيدة وحفيدتها في منطقة بولاق الدكرور قابلهم أحد أصدقاء "محمد"، أخبرهم أنه قتل السيدة وطفلته في الطريق الأبيض، وألقى جثمانهما في ترعة الرشاح: "أخويا بلغ الشرطة على طليقي.. واعترف إنه هو اللي قتلهم بالسكين.. وكاميرات المراقبة سجلت كل ده".
تضيف والدة الضحية لـ"مصراوي": "محمد أوهم أمي إنه هيديها فلوس القرض.. وركبها على الفيزبا هي وفريد وقتلهم ورماهم في الترعة.. انتقم منهم علشان هو كان عايز يقتلني أنا وبناته.. بس دبح أمي وبنتي علشان يحسرني عليهم.. حسبي الله ونعم الوكيل.. اتنين راحوا علشان فلوس القرض".
قبل 4 أعوام تزوجت "نعيمة مجدي"، من شاب يكبرها بـ5 سنوات، انتقلت الزوجة للعيش رفقة شريك عمرها داخل شقة سكنية بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة، رُزقا الزوجان بطفلتين، سجدة ذات العامين وفريدة -الضحية- التي لم تكمل سنتها الأولى.
بداية حياتهما كانت الأمور هادئة تسير على وتيرة واحدة، الأب يعمل بائع ملابس، والأم ترعى شئون بيتها وأطفالها: "أول ما جه يخطبني قالهم إنه يتيم.. وبعد كده اتجوزنا اكتشفنا إن أمه بتبيع هيروين ومسجونة في قضية مخدرات، وأخوه لسه مقتول من شهرين في ـ الطريق اللي قتل فيه أمي وبنتي ـ علشان الحشيش".
بعد سنة من زواجهما سُجن "محمد"، في قضية مخدرات، ما دفع نعيمة وطفلتها سجدة لترك الشقة الإيجار والعيش في منزل والدها.
مطلع 2018 الماضي خرج الزوج بعدما قضى مدة عقوبته. ولكنه لم يكن له مسكن يأويه هو وزوجته وطفلته، الأمر الذي دفع "سلوى"، أن تجبر ابنتها وزوجها أن يقطنا معها داخل مسكنها حتى يوفر شقة له: "كانت بتروح تزوره في السجن وأول ما طلع قعدته في شقتها.. في الآخر يعمل كده معاها".
داخل شقة ضيقة في عقار بشارع قطب الزناري منطقة الزاوية الحمراء عاش "محمد وزوجته"، في منزل حماته قرابة ثلاث سنوات، حتى منتصف يوليو الماضي بعدما فشلت الزوجة في منعه من إدمانه للمواد المخدرة "هيروين".
غادر الشاب منزل والدة زوجته واستقر في منطقة بولاق الدكرور موطنه الأصلي، أول أغسطس الجاري طلبت نعيمة الطلاق من زوجها كونه لم يعمل ويدمن المواد المخدرة، مساء الخميس طُلقت العشرينية: "كنا بنام في شقة واحدة.. وأمي كانت بتصرف عليه بس هو كل همه يشرب هيروين".
في نهاية الحديث طالبت الأسرة القضاء المصري بتطبيق القصاص العادل على المتهم: "بنتي وأمي اتدبحوا علشان 165 جنيه.. مين هيجيبلي حقهم".
كان تلقى مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا من ربة منزل يفيد بقتل طليقها لوالدتها وابنتهما وإلقائهما في الرشاح بدائرة قسم الشرطة، وأضافت محررة البلاغ أنها مقيمة في منزل والدتها بمنطقة الزاوية الحمراء، وأن والدتها حضرت إلى بولاق لمقابلة طليقها، وبصحبتها طفلتها الصغيرة فريدة 7 أشهر.
وتابعت أن والدتها لم تعد إلى المنزل مرة أخرى رغم مرور أكثر من 9 ساعات منذ خروجها من المنزل، وبالاتصال بطليقها أكد أنه قتلهما، وألقى جثتيهما في الرشاح بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور.
وأضاف أنه كان يريد أن يقتلها معهما، ولكن لحسن حظها لم تحضر معهما، وعقب تقنين الإجراءات جرى ضبط المتهم، وبمواجهته بما جاء في أقوال طليقته أيد ما جاء في المحضر، واعترف بارتكابه الواقعة، وأرشد عن مكان الجثتين والسلاح المستخدم في الواقعة، كما أمرت النيابة العامة بالجيزة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجار اتخاذ الإجراءات اللازمة.
فيديو قد يعجبك: