"أنقذ بناته ومات".. قصة رحلة عائلية انتهت بغرق الأب في مطروح (فيديو)

كتب ـ رمضان يونس:

لم يتوقع "محمود"، أن مكالمة والدته له ستكون آخر مكالمة له على قيد الحياة، إذ تعرضت أسرة الأربعيني للسحب من الأمواج العالية على شاطئ بمطروح الهادئة أثناء نزولهم للاستحمام في مياه البحر وقت الظهيرة، هب الأب مفزوعًا من على الرمال وأنقذ ابنته وزوجته من الغرق ولكنه لم يقاوم الأمواج ولقي مصرعه أمام بناته وزوجته دون أن ينقذه أحد منهم: "كنت حاسه أن ابنى هيموت.. كنت بقله خلي بالك يا محمود لتغرق".. تقولها والدة الضحية لمصراوي.

عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة وحصول رب الأسرة على إجازة من عمله قرر الذهاب لمدينة مرسي مطروح، فجر الجمعة توجه "محمود" بسيارته لقرية سياحية بمنطقة أم الرخم "قلي يا أمي رايح أفسح العيال وهاخد بنت أختي معايا أفك عن نفسيتها بعد نتيجة الثانوية"، قضي محمود ليلة واحدة رفقة أسرته حتى ظهر اليوم الثاني غرق في مياه البحر بعدما أنقذ أسرته من الموت: "ابني ملحقش يتفسح جالنا تاني يوم ميت" حسب تصريحات للأم.

في نهار الأحد قبل الماضي تلقت شقيقة "محمود" اتصالا هاتفيا لم يصر الشابة بعد" كنت في شغلي جاني تليفون بيقولولي تعالي على مطروح حالا"، لحظة ذهول ودهشة عاشتها الثلاثينية، خرجت من عملها فور سماعها المكالمة الطارئة متجهة لمدينة مطروح "وصلت مطروح ومكنتش عارف إية اللي حصل في معاهم عرفت أن أخويا مات غرقان".

تقطع الأم المكلوم كلام ابنتها في بث مباشر لـ"مصراوي": "كنت حاسه أني ابني هيموت.. قلتله يابني خلي بالك لتغرق ردت عليه أخته؟! هو في حد بيغرق في مطروح يا أمي"، لم يمر سوى ساعات حتى نزل خبر وفاة ابنها كالصاعقة: "ابني ملقيش حد ينقذه.. إزاي قرية سياحية مفيهاش طواري أو إسعاف أو منقذين".

تقول منة، ابنة شقيقة "محمود" لمصراوي: "صحينا الصبح قعدنا شوية على البحر ومنزلناش علشان الأمواج كانت عالية في البحر"، وقت الظهيرة هاتف صاحب القرية محمود وأخبره ينزل البحر "قالنا الموجة هديت شوية وينفع تنزلوا دلوقتي"، نزلت الأربعيني وأسرته المياه ولكن لم تهدأ الأمواج حتي سحبت ابنتيه زوجته :"لقينا الرمال بتتسحب من تحتينا .. طلعنا على الصخرة.. وخالي الموج سحبه بعيد لحد ما غرق".

استغاثات باءت بالفشل وصرخات لم يسمعها أحد لإنقاذ محمود من الأمواج العالية حتي لفظ أنفاسة الأخيرة أمام أسرته "شوفت خالي بيموت قدام عنيا ومحدش قدر يلحقه من الميه"، بعد لحظات خرج رب الأسرة من وسط البحر، اصحبته سيارة الإسعاف للمستشفى لكنه فارق الحياة قبل الوصول:" كان ماسك ايد بنته وهو بيموت ".