ساعتان في حياة رجل الأعمال محمد الأمين بقضية الاتجار في البشر - (وقائع من الجلسة السابقة)

كتب - صابر المحلاوي وأحمد عادل:

تستكمل محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأربعاء، قضية "الاتجار بالبشر" المتهم فيها رجل الأعمال محمد الأمين.

ومن المقرر أن تستمع هيئة المحكمة في جلستها المنعقدة في التجمع الخامس، إلى مرافعة النيابة العامة ودفاع المتهم. ويرصد "مصراوي" في التقرير التالي، أبرز ما وقع في الجلسة الماضية، والتي تحدث فيها المتهم 17 ثانية في جلسة امتد وقتها لساعتين:

وسط حراسة أمنية مشددة حضر المتهم بملابس الحبس الاحتياطي البيضاء وكمامة سوداء، وسط حراسة أمنية مشددة، والتي بدورها وضعته داخل القفص الحديدي المخصص لقاعة المحكمة، ووقف المتهم مستقيم القامة، يده خلف ظهره، مطأطأ الرأس، نظراته لا تتعالى عن قدميه، فيما وحرص عدد من أفراد العائلة على حضور المحاكمة، وجلس 3 من بنات رجل الأعمال أمام قفص الاتهام لمؤازرة والدهن بينما وقف "الأمين" داخل القفص منفردا، في الوقت الذي شهدت وقائع المحاكمة حراسة أمنية مشددة سواء قبل أو بعد جلسة المحاكمة.

الجلسة بدأت ظهر الأحد الماضي بسماع أمر إحالة النيابة العامة والتي جاء منها: أن المتهم استغل ضعف الفتيات بقصد التعدي عليهن جنسيًّا، وتحريض أخرى على ارتكاب تلك الجريمة، وكذا هتك عرضهن بالقوة والتهديد، حال كونه مِمَّن له سلطة عليهن، وتعريضهن بذلك للخطر".

وبسؤال المتهم قبل هيئة المحكمة حول ما جاء بأمر الإحالة أنكر محمد الأمين جميع الاتهامات، قائلا: "لم يحدث أي من الاتهامات نهائيًا، وأنا اتقيت فيهم ربنا، وعملت الأطفال دي زي أحفادي تمام والله العظيم كل ما اتهمت به ظلمًا."

ما إن انتهت المحكمة سماع النيابة العامة والمتهم، بدأت في إدخال الشهود، وقالت الشاهدة الأولى، إنها تعمل مشرفة في دار أيتام بمحافظة بني سويف، مشيرة إلى أن سلوك فتاة من بين المجني عليهن في الدار وتدعى "ملك" غير طبيعي.

وأضافت الشاهدة في أقوالها، أن الفتاة كان سلوكها سيء أثناء فترة تعاملها معي وكانت تتمرد على أي شيء، فضلا عن أنها دخلت لغرفة الفتاة في وقت متأخر من الليل للاطمئنان عليها في حجرتها وتبين أنها تقف في البلكونة بملابس عارية، وكانت تتحدث مع شاب كان في البلكونة اللي في الدور الثاني.

وتابعت، أن هناك فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا وهي أصغر من المجني عليهن روت لها سلوكيات غير طبيعية من المجني عليها "ملك"، وقالتلي: "شوفت بعينيا إنها في وضع مش كويس على السرير مع فتاة أخرى".

فيما قالت الشاهدة الثانية، إنها تعمل مشرفة في دار الأيدي الأمينة، مستنكرة التهم الموجهة لـ"الأمين": "محصلش والاتهامات دي غير صحيحة، وكنت موجودة في الدار ومشوفتش أي حاجة غلط حصلت".

وأضافت، أنه لا توجد أي فتاة من المجني عليهن اشتكت أو أخبرتني بأي شيء بدر من المتهم محمد الأمين، ولم ينفرد بهم المتهم نهائي واحنا بنبقي مرافقين للفتيات خلال 24 ساعة، مشيرة إلى ان "الأمين" لم يعاقب أي فتاة من الدار لأن هناك لائحة في الدار والمشرفة والإدارة هيا اللي بتنفذ العقاب.

وأضافت، أنها كانت تري كل ما يحدث في الدار لأنها كانت تلازم المجني عليهن وكل ما أدلوا به غير صحيح، مشيرة إلى أنه لا توجد أي فتاة من المجني عليهن تقدمت بالشكوى لي من المتهم.

وفي النهاية قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في التجمع الخامس، تأجل محاكمة رجل الأعمال محمد الأمين؛ لاتهامه بالاتجار في البشر، لجلسة اليوم؛ لسماع المرافعة.

يذكر أن المستشار حماده الصاوي النائب العام قد أمر بإحالة المتهم محمد الأمين محبوسًا إلى محكمة الجنايات؛ لاتهامه بالاتجار في البشر- وهنّ سبع فتيات أطفال، وهتكه عِرضهن بالقوة والتهديد، بشهادة ثلاثة عشر شاهدًا، وإقرارات الفتيات المجني عليهنَّ، وما تبين من فحص هاتف المتهم المحمول، وما ثبت بتقارير مصلحة الطب الشرعي، والمجلس القومي للأمومة والطفولة، والبحث النفسي والاجتماعي بوزارة التضامن.

وكانت التحقيقات قد انتهت إلى إيواء المتهم الفتيات المجني عليهنَّ بدار أنشأها للأيتام، واستغلاله ضعفهنَّ وحاجتهنَّ وسلطته عليهنَّ بقصد استغلالهن جنسيًّا، وكان ذلك مصحوبًا بهتكه عرضهنَّ بالقوة والتهديد إرضاءً لشهواته، تحت وطئة تهديده بعضَهنَّ بالضرب والطرد من الدار إذا ما أَبلغن عنه.

وكانت شهادة الشهود الثلاثة عشر ما بين ما شهدت به طالبات بذات الدار، وما شهد به مُجري التحريات بالإدارة العامة لمكافحة الهجرة غيرة الشرعية والاتجار بالبشر بوزارة الداخلية، فضلًا عن شهادة الباحثين النفسيين، والأخصائيين الاجتماعيين، ومأمور الضبط القضائي بوزارة التضامن الاجتماعي، وكذا طبيبة شرعية واستشاريون في الطب النفسي، ومدير صفحة (أطفال مفقودة) بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأقرت الفتيات المجني عليهنَّ بتفصيلات التعدي الذي تعرضنَّ له من المتهم، وأسفر فحص هاتفه عن الوصول لعدد من صوره مع المجني عليهنَّ، وإثبات تواجده بصورة يومية بالدار محل الواقعة في أيام متتالية، وقدم (مدير صفحة أطفال مفقودة) تسجيلًا صوتيًّا لمحادثة بينه وبين بعض الفتيات المجني عليهنَّ أخبرنه فيها عن تفصيلات ما تعرضنَّ إليه.

كما كانت تقارير المجلس القومي للأمومة والطفولة، وتقارير البحث النفسي والاجتماعي من أخصائي وزارة التضامن قد أثبتت معاناة المجني عليهنَّ من اضطرابات نفسية نتيجة الاعتداءات التي لحقت بهنَّ من المتهم.