سلوكيات جنسية واختبارات حروب.. قصة مخدر الأثرياء "الإكستاسي"
كتب - طارق سمير:
نحو 20 ألف قرص من مخدر "الإكستاسي" وقعوا في قبضة جهات الأمن على مدار الـ6 أشهر الماضية داخل مصانع تعده أو محاولات لتهريبه من المطار، أو مع تجار، بينما كانت أخر ضبطية أعلنت عنها وزارة الداخلية القبض على 4 متهمين بحوزتهم 1300 قرص بقيمة 700 ألف جنيه.
وظهر المخدر بين شبابنا قبل نحو 5 أعوام عن طريق الاستيراد أو التصنيع محليًا بعد الوصول للمواد الفعالة له، فيما يروج كثيرًا بين الأثرياء على الأرجح لأن قيمة شراءه باهظة، فشراء 2020 قرصًا عائدهم مليونين جنيه، وفق ما جاء في بيان رسمي سابق لوزارة الداخلية.
فما هو مخدر الإكستاسي؟
الإكستاسي في الأصل تم استخدامه كمادة كيميائية "ميثيلين ديوكسي ميتامفيتامين" وشاع استخدامه كعقار للتجمعات والحفلات، ثم تم استخدامه بعد ذلك من قبل الجيش الأمريكي في اختبار الحروب النفسية ثم اختفى، ليعود للظهور مرة أخرى أكثر قوة في السبعينيات كدواء للعلاج النفسي وبحلول الثمانينيات أصبح إدمان الاكستاسي أمراً شائعاً وأصبح معروفاً بدرجة كبيرة باعتباره أشهر حبوب الحفلات.
وأكد المعهد الوطني لتعاطي المخدرات في أمريكا أنه الإكستاسي دواء اصطناعي يغير الحالة المزاجية والإدراك - الوعي بالأشياء والظروف المحيطة - إنه مشابه كيميائيًا لكل من المنشطات ومسببات الهلوسة، مما ينتج عنه مشاعر زيادة الطاقة والسرور والدفء العاطفي والإدراك الحسي والوقت المشوه، وعادةً ما يأخذه الأشخاص على شكل كبسولة أو قرص، على الرغم من أن البعض يبتلعه في صورة سائلة.
كيف يعمل؟
ويلعب المخدر على مادة الدوبامين بالدماغ التي تنتج طاقة ونشاطًا متزايدًا وتعمل في نظام المكافأة لتعزيز السلوكيات وتزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وهو أمر محفوف بالمخاطر بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
ويؤثر المخدر على مادة السيروتونين في الدماغ التي تسيطر على الحالة المزاجية والشهية والنوم والوظائف الأخرى، ويطلق الهرمونات التي تؤثر على الإثارة الجنسية والثقة والتقارب العاطفي، والمزاج المرتفع، والتعاطف.
وتستمر تأثيرات المخدر حوالي 3 إلى 6 ساعات، على الرغم من أن العديد من المستخدمين يأخذون جرعة ثانية حيث تبدأ آثار الجرعة الأولى في التلاشي. على مدار الأسبوع الذي يلي الاستخدام المعتدل للدواء.
الآثار الجانبية
وتشمل الآثار الصحية السلبية من "الإكستاسي" أعراض كثيرة وهي: الغثيان، تشنج عضلي، صرير الأسنان اللاإرادي
عدم وضوح الرؤية، قشعريرة، التعرق، التهيج، الاندفاع والعدوان، كآبة، مشاكل النوم، القلق، مشاكل الذاكرة والانتباه
قلة الشهية، انخفاض الاهتمام بالجنس والاستمتاع به.
ويمكن أن تؤثر الجرعات العالية من المخدر على قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة. ما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم ويمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل الكبد أو الكلى أو القلب أو حتى الموت.
واستخدام "الإكستاسي" مع السيلدينافيل - فياجرا - قد يشجع على السلوك الجنسي غير الآمن، ويزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز أو التهاب الكبد أو نقلهما.
20.5 مليون شخص تعاطوا "الإكستاسي"
وتبين وفق تقرير المخدرات العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية، أنه في 2018 قدر حوالي 20.5 مليون شخص تعاطوا "الإكستاسي" عالميًا، وهو ما يعادل 0.4 % من سكان العالم في سن 15 - 65 عاما.
ووفق التقرير، ارتفع انتشار تعاطي المخدر نسبيًا في أستراليا ونيوزيبندا 2.2 %، وأمريكا الشمالية 0.9 %، وأوروبا الغربية والوسطى 0.8 %.
منذ عام 2010 كان الإكستاسي - حسب التقرير- أكثر شيوعًا في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، بينما في 2017 بلغ تعاطي المخدر أعلى معدل له في أوروبا الغربية والوسطى، وفي هولندا وبريطانيا كان معدل تعاطي "الإكستاسي" كبيرًا لكنه انخفض مؤخرًا، وزاد في ألمانيا من جديد وانخفض في استراليا بنسبة 67 %
وأكد التقرير أن تعاطي "الإكستاسي" ظل مرتبطًا بأماكن الاستجمام والحياة الليلية مع مستويات تعاطي أعلى نسبيًا في أوساط الشباب.
ونوه التقرير إلى أنه في عام 2018 تعاطى ما يقدر بـ 269 مليون شخص المخدرات في جميع أنحاء العالم مرة واحدة على الأقل في فئات عمرية 15 - 64 سنة، بمعدل واحد من كل 19 فرد تقريبًا.
فيديو قد يعجبك: