"أخويا في الحفرة دي".. كواليس استخراج جثة صبي دفع حياته ثمن الكنز المزعوم
كب - محمد شعبان:
بخطوات متثاقلة وأقدام بالكاد تحمل صاحبها، دلف شخص إلى "الاستيفة" بقسم شرطة بولاق الدكرور غرب الجيزة يطلب مقابلة المأمور لأمر خطير "مسألة حياة أو موت".
اصطحب شرطي الشخص إلى وجهته المنشودة ليقص على مسامع "حكمدار القسم" ما جرى لأخيه الصغير في صحراء المنطقة الأثرية المتاخمة للمتحف المصري الكبير.
تلعثم في الكلام وبطئ في النطق بدا واضحين على مقدم البلاغ ليطالبه المأمور بالتقاط أنفاسه حتى يستجمع قواه ويقص عليه ما حدث وهو ما نطق به لسانه باقتضاب "أخويا مخه حدف شمال.. بقا ينام ويقوم يحلم بالآثار" مضيفا أنه في أثناء تنقيبه عن الكنز المزعوم انهارت الرمال عليه ليسرع بإبلاغ الجهات الأمنية دون تردد.
توجيهات سريعة من اللواء هشام الطماوي مساعد فرقة الغرب بتحرك قوة أمنية بمشارةك عناصر البحث بقيادة المقدم محمد طبلية ومعاونيه الرائد أيمن سكوري والنقيب أحمد عبد الكريم.
انطلقت مأمورية ودليلها شقيق الصغير يرافقهم رجال الإنقاذ البري التابعين للإدارة العامة للحماية المدنية تحت إشراف اللواء جابر بهاء للمشاركة في عملية الانتشال.
"ايوا هنا يا باشا" بصوت جهوري أشار مقدم البلاغ إلى منطقة قريبة من المتحف المصري الكبير لتترجل القوات حتى صاح مرشدهم قائلا "أخويا في الحفرة دي".
عملية دقيقة وشاقة قام بها عناصر الإنقاذ البري كللت بانتشال الجثمان، وتبين أنه عاملا في مشتل يبلغ من العمر 16 سنة، فارق الحياة على أثر انهيار رمال حفرة ينقب فيها عن الآثار خلسة.
استدعى رجال الشرطة سيارة إسعاف نقلت الجثان إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة للتصريح بالدفن مع تكثيف التحريات حول الواقعة.
فيديو قد يعجبك: