هربت من معايرة زوجة أخيها للأبد.. حكاية صيدلانية قفزت من "برج العمرانية"
كتب - محمد شعبان:
داخل مدخل أحد الأبراج شاهقة الارتفاع بشارع طلعت القريب من نفق نصر الدين بشارع الهرم غرب الجيزة، دار حديث حاد بين صيدلانية وزوجة أخيها. جولة جديدة بل أخيرة في المشاحنات بين الاثنتين لطالما تمحورت حول تأخر زواج الطبيبة وتعمد الثانية مضايقتها.
لم يستغرق الأمر سوى دقائق -حسب شهود عيان- انصرفت معها ذات الأربعين عامًا إلى شقتها بالطابق الـ11 لتخرج المشهد الأخير من حياتها بشكل مأساوي.
تجمع الجيران على وقع صوت ارتطام جسم بالأرض. اكتشف الحاضرون الطامة الكبرى بالعثور على جثمان الصيدللانية "نهال.م." تسيل منها الدماء بالجزء الداخلي للبناية "بير السلم".
حاول أحد الأهالي مد يد العون لطريحة الأرض لكن ثان نهره بقوة "متلمسهاش لحد الشرطة ما تيجي.. ربنا يرحمها" لتتم تغطية الجثمان في انتظار وصول رجال الأمن من جهة ومرفق الإسعاف لنقل الجثمان إلى محطته قبل الأخيرة "ثلاجة المشرجة".
روايات متواترة تناقلها قاطنوا البرج حول احتمالية تعرض الطبيبة لمكروه انتهى بها ب"بير السلم" فيقول أحدهم "دي مكملتش دقايق ووقعت من فوق" قبل أن يطرح الثاني سؤالا يحمل بين طياته اتهاما لشقيقها "ماحدش كان معاها فوق غير أخوها".
لم يكد يتلقى اللواء سامح الحميلي نائب مدير الأمن لقطاع الغرب إشارة من شرطة النجدة بالواقعة حتى وجه المأمور بسرعة الانتقال رفقة رجال البحث الجنائي تحت إشراف العقيد عمرو حجازي مفتش فرقة الطالبية والعمرانية؛ للوقوف على ملابساتها.
أولى الخطوات جاءت بفحص جثة المتوفاة وسماع أقوال الجيران الذين أكدوا اعتياد شجار ذات الـ40 سنة وزوجة أخيها بقولهم "دي مش أول مرة".
تحريات الرائد هاني عجلان معاون أول مباحث العمرانية، خلصت إلى تخلص الطبيبة من حياتها قفزا من الطابق الـ11 لمرورها بأزمة نفسية سببها الرئيس معايرة زوجة شقيقها لها على تأخرها في الزواج وعدم وجود شبهة جنائية أو توجيه اتهام لأخيها أو زوجته.
مع اكتمال الصورة، نقلت سيارة الإسعاف الجثمان إلى مشرحة زينهم التابعة لمصلحة الطب الشرعي تحت تصرف النيابة العامة تمهيدا للتصريح بالدفن.
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
فيديو قد يعجبك: