"وزير داخلية بدرجة مثقف".. محطات في حياة رجل المهمات الصعبة اللواء منصور العيسوي
كتب- محمود الشوربجي:
رحل عن عالمنا مساء الإثنين، وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي، بعد صراع طويل من المرض، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من السيرة الحسنة والثقافة والقيادة الرشيدة.
ومن المقرر أن تكون جنازة اللواء الراحل، غدًا الثلاثاء من مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة الظهر، وتلقي واجب العزاء الأربعاء من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس.
"اللواء العيسوي" الذي قبل المهمة الثقيلة وتولى حقبة الداخلية في وقت حساس بعد ثورة 25 يناير وبالتحديد في مارس من عام 2011، لم يكن رجل شرطة عادي، فقد تحمل ضغوطات كبيرة ألقيت على كاهلة في الفترة التي أعقبت الثورة، ومع ذلك لم يتوانى في خلافة اللواء محمود وجدي آخر وزير داخلية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
بعد توليه منصبه بنحو 10 أيام، وبالتحديد في منتصف مارس 2011، أصدر العيسوي قرارًا بإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة بكافة إداراته وفروعه ومكاتبه بجميع محافظات الجمهورية.
اللواء الراحل أعقب قراره بآخر نص على إنشاء قطاع جديد بالوزارة بمسمى "قطاع الأمن الوطني"، يختص بالحفاظ على الأمن الوطني والتعاون مع أجهزة الدولة المعنية لحماية سلامة الجبهة الداخلية ومكافحة الإرهاب، وفقا لأحكام الدستور والقانون ومبادئ حقوق الإنسان وحرياته.
يقول عنه زملائه من قيادات الشرطة "عاش متواضعًا بدرجة كان يحسده عليها الجميع.. فحياته كانت طبيعية دون تكلف"، حتى أنه كان مُحبًا للذهاب بين الحين والآخر لـ "شراء" بعض مستلزماته بنفسه دون تقيد بالحراسة التي كانت ترافقه بحكم مناصبه التي تولاها خلال عمله بوزارة الداخلية.
"وزير بدرجة مثقف".. هكذا وصفة زملائه ممن زاملوه في وزارة الداخلية لسنوات تعلموا منه القيادة والثقافة والانضباط والحزم في القرارات التي تخدم الصالح العام.
"الوزير المثقف" كان لديه "شقة" حولها إلى مكتبة ثقافية تضم عشرات الكتب في شتى المجالات العلمية والثقافية والقانونية، والتي ساهمت بشكل كبيرة في انفتاح ثقافته وإلمامه بكم هائل من المعلومات والخبرات التي اكتسبها منه الضباط الذين عملوا معه طوال سنواته بوزارة الداخلية.
وولد الراحل اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الأسبق يوم 18 سبتمبر 1937م في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر. وحصل على تعليمه الابتدائي في مدينة إسنا، والتحق بكلية الشرطة وتخرج فيها عام 1959، ومباشرة بدأ العيسوي حياته الشرطية في مديرية أمن القاهرة.
رويدًا رويدًا تدرج اللواء الراحل في المناصب، حتى وصل إلى مفتش أمن القاهرة، ثم وكيلًا لإدارة مباحث القاهرة، وبعدها مديرًا لأمن الجيزة 1988، واستمر بها 3 سنوات من الجهد والعطاء المتواصل.
بعدها تم تعيين العيسوي مساعدًا لوزير الداخلية بشمال الصعيد 1991، ثم مساعدًا لوزير الداخلية لوسط الصعيد 1992، ثم مساعدًا أول للوزير ومديرًا لأمن القاهرة 1993، ثم مساعدًا أول لوزير الداخلية للأمن العام 1995، ثم عُين محافظًا للمنيا 1996.
اللواء العيسوي الذي تولى حقبة الداخلية في الفترة من من 6 مارس 2011 حتى 7 ديسمبر 2011، ظلت سيرته ناصعة البياض حتى رحل في صمت مساء الإثنين، داخل أحد المستشفيات، بعد صراع مع المرض.
فيديو قد يعجبك: