جريمة موظفة جامعة القاهرة.. نعش جديد برصاص الانتقام (أسرار وكواليس)
كتب - محمد شعبان:
جريمة موظفة جامعة القاهرة هزت أرجاء المعمورة من بلاد الذهب حتى عروس البحر الأبيض المتوسط. تفاصيل وأسرار تتكشف عن مقتل موظفة جامعة القاهرة برصاص الحبيب المزعوم في محراب العلم العريق.
بداية القصة الدموية دارت أحداثها بين أروقة كلية الآثار جامعة القاهرة، ساق القدر أن تتزامل "نورهان" مع "أحمد" بنفس القسم. علاقة الزميلين لم تخرج عن قالب الزمالة إلا أن ثمة أحاسيس لم يستطع الموظف إخفاءها طويلا.
منذ أكثر من 5 سنوات ارتدى "أحمد" ثوب الجراءة وراح يصارح "نورهان" بحبه لها ورغبته في الزواج منها لكن ردها الصادم فقد معه الشاب النطق للحظات كما لو ودَّ ان تنشق الأرض وتبتلعه.
العاشق المزيف وموظفة جامعة القاهرة
دون كلل أو ملل واصل الأخصائي الشاب مغازلة -إن شئت تسميتها- زميلته "نورهان" موظفة جامعة القاهرة أملا في إقناعها بالعدول عن رأيها الصادم لكن دون جدوى.
مع تأزم الموقف، ارتفع النسق وقصد "أحمد" منزل موظفة جامعة القاهرة التي تصغره بنحو 3 سنوات "يا عمي جاي أطلب إيد نورهان منك؟" إلا أن الرد لم يتغير عن سابقه "كل شئ قسمة ونصيب يابني".
مسلسل شكاوى وإبعاد إجباري
كما اعتادت طيلة حياتها الدراسية، اجتهدت "نورهان" لتحصيل أعلى الدرجات العلمية دون الاكتفاء بوظفيتها بكلية الآثار غير عابئة بمطاردة زميلها لها محذرة إياه مرارا وتكرارًا "ابعد عني وملكش دعوة بيا".
لم يمتثل الموظف لحديث زميلته -الساكنة بين جنبيه- واستمر في مسلسل تودده لمحبوبته حتى تطور الحال لشكاوى هنا وهناك قدمت العشرينية شهادتها في إحداها ضده لتصدر إدارة الجامعة قرارًا بنقله إلى كلية الزراعة ومن ثم فصل الزيت عن النزين لكن مسلسل العاشق المزيف والموظفة الحسناء لم تتوقف حلقاته.
انتقام ناري وتصرف إنساني
ذات يوم تعقب "أحمد" زميلته، انتظر مغادرتها لسيارتها الملاكي بحي الدقي وسط الجيزة، ليقترب بخطوات حثيثة من المركبة ويضرم النيران فيها ليزج به خلف القضبان وتقضي المحكمة بتغريمه 100 ألف جنيه كتعويض للضحية.
تحت توسلات أسرة المتهم تنازلت "نورهان" عن القضية شريطة ألا يعاود مضايقتها مرة أخرى لاسيما رفضه رسميًا من قبل أهلها دون أن تردي بما سيحاك لها في الخفاء.
12:30 ظهرًا.. حين توقفت عقارب الحياة
كعادتها كل يوم، غادرت الحاصلة على درجة الماجسيتر منذ شهر منزلها قاصدة محل عملها بمكتب رعابة الشباب التابع لكلية الآثار جامعة القاهرة، يوم عمل جديد بحثت من خلاله موظفة جامعة القاهرة "نورهان" عن إنجاز المهام الموكلة إليها ثبيل استقبال العام الجامعي الجديد.
12:30 ظهرًا، كانت الصدمة حاضرة بمكتب موظفة جامعة القاهرة، بينما تنهي بعض إجراءات الطلاب دخل شخص ببنيان قوي وشرر يتطاير من مقلتيه دون أن ينطق فمه بتحية السلام "صباح الخير".
دون مقدمات، أشهر "أحمد" طبنجة كان يخفيها بين طيات ملابسه -ليتسمر الحاضرين من طلاب وموظفين- وأطلق 5 رصاصات بالمواجهة اخترقت جسد "نورهان" لتسقط مُدرجة في دمائها.
هروب سريع ومحاولة إنقاذ فاشلة
ثوان معدودة احتاجها المتهم ذا الـ35 سنة لمغادرة مسرح الجريمة، استقل سيارته وبريق سلاحه الناري يلمع كالذهب تحت أشعة الشمس مهددًا كل من حاول تعقبه "هقتلك.. ارجع احسن لك".
بالعودة إلى مكتب رعاية الشباب، صراخ وعويل لم يفلت منه أحد. أسرع زملاء "نورهان" بنقلها إلى مستشفى الطلبة الما في إبقائها على قيد الحياة لكنها لم تكد تصل قسم الاستقبال ليخبرهم الطبيب بالخبر المشؤوم "البقاء لله.. نورهان ماتت".
دقائق معدودة تحول معها محراب العلم إلى ثكنة عسكرية يكتظ برجال الأمن العام للوقوف على ملابسات مقتل موظفة جامعة القاهرة على يد زميلها السابق.
قيادات مديرية أمن الجيزة برئاسة اللواء هشام أبو النصر واللواء محمد الشرقاوي انتقلت إلى جامعة القاهرة للوقوف على ملابسات الحادث وسط متابعة من مكتب وزير الداخلية.
فريق أمني رفيع المستوى قاده اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية عكف عناصره على تتبع خط سير المتهم لضبطه والسلاح المستخدم بينما عاين ممثلو النيابة العامة عاينوا موقع الحادث وجثمان الضحية قبل نقلها إلى مشرحة زينهم تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي للتشريح ليسير تقرير الطبي أنها تلقت طلقتين بالصدر واثنتين بالجانب والأخيرة بالكتف.
حالة من الرعب سادت أروقة الجامعة العريقة وسط بكاء وصراخ زملاء وزميلات المجني عليها بقولهم "ماحدش مصدق اللي حصل دا دا اكيد كابوس مش حقيقي".
تناغم أمني ومأموريات الصحراوي
في أقل من ١٠ ساعات، توصلت قوات الشرطة إلى مكان هروب المتهم بقتل موظفة داخل كلية الآثار جامعة القاهرة رميا بالرصاص. جهود البحث والتحري التي أشرف عليها اللواء هاني شعراوي بالتنسيق مع إدارة المساعدات الفنية وإدارة المرور رصدت سيارة المتهم بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي.
تناغم أمني -لطالما عُرفت به وزارة القبضة الحديدية- تركزت جهوده على تضييق الخناق على المتهم بالتنسيق مع الكمائن القريبة من خط السير بينما تتعقبه مأموريات قادها المقدم هشام فتحي رئيس مباحث الجيزة.
المشهد الأخير في كمين العلمين
بينما يؤدي العشرات صلاة الجنازة على موظفة جامعة القاهرة "نورهان حسين مهران ابنة الـ32 سنة بمسجد السيدة نفيسة تمهيدًا لدفنها بمقابر العائلة استوقفت قوات الشرطة المتهم في كمين بمدخل مدينة العلمين "بطاقتك والرخص لو سمحت".
لم يجد الشاب الثلاثيني -الذي كان يعاني من حالة اكتئاب- سبيلا للهروب. أيقن أن رحلة هروبه القصيرة باءت بالفشل وأن "كلبش" حديدي في انتظار أن يسوقه إلى طبلية عشماوي فما كان منه إلا أنهى حياته بطلقة اخترقت رأسه تاركًا رسالة بأن ضحيته "دمرت حياتي".
كلية الآثار جامعة القاهرة نعت موظفتها المجتهدة صاحبة الوجه البشوش عبر فيسبوك وكتبت: "أحزان كلية الآثار… تنعى أسرة كلية الآثار جامعة القاهرة الزميلة العزيزة نورهان حسين مهران، الأخصائية الرياضية برعاية الشباب بالكلية؛ نتيجة الحادث المؤلم بالأمس، ندعو الله أن يتغمدها برحمته وأن يسكنها فسيح جناته نسألكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون".
فيديو قد يعجبك: