رحلة الأصدقاء الأخيرة.. كفاح وأحلام تلاميذ إعدادي تنتهي في "نيل أبو غالب"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب ـ رمضان يونس:
بلهفة؛ خرجت "جنا عبدالله" مع بزوغ الفجر، من منزلها المُطل على أطراف قرية "سنتريس" بمحافظة المنوفية، بعد أن أعدت وجبة إفطارها في "لانش بوكس" وزي عملها داخل حقيبتها، بينما انتظرت رفقة صديقاتها (ملك وشهد وجنا وسلمي وحبيبة وزينب، وآية) ميكروباص"العمالة"، لنقلهن إلى منشأة القناطر حيث محل عملهن في "مزرعة فاكهة".
السابعة إلا دقائق، وبعد أن حمل "محمد" ـ سائق ميكروباص أجرة ـ ركابه من قريتي (سنتريس و القناطرين)؛ وصل محطته الأخير "معدية أبوغالب"، وقبل أن يصل بر الأمان حدث ما هو غير متوقع ومغاير؛ إذ انزلق "الميكروباص" في مياه الرياح البحيري، حال انشغاله بمعاتبة آخر على مضايقة راكبة لديه.
للوهلة الأولى من غرق "ميكروباص 14 راكب"، صاح أحد المنتظرين للمعدية على حافة النيل بعلو صوته يناجي الصيادين من إنقاذ الأطفال:"إرمي المراكب والعوامات اللي عندك .. بسرعة!" حينها أنقذ "محمد" أحد عمال المعدية التى تبعد عن موقع غرق نحو 100 مترًا 6 فتايات قبل غرقهن في المياه: "نطيت بالعوامات وطلعنا 6 من على وشه الميه" وفق ما قاله أحد عمال المعدية والمنقذين لمصراوي.
سرعة تيار مياه "الرياح البحيري" وعدم قدرة الرُكاب على السباحة؛ كانتا عائقًا أمام "محمد" وباقي الصيادين في إنقاذ الصبايا حتى فارقوا الحياة متأثرين بإسفكسيا الغرق ـ حسبما جاء بالتقرير الطبي الموقع على الجثامين.
"جنا" 14 عامًا (طالبة الصف الثاني الإعدادي)، كانت الضحية الثالثة التي انتشلها الصيادين وفرق الضفادع البشرية على مقربة من المعدية الثانية وعلى بعد أمتار من الميكروباص المنكوب، إذ عثر أحد الأهالي على حقيبة الطالبة طافية على مياه الرياح "لقيت شنطة حمراء ولانش بوكس" . وفق ما أكده أحد الأهالي في بث مباشر لمصراوي.
على حافة "الرياح البحيري" اجتمعت أوجاع أم "جنا" مع مآسي أهالي "سنتريس"، أمام معدية أبوغالب بمنشأة القناطر، بعد أن غرق ميكروباص يقل "عاملات" باليومية، حال ذهابهن مزرعة جني "العنب". الصديقات السٌبع، جمعتهن دراسة وميته واحدة؛ في "رحلة شقا" لتوفير احتياجتهن من مصاريف دراسية، لتخفيف أعباء المعيشة عن أسرهن.
فيديو قد يعجبك: