دُفنت ليلة تكريمها.. هاجر كرمها ملك الموت قبل لجنة التحكيم
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب - رمضان يونس:
مع إشراق شمس الثلاثاء الماضي؛ استيقظت "هاجر أحمد" من نومها، ارتدت الطفلة ذات الـ 12 عاما ملابسها، وقصدت عملها المُعتاد منذ انتهاء امتحاناتها بالصف الأول الإعدادي في مزرعة "فاكهة" بمنشأة القناطر، لتخفيف أعباء المعيشة عن أسرتها، وكانت الطفلة ستكرم في حفل لحفظة القرآن بقرية "سنتريس" بمحافظة المنوفية مساء ذلك اليوم، لحفظها كتاب الله كاملا، لكن حدث غير ماخطط له مع أسرتها، إذ دُفنت أحلام الطالبة ليلة تكريمها، عقب غرقها ضمن ضحايا "معدية أبو غالب" بمنشأة القناطر بالجيزة.
في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، استقلت 25 فتاة تتراوح أعمراهن بين (12: 17 عامًا)، إلى منشأة القناطر بالجيزة، حيث محل عملهن في مزرعة "فاكهة"، وأثناء عبورهن النيل إلى البر الأخر، انقلاب "ميكروباص التي كانت ضمن ركابه من أعلى معدية أبو غالب النيلية "، في مياه الرياح البحيري بين محافظتى الجيزة والمنوفية.
منذ صغيرها، وتحديد في عامها الثاني؛ اعتادت "هاجر" الذهاب إلى دار الصفا والمروة ـ(كُتاب لتحفيظ القرأن الكريم) رفقة شقيقها الأكبر"مازن" لتعلم القراءة والكتابة قبل التحاقها بأول مراحل التعليم الأساسي "الحضانة"، فترة وجيزة كانت كافية وكفيلة لتأهيلها جزئياً للتعلم دون تلعثم، حتى أتمت ترتيل جزء من القرآن قبل أن تتم عامها الخامس:"علمتها نطق الكلمات والكتابة قبل ما تروح المدرسة"، يقول محفظها الشيخ أحمد عبدالعزيز.
5 أعوام قضتها "هاجر" داخل كُتاب "عزبة الرفاعي" بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية؛ أتمت فيها حفظ القرآن الكريم كاملاً، قبل أن تجتاز امتحانات نهاية الصف السادس الابتدائي، ولم تكتفي "هاجر" بحفظها للقرآن وأصر على تتقان الأحكام والتلاوة لكتاب الله، كمايروي شيخها عبدالعزيز.
90 ليلة واضبت فيها "هاجر" على ترتيل القرآن، حتى اجتازت ختمت القرآن برواية "حفص عن عاصم" قبل انتقالها إلي المرحلة الإعدادية: "علمتها على أيدي القراءة والقرآن ". يقولها شيخ الُكتاب لمصراوي.
وفي حفل بهيج اقتصر على أهل الكُتاب نهاية رمضان الماضي، كُرمت "هاجر" لحصولها على المركز الأول بالدار "أخدت جائزة مالية وشهادة تقدير"، لكنها كانت تنتظر حفل تكريم حفظة القرآن بالقرية أواخر مايو الجاري.
مطلع مايو الجاري؛ ومع بدء موسم جنِي ثمار "العنب"، عقب انتهاء الدراسة، طلبت "أم حبيبة" رئيسة العمال في جنى الفاكهة من "هاجر" العمل معها رفقة صديقاتها بالقرية في مجال تعبئة وتغليف" العنب" بإحدى المزارع بمنشاة القناطر من أجل توفير ما يكفِ احتياجات مصاريف دراستها:"أبوها بيشتغل نقاش على رزقه يوما بيوم.. وهي خرجت عشان تصرف على نفسها وتجيب لبسها ومصاريف الدروس" يقولها شيخ الكُتاب.
عصر الإثنين الماضي ، تقابلت "هاجر" مع شيخها محفظ الكُتاب واتفقا سويا على تسميع ورد من القرآن بعد عودتها من العمل: "قالت لي أنا هاخد المصحف معايا أراجع القرآن وأنا وراجعه اعدي ع الكتاب أسمع الجزء الثالث من سورة البقرة"، وأخبرها الشيخ أن حفل تكريم حفظة القرأن نهاية الأسبوع :"كُنا طبعنا شهادات تقدير و هنعمل حفل تكريم في القرية".
لكن أقدار الله خالفت مع خططت له الطفلة وشيخها، خرجت "هاجر" وفي حقيبتها المصحف، عادت الحقيبة ولم تعد صاحبتها بعدما انتهت حياتها غرقا في مياه ترعة "الرياح البحيري" عقب انقلاب ميكروباص التي كانت أحد ركابه من فوق "معدية أبو غالب"، ودُفنت ليلة تكريمها ـ الخميس 23 مايو 2024 ـ بعد ليلتين من غرقها حيث كانت أخر من عثرت عليه فرق الانقاد من ضحايا معدية أبو غالب، عندما عثر الضفادع البشرية على جثمانها قرب قربة مدينة الخطاطبة بالمنوفية،لتدفن مع أخريات كانت ترافقهن للعمل في المزرعة،"يوما دفنتها كانت بتتكرم عشان حافظة القرآن" يقول شيخها.
فيديو قد يعجبك: