إعلان

الضحية ابن سفير سابق.. كيف نُفذت جريمة الشيخ زايد الساعة الثامنة صباحا؟

01:41 م الثلاثاء 10 سبتمبر 2024

المتهمين

كتب -صابر المحلاوي:

كشفت النيابة العامة برئاسة المستشار إيهاب العوضي، تفاصيل التحقيقات في مقتل ابن سفير سابق في منطقة الشيخ زايد، قبل أن تأمر بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المرتبط بالسرقة، وحبس السايس بتهمة إخفاء متحصلات الجريمة.

وأقر المتهمان في تحقيقات النيابة بارتكاب جريمة قتل "عمرو ع."، (38 سنة، موظف بشركة بدولة عربية ابن سفير سابق).

وأوضحت التحقيقات أن المتهم الأول يقطن في العقار الملاصق لعقار المجني عليه، ويعلم أنه يقيم بمفرده ويسافر ويعود مرة أخرى كما أنه على علم بثرائه، فقرر التسلل إلى شقته وسرقته بمعاونة صديقه الذي يقيم في نفس الكومبوند.

وذكرت التحقيقات، أنه رغم الحالة المادية الجيدة للشابين إلا أنهما مشهور عنهما "الشقاوة" منذ صغرهما وكرههما للدراسة وقاما بتنفيذ عدة جرائم سرقة لمتعلقات خفيفة من المحيطين بهما إلا أنهما ولم ينكشف أمرهما حتى عاد المجني عليه من عمله بالخارج، وشاهده المتهم الأول واعتاد رؤية سيارته الفارهة فلعب الشيطان برأسه لسرقة أمواله، وسيارته لبيعها وجني مبلغ مالي كبير منها، واتفق بالفعل مع صديقه المتهم الثاني الذي رحب بالفكرة و خططا لقتل ابن السفير السابق خاصة أنه يعلم هويتهما ولن يتمكنا من سرقته فقط ويجب التخلص منه، "لازم نخلص عليه لأنه عارفنا".

وقال المتهم الأول إنه كان يشاهد المجني عليه، دائما والتقى به عدة مرات وخرج معه في نزهة "سفاري" بسيارة فارهة له ما زاد طمعه فيه بسبب أحواله الميسورة حتى وضع خطة مع صديقه لكيفية التسلل إلى شقة المجني عليه بالطابق الرابع مزودة بشرفة "تراس" قريب من سطح العقار الذي يسكن به المتهم، ظل المتهمان يراقبان المجني عليه لفترة حتى علما مواعيد خروجه وعودته ونومه خاصة أنه كان يسهر لأوقات متأخرة حتى حددا ساعة الصفر لتنفيذ الجريمة.

وأكد المتهم الرئيسي أنه استغل كون والدته رئيس اتحاد الملاك في العقار الذي يسكنون به وتمتلك مفتاح السطح المغلق من أعلى فحصل على المفتاح وفتح به باب السطح وصعد إليه رفقة صديقه وقفزا منه إلى "تراس" شقة المجني عليه الذي يبعد عنهما حوالي مترين إلا ربع، مشيرا إلا أن وزن صديقه ثقيلا إلى حد ما فقام بربط وسطه بحبل وتثبيته في ماسورة حديدية أعلى السطح حتى يتمكن من النزول، وعقب وصوله لشقة المجني عليه تخلص من الحبل بـ"مقص".

واستكمل المتهم أنهما حملا برفقتهما جهاز صاعق كهربائي وسلاحين أبيض "سكينتين" لعلمها بضخامة جسد المجني عليه خاصة أنه لاعب "ايكيدو" - لعبة عنيفة شبيهة بالكاراتيه – حتى يصعقا جسده ويتمكنا من السيطرة عليه وبالفعل نجحا في الدخول إلى الشقة من باب التراس الالوميتال الساعة الثامنة صباحا بعدما تأكدا من خلود المجني عليه إلى النوم.

وأضاف المتهم أنه أثناء مرورهما في الصالة شاهد أحدهما "خنجر" فحمله ثم توجها مباشرة إلى غرفة المجني عليه، ووقف أحدهما على يمينه والآخر على يساره ووجها له صعقة بـ"الصاعق الكهربائي" في رقبته لشل حركته إلا أنها لم تؤثر به لقوة جسده واستيقظ المجني عليه وبدأ في مقاومة المتهمين فاستغل أحدهما استدارته وسدد له طعنتين في الظهر ما أدى إلى ترنح المجني عليه وخروجه إلى صالة الشقة والدماء تتفجر من جسده متجها إلى باب الشقة محاولا الاستغاثة بالجيران فأسرع أحد المتهمين وأغلق باب الشقة وعاجله بضربة عنيفة بالخنجر في الصدر اخترقت القلب ليسقط جثة هامدة ثم انهالا على قدميه بعصا خشبية كانت بحوزتهما أيضا حتى تأكدا من وفاته.

وعقب تأكدهما من مفارقة المجني عليه للحياة واستوليا على هاتفه المحمول ماركة سامسونج ولاب توب يصل ثمنه بحوالي 4 آلاف دولار ومفتاحين لسيارتين مرسيدس وتويوتا ومبلغ 530 ريال سعودي ثم جلسا في غرفة المجني عليه وسط الدماء يدخنان السجائر ويشربان "زجاجتي بيرة" ثم خرجا من الشقة كما دخلا عبر السطح.

لجأ المتهمان إلى حيلة للتخلص من الجثة ومحو بصماته وصديقه من مسرح الجريمة، فحاولا الاستعانة بشخص ثالث لمساعدتهما في نقل جثمان المجني عليه بسبب ضخامته.

وقال المتهم الأول إنه في نفس يوم الجريمة ذهب بسيارة المجني عليه المرسيدس التي استولى عليها من أسفل العقار وتوجه بها إلى مول شهير وقام بركنها في الجراج ثم توجه لتغيير العملية التي سرقها من الشقة إلا أن شركة الصرافة رفضت فخرج غاضبا ليلتقي بـ"سايس" سأله عن سبب غضبه وأخبره بالأمر فعرض عليه تغيير العملة له وبالفعل أخذها منه وبدلها بمبلغ 6800 جنيه مصري، ليفاجئه المتهم بطلب آخر أن يساعده في بيع هاتف محمول لشاب قام بقتله منذ قليل بسبب خلافات كانت بينهما وعرض عليه السايس أيضا مساعدته في التخلص من الجثة مقابل مبلغ 20 ألف جنيه.

وحدد كلاهما موعد بالفعل للتخلص من الجثة، وقال المتهم الثاني إنهما منذ ارتكابهما الجريمة فجر الأربعاء الماضي حتى صباح الجمعة وقبل اكتشافها بوقت قليل ذهب وصديقه مرتين إلى الشقة في محاولة للتخلص من جثة المجني عليه حيث خططا للقيام بلفه في سجادة وإلقاءه خارج العقار إلا أنهما لم يتمكنا من ذلك لثقل جسد المجني عليه وعدم حضور السايس الذي عرض عليهما مساعدتهما فقام بخلع الخنجر من الجثة ومسح جزء كبير من آثار الدماء في محاولة منهما لإخفاء بصماتهما من مسرح الجريمة حتى تم اكتشاف الجثة والتوصل إليهما من خلال تتبع الهاتف وخط سير السيارة التي عثر عليها في جراج مول شهير.

واعترف السايس بعد ضبط هاتف المجني عليه بحوزته أنه كان يحاول بيع الهاتف، ولم يتمكن بسبب عدم قدرته على فك الشفرة الخاصة به كما انتابه الخوف من مساعدة المتهمين في التخلص من الجثة.

توجيهات سريعة من قبِل اللواء هاني الشعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بانتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة.

أظهرت معاينة المقدم إسلام المهداوي، مفتش فرقة الشيخ زايد، أن الجثة تعود لمحاسب في أواخر الثلاثينات - ابن سفير سابق - ويظهر عليها إصابات ظاهرية بالجسم -طعنات وسحجات متفرقة- وسط آثار بعثرة في محتويات شقته.

وعاين المقدم عمرو مصطفى، رئيس مباحث قسم أول الشيخ زايد، مسرح الجريمة واستماع أقوال أسرة المجني عليه، كما تم مراجعة الكاميرات في محيط المنزل وفحص سجل مكالماته للبحث عن وجود خلافات مع آخرين قد تكون دافعًا وراء القتل.

شكلت أجهزة الأمن بالجيزة فريق بحث جنائي على أعلى مستوى تنسيقًا مع قطاع الأمن العام، لكشف ملابسات الجريمة تركزت خطته على فحص كاميرات المراقبة المركبة بمحيط العقار محل الواقعة، علاوة على فحص علاقات المجني عليه، والمترددين على العقار في وقت متزامن لوقت ارتكاب الجريمة، وتم التحفظ على الجثة، تحت تصرف النيابة العامة، وأخطر اللواء سامح الحميلي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.

وفي التحقيقات قال والد الضحية، إن نجله المتوفى يعمل بالخارج وفي إجازة منذ شهر ويقيم بمفرده.

شكل قطاع الأمن العام حملة أمنية مكبرة بمشاركة مديرية أمن الجيزة، لتحديد وضبط مرتكبي الواقعة بمكان اختبائهما بمحافظة البحيرة وتبين أنهما طالبان - مقيمان بذات العنوان.

وبمواجهة المتهمين اعترفا بارتكابهما الواقعة نظراً لمعرفتهما بإقامة المجني عليه بمفرده اختمرت في ذهنهما سرقته فقاما بالصعود لسطح العقار محل سكن أحدهما وتمكنا من القفز والدخول لشرفة مسكنه، وتعديا عليه بصاعق كهربائي والطعن باستخدام "سكين" كانا بحوزتهما وخنجر "ملك المجني عليه" حتى وفاته وقاما بالاستيلاء على (بعض المتعلقات وهاتفه المحمول - سيارة ملكه)، وقاما بالتخلص من "السكينة والخنجر" المستخدمتين فى إرتكاب الواقعة.

وأقر أحد المتهمين بالتصرف في الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه لـ (أحد الأشخاص) "أمكن ضبطه وبحوزته الهاتف المستولى عليه"، كما أرشدا عن السيارة المستولى عليها بموقف انتظار سيارات بأحد المراكز التجارية بدائرة القسم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان