إلى مجلس الشعب.. أين ''حماسكم'' مع المستثمرين المصريين؟
كتب - محمد سليمان:
''من انتخب أعضاء مجلس الشعب المصري؟''.. لا يبدو هذا السؤال غريبا او شاذا مع انطلاق المجلس مؤخرا للدفاع الشديد عن مصالح المستثمرين الاجانب، بينما يغض البصر عن أزمات المستثمرين المصريين المستمرة منذ أعوام.
فاليوم السبت، يناقش مجلس الشعب ولجنته الاقتصادية، أزمة عدد من الاستثمارات السعودية فى مصر، والتي تواجه تعثر عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فى اجتماع ثالث لمناقشة الأزمة فى غضون 10 أيام.
وكان عدد من رجال الاعمال السعوديين، تدعمهم سفارة بلادهم فى القاهرة وعدد من رجال القانون الدوليين، قد توجهوا إلى مجلس الشعب صباح اليوم، لبحث أزمة استثمارات متعثرة فى مصر بنحو 15 مليار ريال سعودي.
ويدفع رجال الأعمال السعوديين المتضرريين، بتأثر استثماراتهم فى مصر جراء قرارات القضاء والحكومة المصرية، بسحب عدد من الاستثمارات والأراضي التي سبق وحصلوا عليها إبان نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بسبب ما تراه الحكومة '' عدم قانونية وإضاعة لحقوق المصريين'' جراء هذه العقود.
يأتي هذا فى الوقت الذي يري المستثمرين السعوديين أنهم وقعوا عقود قانونية مع جهات رسمية مصرية، وبالأسعار التي حددها الجانب المصري، فلا يجوز إعادة النظر فى هذه العقود أو إلغاء عدد منها،مهددي نباللجوأ للتحكيم الدولي.
ولكن.. ومع اعترافنا بأهمية الاستثمارات الاجنبية فى مصر خلال المرحلة الحالية بشكل عام، والاستثمارات السعودية بشكل خاص والتي تبلغ نحو 27 مليار ريال، الإ أن الاهتمام الاعلامي والحكومي والبرلماني تجاه العقبات التي تحدث عنها المستثمرين السعودية، أثارات غضب عدد من المستثمرين المصريين، وخاصة مستثمري شركة اجواء للصناعات الغذائية.
فمستثمري شركة أجواء للصناعات الغذائية، والمقيدة فى البورصة المصرية ويستحوذ رجل الاعمال السعودي محمد بن جابر العيسي علي نحو 70% من أسهمها، يعانون منذ نحو 3 أعوام من غياب حقوقهم لدي رجل الاعمال السعودي.
فطبقا لحكم قضائي حصل عليه المستثمرين، قام ''الجابر'' ببيع ملايين الأسهم من أجواء إلى المستثمرين فى السوق، بسعر مبالغ فيه وغير حقيقي ولا يعبر عن قيمة الشركة، بعد التزوير فى أوراق الجمعية العمومية للشركة، ونشر أخبار كاذبة عن استثمارات تنوي الشركة القيام بها.
وقام مستثمرو شركة اجواء بشراء الأسهم بقيمة تصل إلى 17 جنيه للسهم - بعد التقسيم - ليصل سعر السهم حاليا ومع ظهور كذب بيانات الشركة حول الاستثمارات، إلى 3 جنيهات، قبل أن يتم إيقاف السهم من التداول منذ نحو شهرين، لعدم وفااء الشركة بمتطلبات البورصة وهيئة الرقابة المالية حول الجمعية العمومية السابقة.
وتعرض عدد كبير من مستثمري الشركة إلى الافلاس وفقدان ممتلكاتهم، مع إنهيار سعر السهم فى السوق، بينما فقد أثنين من المستثمرين حياتهما، تأثرا بالأزمة المستمرة منذ نحو 3 أعوام.
ورغم قيام المستثمرين بعدد كبير من اللقاءات مع المسئولين فى حكومة الدكتور عصام شرف ثم الجنزوري، ومسئولي البورصة وهيئة الرقابة المالية، وتلقيهم لعدد من الوعود بحل المشكلة، الا أن شئ لم يحدث.
واتجه المستثمرون للاعتصامات والاضرابات أمام مقار البورصة والهيئة ومجلس الوزراء، ثم نقلوا احتجاجهم للسلطات السعودية عن طريق رسائل الاستغاثات للسفارة السعودية فى القاهرة وحكومة المملكة دون جدوي.
وأتي رد فعل مجلس الشعب ''المصري'' السريع، تجاه أزمة المستثمرين السعوديين بالقاهرة، ليشكل شرارة غضب لهؤلاء المستثمرين الذي يعانون منذ أعوام من رجل أعمال سعودي، دون قرار صارم من الجانب المصري، وهو ما يجعلنا نعود للتساؤل الأول: ''من انتخب البرلمان المصري ومن أولي بإهتمامه .. المصريين أم الأجانب؟''
أقرأ ايضا :
ارتفاع مؤشرات البورصة بدعم من مشتريات المصريين والعرب
البورصة تسترد 3.3 مليار جنيه من خسائرها وتتجاوز ''التوترات السياسية''
فيديو قد يعجبك: