بنوك أجنبية تعيد النظر في تواجدها في مصر.. وخبراء يقللون من تأثيرها على السوق

تقرير - أحمد عمار:

شهدت الفترة الحالية اعلان بعض البنوك الأجنبية العاملة فى مصر، نيتها الخروج من السوق المصرفي المصري، بالإضافة إلى وجود بعض التوقعات بأن يشهد السوق عدد من عمليات الاستحواذات من بنوك كبرى أجنبية وإقليمية على أخرى ذات حجم سوقى ضعيف.

فقد أعلنت مجموعة ''بى إن بى باريبا'' الفرنسية، أن المفاوضات مستمرة حالياً بشأن العروض المطروحة لبيع البنك التابع لها في مصر، مشيرة أنه يجرى دراسة هذه العروض، وفقا للأطر القانونية المتعارف عليها داخل السوق المصرفي المصري، كما قرر بنك ''بيريوس'' اليوناني إعادة النظر في خططته التوسعية في مصر.

واعبتر خبراء اقتصاد أن عملية خروج عدد من البنوك الأجنبية ''الصغيرة'' من السوق المصري، قد يرجع بالشكل الأكبر إلى التغير في سياسته المصرفية، كما أستبعد الخبراء أن يقوم أى بنك داخل السوق المصري بالاستحواذ على آخر متوقعين أن تحدث منافسة إذا حصل من بنوك كبرى تريد الدخول إلى السوق.

وأكد الدكتور أحمد قورة رئيس البنك الوطني السابق، أن خروج بعض البنوك من السوق المصري قد يرجع إلى تغير البنك في سياسته الخاصة بالإستثمار، مشيرًا إلى أن السوق قد شهد من قبل خروج بعض البنوك في أوقات الانتعاش الاقتصادي.

وعن تأثير عمليات الاستحواذات المتوقعة على زيادة درجة المنافسة.. قال قورة، '' المنافسة بين البنوك موجودة ولكن العبرة بزيادة الاستثمارات داخل السوق، و توقعات اتجاه الاقتصاد المصري  وليس بعدد البنوك'' .

وأوضح أن البنك المركزي يمنع إنشاء أي كيانات مصرفية جديدة فإذا رغب أى بنك جديد في الدخول إلى السوق المصري فلا بديل أمامه سوى الاستحواذ على بنك متواجد بالفعل، فمثلا إذا أرادت الصين انشاء بنك لها في مصر خصوصا مع الاتفاقيات التجارية معها وحجم التبادل والذي يقد يقتضي أن يكون لهم فرع في مصر لن يتم إلا إذا استحوذت على بنك لأخذ التصريح .

واستبعد حسام ناصر نائب رئيس مجلس إدارة بنك التنمية والصناعة السابق، أن يكون هناك استحوذات من بنوك داخل مصر على التي ترغب في الخروج، متوقعاً أن يحدث من بنوك ليست عاملة في السوق المصرفي المصري ترغب في الحصول على رخصة للدخول مما قد يزيد المنافسة.

ورجح عدم رغبة البنوك الداخلية في الاستحواذ على أخرى بسبب الوضع الحالي للإقتصاد المصري، متوقعاً أن إذا شهد السوق دخول بنوك كبرى عالمية سوف يزود المنافسة.

وتوقعت دراسة مصرفية حديثة، أن تتم عمليات بيع بعض البنوك المصرية إلى بنوك عربية وأجنبية خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد عزم بنوك إقليمية جديدة دخول السوق المصري.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك عدداً من الإيجابيات لعمليات البيع من بينها تغطية العجز في المخصصات في البنوك، حيث إن أغلب البنوك المصرية تعاني عجزاً كبيراً في مخصصاتها، ومن سيقوم بالاستحواذ عليها سيتعهد بتغطية العجز في المخصصات طبقاً لبرامج زمنية سيتم تحديدها والاتفاق عليها مع البنك المركزي المصري