الببلاوي: الدين الداخلي ''مخيف'' والتنمية ''رحلة تضحية'' والعلاج '' مُر''
كتب – أحمد عمار:
قال حازم الببلاوي وزير المالية السابق، إن الخروج من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مصر حالياً يكمن في حلول غير اقتصادية، من خلال عودة ثقة المواطنين في الأمن والاستقرار.
وأضاف الببلاوي خلال مشاركته في ندوة (الأزمة الاقتصادية وكيفية الخروج منها) التي نظمتها الهيئة القبطية الإنجيلية أمس الأربعاء، الاقتصاد لا يستطيع أن يتعامل إلا من خلال مستقبل واضح، وما نعانيه في مصر حالياً هو عدم وضوح المستقبل فلابد على النظام السياسي أن يوضخ رؤيته للاقتصاد والعمل والملكية والتأمين، فكل هذه الأمور أساسية إن لم تتوفر فلن يكون هناك استثمار''.
ويتبع ''المستثمر يستطيع أن يتعامل مع كل شيء لو قيل له إن هناك بيروقراطية وما ينتهي في أسبوع يتم عمله في شهر لن يمانع وإن قيل له أيضاً أن هناك رشوة وفساد لن يمانع ولكن الشيء الوحيد الذي لن يستطيع أن يتعامل معه المستثمر هو عدم اليقين، ومصر حالياً في وضع أقرب إلى عدم اليقين وهذا عدو أساسي للمستثمر المحلي والأجنبي''.
وأكد ''الببلاوي'' أن الاقتصاد خلال العامين الماضين أظهر قدرته على الصمود والممانعة أكثر بكثير عما كان يتصور، وهذا يعطي طمأنينة وعدم الخوف على أن الاقتصاد قوي، خصوصاً في ظل تراجع السياحة والاستثمار والاحتياطي النقدي، حسبما قال.
وأشار إلى أن المشاكل التي تعاني منها مصر لن تحل خلال سنتين، وأنها بحاجة إلى رؤية واعية للمستقبل تدرك ما يحدث، وأفراد المجتمع تلتف حول هذه الرؤية.
وقال إن الدول التي استطاعت أن تحقق قوة اقتصادية مثل اليابان وجنوب شرق أسيا والصين والهند والبرازيل قاموا على شئين وهما الانفتاح على العام الخارجي من خلال التصدير والتحول إلى اقتصاد السوق.
وطالب الخبير الاقتصادي من الحكومة بوجود رؤية حول الزيادة السكانية، لافتاً إلى أن عدد السكان مرتفع بالنسبة للموارد، ولذلك لابد من زيادة إنتاجية كل فرد من خلال التكنولوجيا والصناعات الناهضة، فلابد من رؤية صناعية ، بالإضافة إلى الانفتاح على العالم وعدم أخذ موقف عدائي.
وأضاف ''الببلاوي'' أنه لا يوجد أي بلد في العالم تستطيع أن تستمر بعجز الموازنة التي تعانيه مصر حالياً إلى ما لانهاية، والا سوف تضطر إلا طبع نقود كاذبة، مما يؤدي إلى التضخم وهو أكبر خطر يهدد أي اقتصاد في العالم.
ووصف الوزير السابق الدين الداخلي لمصر بالمخيف والذي يقدر بنحو تريليون و350مليار جنيه، لافتاً إلى أن مصر تصدر بحوالي 25و26 مليار دولار منهم 13 مليار دولار بترول تذهب للشريك الأجنبي وفي المقابل نستورد بنحو 60 مليار دولار.
وعن تقليل فاتورة الاستيراد، قال إن أكثر من 85% من وارادات مصر لا تستطيع أن تقللها إلا على حساب مستوى معيشة الأفراد، موضحاً أن أغلب بنود الاستيراد تشمل البترول ومواد الوقود ومواد أولية للصناعة وسلع غذائية من قمح وسكر وزيت وأدوية وكذلك السلع المعمرة من سيارات .
فيما وصف ببلاوي قضية التنمية بأنها رحلة التضحية وليست السعادة، قائلاً ''لن نتقدم إلا من خلال التضحية والعلاج مر ولكنه مفيد، ولابد على الأفراد أن تعرف حقيقة الأمر، وإن لم تتحدث الحكومة بهذا الأسلوب لن نتقدم
فيديو قد يعجبك: