إعلان

لغز الذهب

01:35 م الثلاثاء 30 يوليو 2013

كتب - محمد سليمان:

لماذا توقف الهبوط التاريخي لأسعار الذهب العالمي؟.. ولماذا تراجع الذهب بأكثر من 20 بالمئة من بداية عام 2013؟.. أسئلة فرضت نفسها على المهتمين بالمعدن النفيس حول العالم، عقب سلسلة من الأحداث التي ألمت به.

وسجل الذهب أكبر تراجع فصلي ( ربع سنوي) منذ عام 1968 بنهاية الربع الثاني من العام الجاري،

ويشهد سعر الذهب حاليًا ''شد وجذب'' طفيف حول مستوى 1300 دولار للأوقية، طبقًا للأحداث اليومية خاصة في الاقتصاد الأمريكي والصيني والأوروبي.

ارتفاع قياسي.. وهبوط تاريخي

في عام 2003.. بدأ الذهب موجة صعودية قياسية استمرت حتى عام 2011، ليرتفع سعر المعدن النفيس حول العالم لمستوى اقترب من 2000 دولار للأوقية.

وساهم في ارتفاع سعر الذهب حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي مر به العالم خلال الفترة السالف ذكرها، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حربًا ضارية ضد الإرهاب ودخلت قواتها العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى تهديدها لعدة دول أخرى، ما أثار مخاوف المستثمرين حول العالم وجعلهم يتجهون للذهب للحفاظ على أموالهم.

كما شهد عام 2008 الأزمة المالية العالمية، التي نتجت عن أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية، وأسفرت عن إفلاس مئات البنوك والمؤسسات المالية العالمية، ما زاد مخاوف المستثمرين وجعلهم يتجهون أكثر للذهب.

ومن المعروف أن الذهب يعد الملاذ الآمن الذي يلجأ له المستثمرون حول العالم كلما كثرت المخاوف بشأن أسواق المال أو أسعار الفائدة للبنوك المركزية حول العالم.

ومنذ عام نهاية عام 2011، ومع وصول سعر الذهب بمستوى قياسي، بدأ الهبوط التدريجي لسعر المعدن الأصفر، خاصة مع انتعاش البورصات العالمية، ووصول الأسهم لمستويات مغرية للشراء.

وفقد الذهب من بداية عام 2012 وحتى الآن نحو 700 دولار أمريكي للأوقية، وعلى الجانب الأخر انتعشت أسعار الأسهم في عدد من البورصات العالمية.

ماذا يحرك الذهب الآن؟

''التفاؤل ضار''.. تعد هذه العبارة الملخص الذي يحدد اتجاه سعر المعدن النفيس منذ بداية العام وحتى الآن، فقفد لوحظ أنه مع استقرار الاقتصاد العالمي، وظهور بوادر تحسن في اقتصاديات الدول الكبرى، يتراجع سعر المعدن النفيس بقوة، والعكس صحيح.

فقد جاء التراجع الواضح لأسعار الذهب مؤخرًا مع اعلان الولايات المتحدة الأمريكية تحسنًا في أداء الاقتصاد، كما ظهرت بوادر استفاقة أوروبية، خاصة مع تراجع معدلات البطالة في أسبانيا وتوصل اليونان لحل مع دائنيها، بالإضافة إلى انتهاج سياسية تقشفية في الدول التي تعاني من أزمة ديون سيادية، وهو ما أظهر بوادر تحسن للاقتصاد العالمي.

وحاليًا.. ينتظر المستثمرون حسم مجلس الاحتياطي الأمريكي (البنك المركزي) موقفه العملي من برنامج التحفيز الاقتصادي، الذي استمر منذ فترة طويلة.

ويقوم البنك المركزي الأمريكي بمشتريات شهرية للسندات، في إطار برنامج للتحفيز الاقتصادي، وهو الأمر الذي اعلن تخفيضه مؤخرًا، مع استعادة الاقتصاد الأمريكي لجزء من عافيته، ما أثار مخاوف المستثمرين.

وسيعني إلغاء أو تخفيف برنامج التحفيز ارتفاع أسعار الفائدة في المصارف الأمريكية، ما سينتج عنه تراجع في البورصة ولسعر الذهب، مع توجه المستثمرون صوب البنوك.

فيديو قد يعجبك: