اقتصاد تركيا يدخل مرحلة المعاناة بسبب التوتر السياسي مع مصر
كتبت – سهر هاني:
أكد تقرير أن تركيا تصارع من أجل تقليل العجز في ميزان المدفوعات، خاصة وأن الوضع السياسي الغير مستقر حاليا مع مصر يجعل هناك صعوبات أكبر في الوصول لدول الشرق الاوسط والذي تعد الوجهة الرئيسية لنحو ُخمس الصادرات التركية.
وأشار التقرير الذي نشر بموقع '' بلومبيرج'' المختص بالشئون الاقتصادية حول العالم، إلى أن الصادرات التركية التي عادة ما يتم شحنها من خلال ميناء دمياط بمصر لتصل إلى المستهلكين في مصر وفي دول الخليج، قد انخفضت بنسبة 30 بالمئة بعد اقصاء الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو الماضي.
وطبقا لمؤسسة '' open society foundation'' الأمريكية فإن الصادرات التركية إلى أبرز 10 شركاء تجاريين لها في الشرق الاوسط قد تقلصت منذ يونيو الماضي بنسبة 5 بالمئة.
وقال '' مصطفي ييلماز'' مدير إحدى شركات الشحن التركية ، '' يبدو أنه لا أحد يقدر المشكلة الكبيرة التي نواجهها، فحن نخسر أعمالنا لمجرد وجود تطورات سياسية في هذه الدول '' مشيرا لدول الشرق الأوسط.
وتابع التقرير: '' أن اعتماد تركيا على دول الشرق الأوسط مثل العراق والكويت والسعودية ومصر خلال العشر سنوات الماضية في التجارة قد ازداد بنسبة ثلاثة اضعاف ما قبل ذلك'' طبقا لمكتب الإحصاءات بأنقرة.
واعتمدت تركيا على مصر منذ توقف إرسال الصادرات عبر سوريا منذ نهاية عام 2011، إلا أن رئيس الوزراء التركي '' رجب طيب اردوغان يعارض ما يعتبره '' حملة الجيش المصري العنيفة لفرض النظام ضد أنصار مرسي منذ 14 اغسطس الحالي''، مما تسبب في توتر مع الجانب المصري.
وطبقا للحكومة التركية، فإن الشحنات التجارية التركية المرسلة لـ 10 أسواق كبيرة في الشرق الأوسط كانت قد ازدادت أرباحها بنحو 29.5 مليار دولار منذ بداية العقد الحالي وحتى عام 2012 محققة ارباح للتجارة الخارجية للدولة بنسبة 19 بالمئة.
وكانت الغرف التجارية في مصر قد أعلنت أمس الثلاثاء تعليق علاقتها الرسمية مع تركيا، اعتراضًا على الموقف التركي من إقصاء مرسي وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المؤيدين للرئيس السابق.
وأكد ''على كوغ اوجلو'' المدير العام لفرع مؤسسة '' open foundation'' في تركيا، أن الصادرات التي يتم شحنها من خلال مصر يمكن فقط أن تستمر في حالة توقف العنف هناك، مضيفا '' أن العراق التي تتشارك مع الحدود التركية في 330 كيو متر استحوذت على 10.8 مليار دولار من المبيعات في عام 2012 ، أما المبيعات الموجهة للعشر دول الاخريات في الشرق الاوسط والتي تصل هناك من خلال مصر قد انخفضت بنسبة 30 بالمئة منذ بداية الشهر الماضي ''.
وأشار التقرير إلى أن سعر الليرة التركية تراجع بنحو 0.2 بالمئة ليصل إلى 1.9912 للدولار أمس الأول، وقد فقدت العملة هذا العام 10 بالمئة من قيمتها، كما أن الفوائد على سندات الخزانة لأجل عامين قد قفزت بنحو 42 نقطة اساس لـ 10.16 بالمئة.
وقال وزير الاقتصاد التركي '' زافر كاجاليان '' أن التباطؤ في الصادرات قد يسبب زيادة في العجز التجاري التركي الذي اتسع بالفعل لـ 35.9 مليار دولار بنهاية الستة أشهر الأولى من عام 2013 مقارنة بـ 30 مليار دولار فقط في العام الماضي ، وقد يصل العجز لـ 60 مليار دولار بنهاية العام '' .
وارتفعت تكلفة تأمين ديون تركيا في حالة عدم السداد بنحو 49 نقطة أساس وذلك منذ إطاحة الجيش بالرئيس السابق مرسي الشهر الماضي طبقا لموقع ''بلومبيرج'' ـ وتعد هذه هي ثاني أكبر زيادة في الأسواق النامية بأوروبا و الشرق الاوسط وأفريقيا .
فيديو قد يعجبك: