توشكى.. هل يعيد السيسي حلم مبارك القديم إلى الحياة؟
كتبت – سهر هاني:
أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيهاته أمس في اجتماعه مع المجموعة الوزارية لبحث استصلاح 4 ملايين فدان ، بالذهاب إلى توشكى وتقييم الوضع للوقوف على أسباب توقف المشروع والعمل على حل المشاكل ، خاصة أنه تم دفع المليارات من أموال الدولة كبنية أساسية ولم يتم زراعة سوى 35 ألف فدان من إجمالي مستهدف 700 ألف فدان حتى الاّن.
وبينما استمر العمل بمشروع توشكى منذ عام 1997 أي ما يقرب من 17 عاما بدون العمل على استغلاله فيما نُفذ من أجله ، الا أن الانتباه الحكومي الذي يحظى به المشروع الان يجعل هناك ضرورة للتعرف على بدايات المشروع ،وما تم تنفيذه حتى الان ،والحجم الحقيقي للتكاليف التي أُنفقت عليه ، وهو ما يوضحه التقرير التالي.
البداية
في 9 يناير عام 1997 أعطى الرئيس الاسبق حسنى مبارك إشارة انطلاق المشروع القومى لتنمية جنوب الوادى ''توشكى'' ، وذلك بهدف استصلاح واستزراع مساحة 3.4 مليون فدان حتى عام 2017، بحيث يخصص منها 1.5 مليون فدان لمناطق الصعيد، و540 ألف فدان فى مشروع تنمية جنوب الوادى '' توشكى''، وكذلك 620 ألف فدان فى مشروع تنمية شمال سيناء، بالإضافة إلى 2.2 مليون فدان فى باقى مناطق الجمهورية.
كما استهدف المشروع التشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق وتخفيف الضغط البشرى على وادى ودلتا النيل والتغلب على الفجوة الغذائية وربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا للوادي وتوفير فرص عمل للكثير من الشباب وخاصة من شباب صعيد مصر.
وتتكون البنية الأساسية للمشروع من محطة رفع عملاقة على الجانب الغربي من بحيرة ناصر ( 200 كم جنوب السد العالي وتضخ المحطة المياه من بحيرة ناصر إلى قناة الشيخ زايد ومن ثم إلى فروعها الأربعة بطول إجمالي 250 كم .
ما تم تنفيذه
بدأ تنفيذ مشروع ترعة الشيخ زايد في يناير 1997 و شهد عام 2003 بدء ضخ المياه في الترعة لأول مرة ، وتم تنفيذ الأعمال المدنية لمحطة الرفع الرئيسية والتي أطلق عليها اسم ''مبارك'' بنسبة 100% - والتي يمكنها الرفع من بحيرة ناصر حتى وإن انخفض منسوب المياه في البحيرة إلى 147.5م فوق سطح البحر- والانتهاء من تركيب جميع الوحدات، والانتهاء من أعمال الحفر بكامل طول الترعة الرئيسية بطول 50.8 كم ، والانتهاء من حفر وإنشاء 167 بئرا جوفيا , منها 114 بئرا انتاجيا , و53 بئرا رقابيا.
التكلفة
ويبلغ إجمالي قيمة الاستثمارات التي تم تنفيذها بهذا المشروع حوالى 6 مليارات جنيه، متضمنة المنحة المقدمة من دولة الإمارات والتي بلغت نحو 100 مليون دولار أمريكي.
ورأى البعض أن تكلفه الفدان من الارض الزراعية في توشكى والتي قدرت بنحو 10 الاف جنيه تعد أقل بكثير من تكلفة الفدان فى مشروعات مماثلة، خاصة تلك تتطلب رفعا متتاليا للمياه رغم وقوعها في الوادي.
النهاية
وفي عام 2011 ترددت أنباء عن توقف العمل بمشروع توشكى وذلك عقب انقطاع الاخبار المتعلقة به وانخفاض الوعي العام الخاص بتطورات المشروع وانجازاته، إلا أن الدكتور على إسماعيل رئيس هيئة التعمير والتنمية الزراعية بوزارة الزراعة في ذلك الوقت أكد أن الحكومة مستمرة في مشروع توشكى، ولم يتوقف العمل به، موضحا أن شركة المملكة التي يمتلكها الوليد بن طلال قامت بزراعة ألفى فدان فقط، وتم سحب 75 ألف فدان منها، كما انتهت شركة الراجحى من زراعة 20 ألف فدان بالفعل كمرحلة أولى على أمل الحصول على مساحات أخرى لزراعتها.
وفي نفس التوقيت أعلنت الحكومة تشكيل لجنة برئاسة الدكتور حازم الببلاوى، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية آنذاك وعضوية الدكتور هشام قنديل وزير الري وصلاح يوسف وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لبحث سبل دعم الأعمال المطلوبة وإعداد دراسة عن المعوقات التى تواجه عمليات التنمية في مشروع جنوب الوادي بتوشكى.
إحياء توشكى؟
كان رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب قد أوضح ان اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أمس الأحد مع المجموعة الوزارية لبحث استصلاح 4 ملايين فدان تناول تخطيط تنمية حقيقية لمصر من خلال استصلاح 4 ملايين فدان، منها مرحلة أولي مليون و18 ألف فدان.
كما نوه الرئيس بضرورة التوجه إلى توشكي وتقييم الوضع ولماذا توقف العمل بها والعمل على حل المشاكل بعد أن تم دفع 7 مليارات جنيه من أموال الدولة كبنية أساسية ولم يتم زراعة سوى 35 ألف فدان من إجمالي مستهدف 700 ألف فدان.
وأمر بالتوسع في الفرافرة وسيوه ومنخفض القطارة باستخدام المياه الجوفية التي أثبت الدراسات أنها تكفي مائة عام على أقل تقدير، واستخدام أفضل تكنولوجيا في مجال الصوب والري الحقلي.
وأكد محلب أنه ''سيتوجه إلى توشكي الأربعاء القادم لتحقيق هدف بناء مصر الحديثة'' – بحسب قوله.
ويطرح الموقف الحالي التساؤل الذي تنبه له العديد من المواطنين والخبراء على حد سواء مؤخرا، ''هل سينجح السيسي في إحياء مشروع توشكى ''؟
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: