تقرير يوضح لماذا تراجعت أسعار السلع الأساسية حول العالم
كتبت - سهر هاني:
أكدت تقارير صحفية أن العالم يشهد انخفاضًا لأسعار كافة السلع الأساسية وليس فقط النفط، نتيجة لأن الاقتصاد العالمي قد فقد قوته المعهودة.
وأوضح تقرير نُشر بموقع "CNBC" المعني بالشئون الاقتصادية، أن انخفاض الطلب من أهم العوامل التي تسببت في انخفاض أسعار العديد من السلع بدءًا من النفط الخام وصولاً إلى القطن.
وتابع التقرير "بالطبع هناك بعض السلع الأساسية التي ارتفعت أسعارها حيث تدفعها قيود الظروف المحلية ببعض المناطق والدول حول العالم ومنها تكلفة النقل، وعلى سبيل المثال فإن الجفاف الذي شهدته ولاية كاليفورنيا العام الماضي تسبب في ارتفاع أسعار الخضروات وبعض المنتجات الغذائية العام الماضي".
وبفضل ارتفاع الطلب المتزايد من قبل الطبقة المتوسطة في الدول النامية، ترتفع أسعار بعض السلع الأساسية مثل الدجاج واللحم، إلا أن التكلفة العالمية لمعظم السلع الأساسية كانت السبب في انخفاض الأسعار على المدى الطويل منذ الكساد العظيم الذي شهده الاقتصاد العالمي.
وأشار التقرير إلى أن هناك مخاوف من أن انخفاض الأسعار بالتزامن مع بطء النمو الاقتصادي بأوروبا واليابان وغيرهما قد يتسبب في استمرار حالة الانكماش الاقتصادي لفترة أطول من المتوقع.
ولفت إلى أن تغيير وضع الانكماش سوف يكون صعبًا خاصة إن بدأ المستهلكون وأصحاب الأعمال في تقليص استثماراتهم وإنفاقهم في انتظار المزيد من انخفاض الأسعار مما سيتسبب في تعميق الانكماش الاقتصادي ومن ثم الأزمة الاقتصادية.
ويسعى محافظو البنوك المركزية الأوروبية جاهدين - بحسب التقرير - لتجنب ذلك الوضع الاقتصادي الصعب وسط مؤشرات بأن الأسعار في منطقة اليورو تنخفض بشكل كبير، حيث أظهرت أحدث البيانات أن معدل التضخم الألماني تباطأ إلى أدنى مستوى له في أكثر من خمس سنوات في ديسمبر الماضي.
وأرجع التقرير انخفاض أسعار العديد من السلع الاساسية مؤخرًا لانخفاض أسعار النفط الذي وصل لأقل من 50 دولارًا للبرميل الواحد خلال الأيام القليلة الماضية مع تعنت المنتجين ورفضهم تقليل الإنتاج.
ومن جانبه، قال ديفيد كيلي، كبير الاستراتيجيين العالمي في " J.P. Morgan Funds"، أن انخفاض أسعار النفط يعود بالإيجاب على الاقتصاد الأمريكي، والصيني والأوروبي مما يحفز نمو الاقتصاد بصفة عامة، كما يتوقع أن انخفاض أسعار النفط سيعمل على تحفيز الطلب ويدفع أسعار النفط لأعلى من 80 دولار للبرميل في غضون عامين.
وفي بداية هذا الأسبوع، أعلنت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني أنه من المتوقع أن انخفاض أرباح شركات النفط سيجبرها على تقليص الاستثمار في الإنفاق الرأسمالي على الإنتاج الجديد، وأنه إذا تجاوز متوسط سعر النفط 75 دولارًا للبرميل الواحد هذا العام، سوف تقوم شركات الاستكشاف والإنتاج بأمريكا الشمالية بتخفيض الإنفاق الرأسمالي بنسبة 20 بالمئة عن العام الماضي، وإن وصل سعر البرميل لـ 60 دولارًا سيتم خفض الإنفاق بنسبة من 30 إلى 40 بالمئة - بحسب التقرير -.
وفيما يخص الفائزين والخاسرين من انخفاض أسعار السلع الأساسية، أكد التقرير أنه في آسيا على سبيل المثال انخفضت فاتورة الطاقة في الصين تزامنًا مع أسعار النفط الخام، وفي الهند التي تعتبر من أكبر مستهلكي السلع الأساسية انخفضت تكاليف الواردات من الوقود والمواد الخام، مما ساعد على تخفيف الضغط الهبوطي على "الروبية" - عملة الهند -.
وطبقًا للتقرير، فإنه في حالة انتعاش النمو الاقتصادي العالمي قد يساعد ازدياد الطلب على ارتفاع أسعار السلع الأساسية مرة أخرى، إلا أن هناك قوى أخرى قد تتسبب في استمرار انخفاض الأسعار على المدى الطويل أهمها استمرار الدولار في اكتساب مزيد من القوة الناتجة عن القوة النسبية للنمو الأمريكي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: