أزمة بوتاجاز كل شتاء.. هل تضرب مصر من جديد؟
كتب - مصطفى عيد:
ضربت مصر أمس الأحد أولى موجات الطقس السيء التي تسببت في حالة من الأمطار الغزيرة والسيول مما أدى لمصرع 5 أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى اضطراب حالة الملاحة البحرية وغلق عدد من الموانئ.
وأعادت هذه الموجة مع دخول فصل الشتاء تساؤلات المصريين إلى الأذهان بشأن إمكانية حدوث أزمة جديدة في توافر غاز البوتاجاز والتي تكررت في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بجهود عديدة لمحاولة المرور بفصل الشتاء بسلام ودون أزمة.
الأزمة الشتوية
وتتعرض مصر في فصل الشتاء من كل عام إلى أزمة توفير أسطوانات البوتاجاز للمنازل بسبب ارتفاع الطلب عليها، الأمر الذي يؤدي إلى جشع البعض واستغلال الأزمة ورفع أسطوانة البوتاجاز بشكل قياسي.
وشهدت مصر آخر أزمة بوتاجاز في الشتاء الماضي والتي بدأت في شهر يناير واستمرت حتى نهاية مارس حيث ظهر نقص الأسطوانات بالأسواق، وتعرضت بعض المحافظات والمناطق لمعاناة الحصول على أسطوانة البوتاجاز ووصولها في بعض المناطق إلى 70 جنيهًا وأكثر.
وأرجعت الحكومة الأزمة وقتها إلى موجة الأحوال الجوية السيئة التي ضربت مصر خلال يناير، حيث قال محمود عبد العزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين خلال تصريحات سابقة مع مصراوي، إن سوء الأحوال الجوية هو السبب الرئيسي وراء اشتعال أزمة البوتاجاز من جديد.
ولفت إلى موجة البرد الشديدة التي تعرضت لها مصر وقتها عطلت وصول المراكب المحملة بشحنات البوتاجاز المستوردة، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك في فصل الشتاء.
جهود الحكومة
بدأت الحكومة الاستعداد لتوفير البوتاجاز خلال موسم الشتاء مبكرًا حيث أعلن في يوليو الماضي المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالي عندما كان وزيرًا للبترول في الحكومة السابقة أن هناك خطة عمل لتوفير البوتاجاز خلال فصل الشتاء من خلال زيادة الطاقات الإنتاجية بمعامل التكرير وتطوير البنية الأساسية لنقل وتداول البوتاجاز.
ولفت إلى أنه جاري العمل على زيادة القدرة الاستيعابية لبعض الموانىء لاستقبال الناقلات الكبرى للبوتاجاز المستورد بحمولة 30 - 45 ألف طن، وما تتطلبه من خطوط ربط ومستودعات تخزين.
ونوه إلى أنه يتم تنفيذ خط أنابيب من ميناء الدخيلة إلى منطقة وادي القمر بالإسكندرية بطول 7 كيلو متر لاستقبال البوتاجاز المستورد ونقله إلى شبكة خطوط أنابيب نقل المنتجات البترولية وتدفيعه إلى محطات التعبئة، بالإضافة إلى أنه جاري حالياً عمل التجهيزات اللازمة بميناء الأدبية بالتنسيق مع وزارة النقل لاستقبال البوتاجاز المستورد.
وقال إسماعيل وقتها إن خطة توفير البوتاجاز خلال فصل الشتاء تتضمن عدداً من المحاور الرئيسية منها التعاقد مع عدد من الشركات لتوريد البوتاجاز لتنويع مصادر إمداداته، واستغلال انخفاض الأسعار العالمية للبترول حالياً لتكوين رصيد استراتيجي من البوتاجاز بالمستودعات يبلغ حوالي 105 - 110 ألف طن بوتاجاز خلال شهري يوليو وأغسطس منها 40 ألف طن بمحافظات الصعيد.
وأضاف أنه تم وضع برنامج بتوقيتات محددة لتوريدات البوتاجاز من الآن وحتى فبراير 2016، والانتهاء من تجهيز 22 مستودعًا جديدًا على مستوى الجمهورية قبل نهاية العام تابعين لشركة بوتاجاسكو، بالإضافة إلى طرح شركتي بتروجاس وبوتاجاسكو لمناقصة جديدة لشراء عدد من السيارات المخصصة لنقل البوتاجاز قبل نهاية العام.
كما عقد طارق الملا وزير البترول الحالي عدة اجتماعات خلال الشهر الحالي للاطمئنان على استعدادات الوزارة لتأمين إمدادت البوتاجاز خلال فصل الشتاء، ومتابعة الإجراءات الجاري تنفيذها.
وبحسب تصريحات للوزير، يدخل ميناءان جديدان وهو الدخيلة ووادي فيران ضمن الموانئ التي تستقبل شحنات البوتاجاز المستوردة خلال فصل الشتاء، كما يجري إنشاء 7 مستودعات للبوتاجاز بالإسكندرية بسعة 8.4 ألف طن، و4 مستودعات بسوهاج بسعة تخزين 6.5 ألف طن.
كما استعرض الوزير خلال هذه الاجتماع موقف شراء السيارات الجديدة لزيادة أسطول نقل البوتاجاز الصب لدعم منظومة النقل على مستوى الجمهورية وخاصة محافظات الصعيد، وتم أيضًا استعراض الموقف التنفيذي لخط بوتاجاز أسيوط/ سوهاج بطول 127 كيلو متر باستثمارات حوالي 350 مليون جنيه حيث يتم ربط الخط بخط أنابيب بوتاجاز شقير/ أسيوط، ويتم عن طريقه نقل البوتاجاز إلى مصنع التعبئة بسوهاج.
"الحكومة سمعت الكلام"
ومن جانبه، توقع محمد سعد رئيس جمعية مستثمري الغاز، عدم حدوث أزمة بوتاجاز خلال الشتاء الحالي بعد أن استمعت الحكومة لنصائح المصانع بالعمل على توفير مخزون كبير يكفي البلاد عن حدوث أي موجة من الطقس السيء خلال الشهور المقبلة.
وأشار سعد خلال اتصال هاتفي مع مصراوي إلى أن أصحاب المصانع اجتمعوا بشريف إسماعيل عندما كان وزيرًا للبترول وقدموا له مجموعة من المقترحات التي تضمن عدم تكرار أزمة البوتاجاز خلال فصل الشتاء وعلى رأسها العمل على زيادة المستودعات ورفع المخزون الاستراتيجي الذي يتم استخدامه في حالة تأخر وصول السفن للموانئ المصرية.
ونوه إلى إسماعيل بدأ بالفعل بعد اجتماعهم معه على الاستعانة بهذه المقترحات، والعمل على تنفيذها لضمان عدم تكرار أزمة الشتاء، مشددًا على ضرورة عدم تخفيض الكميات المشحونة للمصانع مثلما كان يحدث في السنوات الماضية، كما أنه لم يستبعد حدوث أزمة لو تعطلت وصول سفن البوتاجاز لموانئ مصر لفترة تتعدى مدة استهلاك المخزون الاستراتيجي لأي سبب سواء كان متعلقًا بسداد ثمن الشحنات، أو بالطقس السيء.
فيديو قد يعجبك: