شركة للتعدين تهدد التنقيب العشوائي عن الذهب في الشلاتين
الشلاتين - (أ ش أ):
في الوقت الذي وصل فيه التنقيب العشوائي عن الذهب في مدينة الشلاتين إلى حد الظاهرة، ما دفع الجهات الحكومية إلى تقنين هذا العمل عبر إنشاء شركة الشلاتين للتعدين، يرى مسئولون أن المعدن الأصفر ليس الأغلى أو الأندر بين المعادن الثمينة التي تعج بها المناطق الجبلية في جنوب البحر الأحمر.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لوقف هذه الظاهرة، يتسلل مجموعات من المنقبين العشوائيين إلى ''وادي الذهب'' في محاولة تحقيق حلم الثراء السريع الذي تحقق بالفعل لعدد كبير من أبناء المدينة الذين لا يخفون سبب ثراءهم ويجهرون علانية بأن التنقيب عن الذهب هو ما مكنهم من تحقيق تلك المكاسب الكبيرة.
ولم يقف التنقيب العشوائي عن الذهب عند الطرق التقليدية التي كانت تستخدم منذ سنوات حين تم اكتشاف ثروات هذا الوادي، بل تطورت الأساليب والوسائل المستخدمة وتخطت استعمال أجهزة كشف المعادن ووصلت إلى الاستعانة بمعدات أكثر تطورا.
وبالنظر إلى الظاهرة عن قرب، لاحظ موفدا وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى مدينة الشلاتين، أنها متغلغلة في ثقافة وحياة الناس في المدينة، سواء من خلال أحاديث العامة أو ظهور تبعاتها مثل العملات المعدنية الإسلامية والرومانية المنتشرة بشدة التي يعج بها متحف التراث الخاص بمدينة الشلاتين والتي تم العثور عليها بواسطة جهاز الكشف عن المعادن، أو حتى عندما يلاحظ كثرة بطاريات الشحن في المحال التجارية التي تلزم لتشغيل جهاز الكشف عن المعادن الذي فيما يبدو يمتلكه الكثير من أبناء حلايب والشلاتين.
ويقول محمد عبدالله من أهالي المنطقة إنه يخرج ضمن مجموعات صغيرة للبحث عن الذهب في منطقة الجبال المحيطة بمدينة الشلاتين، موضحا أن الأمر زاد صعوبة في الفترة الحالية بعدما تم العثور على معظم القطع الذهبية الظاهرة على سطح الأرض خلال السنوات الأربع الماضية، ما دفع البعض إلى استخدام معدات للتوغل في التربة واكتشاف المزيد من قطع الذهب غير المستخرجة.
ولم يخف أحد أصحاب المحال التجارية –رفض عدم ذكر اسمه- تحقيق ثروات كبيرة جراء التنقيب العشوائي عن الذهب في جبال المنطقة، وقال ''كنا نجد الذهب على سطح الأرض دون أدنى صعوبة، كما أنه يتواجد أحيانا مختلطا بالصخور، موضحا أن كثرة بطاريات الشحن اللافتة للنظر على أرفف متجره تستخدم في تشغيل أجهزة الكشف عن المعادن.
وبسؤاله عن هذا الموضوع نوه اللواء نجيب مأمون - رئيس مجلس مدينة الشلاتين، إلى أهمية الحفاظ على الثروات المعدنية للمدينة، وإدراك خطر انتشار التنقيب العشوائي عن الذهب الذي يهدر الثروات الطبيعية للدولة، لافتا إلى مجهودات مجلس المدينة بالتعاون مع القوات المسلحة في إنشاء شركة الشلاتين للثروة المعدنية، بهدف الحفاظ على الثروة المعدنية للمنطقة وتقنين عمل الأهالي بعيدا عن التنقيب الجائر، مؤكدا أن الشركة أوشكت على البدء في العمل.
وأوضح مأمون أن الثروات الطبيعة التي تتمتع بها المدينة، دفعت الأهالي كذلك إلى إنشاء شركة خاصة للتنقيب عن الذهب، خصوصا الذهب الودياني الذي يتم العثور عليه على أبعاد تتراوح بين متر ومتر ونصف، من سطح الأرض، مشيرا إلى أن المعدن الأصفر ليس الأغلى أو الأندر بين الثروات المعدنية الهائلة التي تتمتع بها المنطقة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: