هآرتس: العاصمة الإدارية لن تحول مصر إلى دبي جديدة
كتبت - سهر هاني:
أكدت صحيفة هارتس الإسرائيلية، أن النموذج الحضاري الذي تقدمه إمارة دبي يعتبر نموذجاً مغرياً للغاية بالنسبة لمصر، مما يجعلها تسعى إلى تحقيق هذا النموذج من خلال مشروع العاصمة الادارية الجديدة.
وأوضح التقرير الذي نشره الموقع الالكتروني للصحيفة أن الاقتصاد المصري يعاني من التدهور بسبب عدم الاستقرار السياسي، كما أن مساعدات دول الخليج المالية التي تُقدر بـ 30 مليار دولار منذ تولي السيسي الرئاسة غير كافية لإنعاش الاقتصاد.
وأضاف التقرير أن توقعات ارتفاع معدلات النمو إلى 4 بالمئة هذا العام لن تكون كافية لتقليل معدلات البطالة التي تُقدر بـ 13 بالمئة، لذلك تم طرح مشروع العاصمة الجديدة الذي من المتوقع أن يساهم في توظيف الكثير من المواطنين كحل مثالي للقوى العاملة المصرية.
وسلط التقرير الضوء على المقارنة بين مصر ودبي في حالة أراد المسئولون أن يقوموا بتنفيذ مشروع العاصمة على نظير " دبي" في ظل رغبة الرئيس السيسي أن يحول مصر سريعاً لدولة أكثر تقدماً وتحضرا – بحسب التقرير -.
وطبقاً للتقرير، تتشابه مصر ودبي في أن لديهما حكومتان مركزيتان لهما سلطات واسعة، إلا أنه في دبي يعود اتخاذ القرارات إلى خمسة أفراد فقط يقومون باتخاذها بسرعة وكفاءة.
وأضاف التقرير أن الدولة في مصر، تعاني من البيروقراطية وكان التعاون الأخير بين كافة جهات الدولة لتفعيل مشروع ضخم منذ أكثر من 3000 عام أثناء بناء الأهرامات، أما في التاريخ الحديث فلا يوجد سوى بعض المدن الصحراوية الفارغة.
وأشار التقرير إلى أن نجاح دبي يعود في الأساس إلى أنها إمارة صغيرة ذات اقتصاد مفتوح بعكس مصر، كمان أنها تعتمد على حرية الأجانب في الذهاب والقدوم مما يوفر المهارات والعمالة التي تجعل من السهل تشغيل الاقتصاد.
وقال "أما مصر ذات الـ 80 مليون نسمة لا يمكنها أن تدعو خبرات أجنبية كافية لتحقيق هذا الاختلاف المطلوب في الاقتصاد، كم أن رفع مهارات المصريين هو الاستثمار الذي سوف يستغرق سنوات ليؤتي بثماره."
ولفت التقرير إلى أنه إن استطاعت مصر أن تتشابه مع أية دولة في المنطقة فيمكنها التشبه بتركيا وليس دبي، مؤكداً أن تركيا تتمتع بنمو اقتصادي قوي، وإن لم يكن قوياً كما كان لدى الدول ذات الاقتصادات الناشئة في العالم.
وتابع: "وكانت تعاني تركيا من عجز هائل في الحسابات الجارية، ولكنها استطاعت أن تخلق تحولاً اقتصادياً حقيقياً خلال عقد أو أكثر من الزمان."
وخلص التقرير إلى أنه بوصول عدد سكان تركيا لنحو 70 مليون نسمة، وافتقارها للمصادر الطبيعية تكون أكثر شبها بمصر من دبي.
فيديو قد يعجبك: